آخر تحديث :السبت-21 سبتمبر 2024-10:38م

الغائب جسدًا .. الحاضر روحًا

الخميس - 12 مارس 2015 - الساعة 01:56 م
همام عبدالرحمن باعباد

بقلم: همام عبدالرحمن باعباد
- ارشيف الكاتب


برحيله.. افتقده القلم.. افتقدته الأوراق.. افتقدته الصحف المقروءة ومواقع النت وشبكات التواصل الاجتماعي.. آآه.. لن نترقب مقالاته بعد رحيله.. ستخلو صحيفة (30 نوفمبر) وغيرها  من مقالاته.. لن نصادفه بعد الآن في كلية التربية المكلا.. ستخلو ساحاتها وقاعاتها منه.. كم ترك فراغًا في قلوب محبيه لكن لئن يغيب عنهم جسدًا فإنه يحضر روحًا.. رحمك الله يا أستاذنا الدكتور/ عبدالرحمن سعيد بلخير.

كم كنت أتشوق لقراءة مقالاته في صحيفة (30 نوفمبر) إذ كانت مقالاته بالإضافة إلى عمود الأستاذ/ سند بايعشوت تحتل مكانة خاصة ومتابعة متفردة وإعجاب مذهل: فكنت أبدأ بها قبل سواها في الصحيفة وأحيانًا اكتفي بها بل وأطلب أيضًا من الآخرين قراءتها.. كم كنت معجبًا بطرحه الرائع وحسن سبكه وطريقة عرضه ومعالجته للمشكلات ونقده للسلبيات، فكم انتابتني الفرحة حينما قرأت مقالته التي تطالب بإلغاء امتحانات الشهادة التي لم تعد تعطي تقييمًا صحيحًا لمستويات الطلاب إذ يحصل أكثرهم احترافًا في الغش على أفضل الدرجات إلا ما رحم ربي وما ندر، وكم أعجبت بمقالته التي تتحدث عن تصرفات المصلين -غير اللائقة- في المساجد للأسف الشديد..

كنت أستفيد كثيرًا من أسلوبه في الكتابة، وأعد قلمه من أفضل الاقلام الموجودة في حضرموت، وكنت آمل أن اقرأ المزيد مما كتب ولكن -وآه من لكن هذه- اتى تاريخ العشرين من ديسمبر من العام الفارط ليعلن الرحيل ولكن (ليس الرحيل بمعنى الرحيل) فأنت باقٍ روحًا وإن رحلت جسدًا.

لم أصدق خبر الوفاة حينما رأيت ذلك على إحدى صفحات (الفيس بوك) فكنت أمني النفس أن يكون من قبيل الإشاعات الكاذبة ولكن كلما فتحت موقع وجدت الخبر أمامي فلم يكن لي إلا التسليم والدعاء بالرحمة والمغفرة -اللهم لا اعتراض على قضائك-.

المهم.. برحيل الدكتور/ عبدالرحمن سعيد بلخير، خسرت الغيل وحضرموت والوطن والصحافة هامة عز تعويضها.. رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه دار القرار.