آخر تحديث :الإثنين-16 سبتمبر 2024-11:12م


أسباب فشل الاتفاقيات والحوارات اليمنية

الإثنين - 19 يناير 2015 - الساعة 11:25 م

عبدالعزيز العقاب
بقلم: عبدالعزيز العقاب
- ارشيف الكاتب


سؤال يراود  كل يمني  من أبناء هذه الشعب 

 وهو لماذا  دائماً   ما تفشل أية إتفاقيات أو حوارات  يمنية  بين الأطراف السياسية  أو مع الحكومة أو مع الرئاسة  أو في أي قضية سياسية ؟

 والتي عادةً ما تفضي  إلى الفشل أو التأخير أو أزمة  جديدة . ومن  خلال قراءة   واقعية  ودراسة تحليلية  لعدد من  الإتفاقيات  اليمنية  منذ عقود  سوءاً  إتفاقيات  مابعد الثورة اليمنية  ال26سبتمبر  مروراً  إلى إتفاق المصالحة بين الجمهوريين و الملكيين عام 1972وإلى إتفاقية 1979م إلى إتفاقية  مابعد الوحدة المباركة  وإتفاقية أو  وثيقة  العهد  والإتفاق  أو تلك  الإتفاقيات  والحوارات بين المؤتمر الشعبي  العام  واللقاء المشترك  أو الحوار  الوطني أو إتفاق السلم والشراكة  مؤخراً  وغيرها من الإتفاقيات  الكثيرة .حيث ما أوردناه هو على سبيل  المثال  فإننا سوف  نلاحظ الأتي :

1-         أن الأطراف  السياسية دائماً  ما تبعث لهذه الإتفاقيات بمندوبين وتابعيين  حزبيين  وشخصين وليس  بمحاورين  وطنيين  وهو ما يفضي إلى تغليب مصلحة  المتصارعين  على حساب مصلحة الشعب  .

2-         أن هذه  الإتفاقيات  والحوارات  دائماً  ماتتم  دون  وجود  الممثلين المستقلين  والوطنيين  الحقيقيين   وبالتالي  ما يصدر  عن هذه  الحوارات  هو عبارة  عن رسم وتقاسم  مصالح  شخصية  وحزبية  وليست مصالح  وطنية .

3-         غموض  كثير من بنود هذه الاتفاقيات  والحوارات  بسبب أن  كل  طرف يريد يبيت  إستخدام هذه  الغموض لصالحه لأحقاً

4-         الذهاب للاتفاقيات  والحوارات  للبحث  عن المصالح  الشخصية  والحزبية  وتحقيق الإنتصارات  وليس لأجل  الحل والخروج من الازمات

5-         عدم  مكاشفة الشعب بجميع  تفاصيل هذه الحوارات  والاتفاقيات  وهو مايجعلها  قابلة للتأويل  والتفسير كلاً  حسب ما يراه  مناسباً  لمصالحه  وليس لمصلحة الشعب

6-         غياب الصوت  المستقل  والوطني في المؤسسة الاستشارية  الرئاسية  وفي مجلس الشورى والحكومة وغيابها  عن هذه الاتفاقيات  والحوارات يجعلها عرضة للصياغة التقاسمية  بين المتصارعين  ومصالحهم الشخصية  والحزبية على  حساب مصلحة  الشعب  والمصالح الوطنية .

7-         التعود  دائماً  على الانقضاض  على النتائج  الحوارية وعلى الاتفاقيات  بطرق عديده وملتوية واعتبار  الحوارات  والاتفاقيات  جزء  من استراتيجية  الخدعة أو الفرصة لتحقيق  الفوز لأحقاً

 ولأنه عادتاً  ما كانت تتم  هذه الحوارات  والاتفاقيات بين السلطة  والأطراف المعارضة  فإنه  دائماً  ما كانت  معظم هذه الحوارات  والاتفاقيات  يجري  فرملتها وإفراغها  من محتواها على يد  السلطة لاحقاَ  وبكل الوسائل و الأدوات.

حتى أصبح ذلك ثقافة  لدى أي سلطة وأصبحت  هذه الحوارات  والاتفاقيات لدى  معظم الشعب مجرد  مضيعة ومجرد تقاسم  ومجرد استراحة للانتقال إلى أزمات جديدة .

 ولكون هذا الأمر اختلف تماماً في اتفاق  السلم و الشراكة  فالسلطة التي دائماً   هي في موقع القوي  والمتفضل  بالحوار  والموافقة على الاتفاقيات  صارت في موقف الضعيف  والطرف الضعيف صار هو  القوي  وحاضراً على  الواقع .

 وهو الأمر الذي  لم تفلح  فيه  جهود  وحيل  السلطة  والقوى  السياسية  المتحالفة معها على الانقلاب أو التحايل  على الاتفاقية  ووصل الأمر إلى ما وصل إليه .

 وبصفتي رئيس لمنظمة  متخصصة  ومعنية بالحوار فإننا قد أكدنا  وبينا أكثر  من مرة أن  ما يجري  من حوار  واتفاقيات إنما هي  حوارات سياسية  واتفاقيات  سياسية  وليست حوارات وطنية  ، ونبهنا أيضاً إلى ضرورة تطعيم  الهيئة الإستشارية  الرئاسية  ومجلس الشورى  والهيئات الحكومية  وهيئات مخرجات الحوار  بعناصر مستقلة  ومتخصصة  وفنية ووطنية  صادقة  حتى يتجسد  الحضور الكامل للشعب ولمختلف المكونات  والأطراف  السياسية .