آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-08:34ص

الثورة ... لا تتفق مع السلمية

الثلاثاء - 30 ديسمبر 2014 - الساعة 06:57 م

قيس الشاعر
بقلم: قيس الشاعر
- ارشيف الكاتب


الثورة لا تتفق مع تسمية السلمية  ولا يمكن الجمع بينهما الثورة غليان وهيجان شعبي والسلمية امن وامان ومهادنة وسلام.

السلمية تتحول الى ثورة وثورة تتحول الى اتفاق سلام بعد ان تصل الى اهدافها

ولا توجد على وجه الارض ثورة ارتبطت بمسمى السلمية.

فثورة البركان لا تُرسل قبلات محبة وسلام لمن يقطنون حول البركان بل ترسل حمماً ملتهبة لا تبقي ولا تذر .

وكذلك ثورة الشعب  شبيهة بثوران البركان .

ومن المستحيل ان يكون شعب مضطهد ويطالب بالحرية تحت مسمى الثورة السلمية لا يوجد اي تناقم في الموضوع بل هو نوع من الجنون او الغباء السياسي .

وتمر ثورات الشعوب بمراحل قبل ان تصل الى قمة الثوران والهيجان الشعبي تبدا بتحركات ثم وقفات احتجاجية  واعتصامات  تتطور الى احتجاجات وتظاهرات واعمال شغب بعدها تولد الثورة .

على عكس ثورتنا السلمية التي تحولت الى اعتصام يذكرني باستراحة المحارب لكن محاربنا يتميز عن غيره من المحاربين بمضغ القات وكثرة الاقوال وقلة الافعال.

صحيح ان ثورتنا تختلف عن بقية ثورات الربيع العربي من حيث الجوهر والمضمون والهدف. 

الا انها تشابهت اخيراً مع تلك الثورات بمرحلة الاعتصام .مع الاختلاف بطرق والخطط التصعيدية  التي استخدمها ثوار الربيع العربي  في تحقيق غايتهم .

على عكسنا الى الان لم نقدر على وضع خطط تصعيد هادفه ومتقنة لها نتائج وتأثير.

ولم نتفق بالأساس وحتى ان اتفقنا فسلمية لن  يتحقق بها الغاية المنشودة .

فلكل ثورة شعب فصيلها المسلح او الفدائي الذي يدافع عن السلمين.

اي انه اناس تتظاهر وتخرج بالمسيرات السلمية والتظاهرات واخرون يحمون ثورة اولئك وسيتبسلون في الدفاع عنها .

الفدائيون تفرزهم المرحلة كلما اشتد العدوان على السلمية فهم جاءوا من بين المتظاهرين ولحمايتهم  وكلاً يناضل بطريقته ويجمعهم في النهاية هدف الحرية.

ومن الاكاذيب والخزعبلات و الاعتقادات الزائفة القول بان ثورات الشعوب كانت سلمية.

لا يوجد ثورة الا ولها فصيل مسلح وفدائيون واي ثورة لا يوجد لها فصيل مسلح او جناح عسكري لا يكون لها اي قوة او تأثير على محتلها ومستعمرها والشواهد التاريخية كثيرة على ذلك .

الفصيل المسلح هو من يجعل لثورة مكانه وكيان ويعطيها قوه حتى في المفاوضات وجولات ومباحث السلام.

وبدونه لا يوجد اي تقدم لثورة ولن ينظر اليها احد والكل سيقض الطرف عنها. فمتى ما كان لثورتك قوتها المسلحة فرضت نفسك على الجميع وجعلتهم هم من يأتوا اليك لمفاوضتك ويرضخون لكل شروطك. ومثل ما يقولون ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة .