آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-02:42ص


التعليم الفني والتدريب المهني والتأهيل المفقود

الإثنين - 27 أكتوبر 2014 - الساعة 03:44 م

سالم مبارك باهبري
بقلم: سالم مبارك باهبري
- ارشيف الكاتب


منذ أكثر من عشر سنوات من عمر المعهد التقني الصناعي /فوه وكادره التعليمي يعاني من نقص في التطوير والتأهيل الوزاري في جميع اقسامه المختلفة إلا ما نذر.

هذا المعهد الذي يرفد سوق العمل سنوياً بحوالي 210 من المتدربين الفنيين التقنيين ومنهم العديد من الأوائل على مستوى الجمهورية, والذي يعاني الضغط الشديد في مرحلة القبول والتسجيل قبل بداية كل عام دراسي حيث أنه الوحيد من نوعه في منطقة جغرافية كبيرة تشمل حضرموت والمهرة وشبوة وسقطرى ومأرب.

والذي من المفترض من وزارة التعليم الفني والتدريب المهني ممثلة بوزرائها المتعاقبين أن توليه اهتماماً ودعماً كبيراً أسوه بمعاهد أخرى مثل معهد الحوبان /تعز ومعهد ذهبان /صنعاء الذي ترصد لهما ملايين الريالات كميزانية تشغيلية من ميزانية الدولة غير الدعم المعنوي.

* أليس من المعيب على المسؤولين والتجار في محافظة مثل حضرموت الحضارة والتاريخ والتي ترفد ميزانية الدولة بمليارات الريالات من ثرواتها ان تكون مثلاً ميزانية نظافة معهدها التقني الصناعي 1000 ريال شهرياً؟!

* أليس من المعيب أيضاً ان يستمر منع وحجب الدورات التأهيلية الداخلية والخارجية والنوعية على كوادر التعليم الفني والتدريب المهني في حضرموت والسماح فقط بالفتات عبر مكتبي فرع الوزارة؟!

* أليس عيب على مكتب فرع الوزارة بالمكلا عند توزيعه لذلك الفتات من الدورات التأهيلية التي إن تصل إلا وتأخذ طابع السرية والغموض والمحاباة فناذراً ما نجدها تصل الى كادراً يستحقها من غير المقربين الذين يذهبون مرة واثنتان وثلاث والتي اصبحت هي الطريقة السائدة بقوة في زمننا لعدم وجود آلية واضحة وشفافة وعدم وجود حساب لهؤلاء العابثين فنراهم يشربون من نفس الكأس وللأسف.

* ألا يخجل هؤلاء العابثين من تكرار تلك التصرفات الغير انسانية وغير مهنية وعدم المساواة والاهمال المتعمد لشريحة المدرسين والمدربين الفاعلين والتي لولاهم لما وجدوا عمل يقومون به في تلك المكاتب الفارهة والمكيفة؟!

يخطئ من يقول عكس ذلك فكل ما نسمع عنه أو نراه من دورات او تأهيل تحصل عليها غير المقربين كانت على حسابهم الخاص او بطرقهم الخاصة عن طريق زملائهم في مكاتب الوزارة بصنعاء الذين يبلغونهم بشكل شخصي أول بأول بوجود دورات تأهيلية معلقة في انتظار من يستغلها من كوادر حضرموت, وأحياناً تكون بأسماءهم ولم يشعرهم بها مكتب فرع الوزارة بالمكلا!! فيقومون بمتابعتها بأنفسهم ليتحصلوا عليها, وغالباً لا يعرف مكتب فرع الوزارة شيء عنها أو يتعمد نكران معرفته بها.

الضعف وعدم المتابعة وعدم الجدية واضح في عمل ادارة التأهيل والتدريب في مكتب فرع الوزارة بالمكلا منذ الأزل حتى أمست سياسة متبعة.

اذكر موقف مضحك ومبكي في نفس الوقت منذ سنوات عندما ألتقينا بالأستاذ الجماعي وهو مسؤول التأهيل الخارجي في الوزارة في ذاك الوقت عندما زار المعهد التقني الصناعي فقد أبدأ استغرابه حول حديثنا معه بعدم وجود تأهيل خارجي للكادر التدريبي في بعض التجهيزات النوعية بالمعهد بالمقارنة بالمحافظات الأخرى, فقال: لقد أرسلنا لكم استمارات تأهيل لمن يريد التأهيل من المدرسين والمدربين عامة, وأنتم من تحددون ماهي نوع الدورات والتأهيل الذي يحتاجه كل كادر وترسلوها لنا للوزارة بصنعاء ونحن علينا التنفيذ وأنتم عليكم المتابعة, وعندها وجه كلامه لمدير عام فرع الوزارة في تلك الفترة قائلاً: ألم أرسل لك منذ فترة فاكس بعدة استمارات لطلبات التأهيل للكادر؟ لماذا لم تعممها على المعاهد؟! فكان الرد من المدير العام: نعم استلمتها ولكن لم أفهم ما تريدون فأغلقت عليهن درج المكتب. فكرر الجماعي غاضباً شرح الآلية الجديدة له, ولكن لا حياة لمن تنادي.

لكن الان ونحن في أواخر عام 2014م ولدينا مدير عام جديد لفرع الوزارة بالمكلا والذي نطمح أن نحقق في عهده الكثير من الرقي بالتعليم الفني والتدريب المهني ان شاء الله تعالى, لا أن نكون مجدر صور إعلامية مستهلكة.

* هل سيتكرر سيناريو اغلاق درج المكتب على الفاكسات المهمة التي تصب في مصلحة العمل والعمال؟

* هل هناك آلية عمل جديدة وفاعلة وشفافة لقسم التأهيل والتدريب بمكتب فرع الوزارة؟

* هل لازالت الدورات التأهيلية توزع الى الان على المقربين؟

* هل لدى قيادة مكتب فرع الوزارة العزم والشجاعة للمطالبة بقوة بحق تأهيل الكادر؟

* هل سيتم الاهتمام بالكادر الشبابي وتأهيله ام ان جيل المتقاعدين هم لازالوا يستحوذون على كل ذلك؟

* هل ما نشاهده في مكتب فرع الوزارة هو تغيير جذري حقيقي ام تغيير بصري للألوان ليحل اللون الوردي بدلاً عن اللون البحري مثلاً؟

هل وهل.. فهل سنرى وجوداً للتأهيل المفقود لجميع كوادر التعليم الفني والتدريب المهني واقعاً ملموساً أم ان هذا من الاحلام الحضرمية الغير قابلة للتحقيق؟

... ودمتم على خير