آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-11:00م

عزيزي جميل عزالدين ..

الإثنين - 14 يوليه 2014 - الساعة 05:56 م

عامر السعيدي
بقلم: عامر السعيدي
- ارشيف الكاتب


كم أشعر بالشفقة عليك والحزن من أجلك وأنت تضع نفسك في كل هذا الحرج ,,

ولكن حين لا تكون الأخلاق معيارا فكل شئ سيكون ممكنا أو بالأصح تافها ,,
قلتُ الأخلاق وأنا هنا لست بصدد أن أعلمك درسا في الأخلاق والمسؤلية واحترام المهنة والذات وضرورة أن يكون المسئول على مسافة واحدة من الجميع .

دعني أقول لك أنني حين قررت الدخول إلى المسابقة ــ من أجل الفلوس طبعا ــ لم أكن أتوقع أنها محكومة بمزاجك ولا أن الأولوية فيها لعلاقاتك , ولم أكترث حين عرفتُ لاحقا أن أحد أصدقائي تلقى اتصالا ليشارك في البرنامج ولم يوافق إلا في اللحظات الأخيرة بعد أن حصل على وعد بالفوز .
لكني حين رأيت طريقتك في إدراة البرنامج وانحيازك لأشخاص على حساب آخرين أصابتني خيبة أمل وندمت على دخولي في مسابقة بلا أخلاق ولكن كما قلت لك أنا دخلت من أجل الفلوس وكان لا بد أن أستمر .

قلت من أجل الفلوس ,,وهذا قد يبدو سببا سخيفا ولكنها الحقيقة المرة التي جعلتني أتواضع لأمنح برنامجك شرف مشاركتي فيه ولطالما رفضت المشاركة في مسابقات أخرى كجائزة الرئيس وجائزة المقالح لأنها محكومة بالعلاقات والمزاج .

في الحقيقة وبعد المرحلة الأولى من البرنامج اتضحت لنا صورتك يا جميل وبصراحة لم تكن جميلا وأنت تتحول من مسئول أول عن البرنامج إلى لوحة إعلانات ,,

حين تقول أن وزراء اتصلوا بك من أجل فلان وفلان فأنت تتجرد من شرف المهنة التي تحتم عليك أن تكون على ذات المسافة من كل المشاركين سواء كانوا أبناء فلاحين لا يكترث لهم أحد أو كانوا أصدقاء لك يتصل من أجلهم الوزراء ,,

حين تقف على المنصة وتكون محايدا ـ في الغالب ـ تكون جميلا ,,
وحين تريد لأحدهم أن يفوز تفعل كما فعلت في حلقات سابقة وكما فعلت الليلة معي.

دعني أتحدث عما يحدث بالضبط خصوصا أن غيرك سيعي ويفهم ما أقول ,,

طبعا لن أتحدث عن اتصال الوزراء فقد سبق وأشرت إليه ..
ولكن ,,
أن تصفق لأحدهم بعد كل كلمة وترفع صوتك عاليا كتعبير عن اندهاشك بما يقول وتشير الى اللجنة وتحاول إيصال رسالة للجمهور أن هذا هو الفائز مقدما ,,

أن تقرأ نصف القصيدة وتشرحها وتقول عنها أنها الشعر ,,

أن تهاجم أحدهم لأنه أضاف بيتا أو بيتين في القصيدة على اعتبار أنه تجاوز الشروط , وتسكت حين يضيف آخر أكثر من خمسة أبيات على قصيدة محددة ب 8 أبيات ,,

أن تترك المنصة حيث أنت كمقدم للبرنامج وتذهب لوشوشة لجنة التحكيم من أجل تغيير النتيجة في اللحظة الأخيرة وتعود بنتيجة على عكس قناعات اللجنة ,,

أن تشكك في شعراء وتقول أنك تلقيت اتصالات تؤكد أن هناك من يكتب لهم ,,

وأن تتعصب على أساس مناطقي ,,

كل ذلك وغيره يجعلك تبدو صغيرا في نظرك أنت حين تراجع ضميرك وأنت تنظر إلى المرآة في غرفتك نومك , يجعل وجهك باهتا وأنت تقف أمام ضحيتك .

ولكن باعتقادي أن كل ذلك لا يهمك ,, ومع هذا أتمنى أن تمسع مني ما سأقول أخيرا ,,

أنا الليلة كنت أعلم أنني سأغادر للأسباب التالية ,,

لقد كان حظي سيئا لأن منافسي هو آخر من بقي داخل المسابقة من أبناء محافظتك أو من وادي الدور كما يحلو لك أن تقول عنه دائما .

ـ لأن وزراء اتصلوا بك من أجله من البداية كما تزعم و تروّج لذلك .

ـ لأنك كنت تصفق لكل بيت يقرأ و مع كل ابتسامة له وترفع صوتك معلقا الله الله .

ـ لأنك قمت بقراءة قصيدته التي قالت اللجنة عنها أن لا علاقة لها بالموضوع أصلا .

ـ لأنك ذهبت في الأخير إلى اللجنة حين تأكد لك أن تعليقاتها ليست لصالح الشاعر المهم الذي يتصل من أجله الوزراء .

ثم قبل أن ألوذ بصمت الخيبة والسخرية دعني أقول لك نصيحة مهمة وأتمنى أن تسمعها جيدا ,,
أرجوك حاول أن لا تبث حلقة هذا المساء أو على الأقل أن تقتص منها كلام اللجنة وهبالتك على المنصة , أما المشهد الأكثر أهمية وأنت تحاجج اللجنة فلن يكون ضمن مسرحيتك الهزيلة لأنه كان في الوقت الذي أغمضت فيه الكاميرات عيونها لتستريح ريثما ترتب أنت النتيجة كيف تشاء .

هل قلت لك لماذا عليك أن لا تسمح بمشاهدة الحلقة ؟!

أها لم أقل فعلا ,, ولكن يا صديقي من أجل لا يعلم الناس رأي اللجنة كانت منحازة لقصائدي بشكل كبير والتي اعتبرت شعر صديقك تقليديا منذ أن اتصل الوزراء حتى هذا المساء .

ومن أجل أن لا يسمع الناس اعتراض اللجنة أيضا على صديقك باعتباره لم يتطرق للمواضيع المحددة إطلاقا ولأن أحد المحكمين قال أنه وقع في أخطاء عروضية ,,

ومن أجل لا تكون عرضة لسخرية الناس وأنت تعترض على صاحب عمران في حلقة ماضية عندما كان في مواجهة صديقك هذا وأضاف بيتا واحدا على القصيدة , بينما تسكت هذا المساء على صديقك وهو يضيف أكثر من نصف القصيدة في كل موضوع من المواضيع الستة .

لن أقول أنك كنت ذكيا وأدركت الزيادة فجئت لتتأكد مني أنا ,, ثم لا تنس أنني قلت لك في وقتها أن قصيدتي لم تتجاوز العدد المطلوب ولا حتى بحرف .

أخيرا ,,
تذكر أنني كنت شجاعا وقلت لك في ذات الوقت أنك أنت من أخرجني ,,
تذكر أن وجهك كان بهاتا وكنت متلعثما ومرتبكا و زعمت أنك رفعت درجتي وهذا يثبت تورطك وتدخلك في النتائج ولكنك في الحقيقة عملت على زحزحتي و أتيت بصديقك وابن محافظتك على حساب صاحب حجة إذ لا يمكن أن يصل للحلقة الأخيرة 2 من حجة ومن نفس المديرية " كشر " حسب قول أحدهم نقلا عنك .

عنّي ,,
دخلت المسابقة من أجل الفلوس رغم اعتراض الكثير من أصدقائي الذين كانوا يقولون لي أنت أكبر من المسابقة ونصحوني بعدم المشاركة .
عني ,,
دخلت مرحلة ال36 من بين أكثر من 200 شاعر تقدموا للمسابقة ,,
عني ,,
كنت في أكثر المجموعات صلابة ومع شعراء أعترف لهم بأنهم أرقام صعبة ومع هذا كنت الأول على المجموعة بدرجة 97 .
عني ,,
تجاوزت مرحلة ال 24 والعشرين ودخلت الى مرحلة ال12 بثقة عالية ,,
عني ,,
كنت الليلة الفائز ولكن لسوء حظي تدخل جميل عز الدين في اللحظة الأخيرة وغادرت أنا المسابقة بفارق درجة واحدة على منافسي الذي قالت عنه اللجنة أنه لم يتطرق للمواضيع إطلاقا وعابت عليه هنات عروضية واعتبرت شعره تقليديا ولكنه فاز ب96 وغادرت أنا بدرجة 95 .

أعزائي ..
لاحقا ستشاهدون الحلقة وسترون أنها كانت مجرد مسرحية سخيفة .

ومع هذا ,, صدقوني لست حزينا , لأنني فعلا كنت الأروع ولكن لم يتصل من أجلي وزير ولا حتى الرئيس أوباما ابن الذين مع أنه اسمر مثلي .
وأقسم بشرفي لو كنت الأسوء لباركت لصديقي ومضيت بهدوء كما مضى غيري بلا ضجيج , ولكن أن تشعر بالظلم وتسكت فهذا لا يليق .

بس يلّا ,, ما عليش ,,
سوف يبقى برنامج " صدى الكوافي " بلا أخلاق ,, وتبقى القصيدة كبيرة كالحقيقة.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وأتيتُ كلّي دهشةٌ وضياءُ
وعرائسٌ ذهبيةٌ وغناءُ
قلقي عصافيرٌ وظلّي غيمةٌ
تبكي , وصمتي جنةٌ خضراءُ
والكون محرابٌ وقلبي مصحفٌ
وقصيدتي قدّيسةٌ عذراءُ
فإذا تجلى البوح فوق مباسمي
سقط الملوك وغادر الشعراءُ