آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-09:59ص

نحتاج لمن يؤمن بالنظافة

الثلاثاء - 17 يونيو 2014 - الساعة 09:14 ص

جاكلين أحمد
بقلم: جاكلين أحمد
- ارشيف الكاتب


حياتنا ككل أسلوب .. يختلف أو يتفق مع الغير ليس هذا المهم .. الأهم أن لا يكون ذلك الأسلوب سببا في ضرر الأخر .. والمهم أيضا أن يكون أسلوبا إيجابيا .. لأنه وللأسف أصبحت كل أساليب الحياة في مجتمعنا سلبية تحول حياتنا إلى أضرار متفاقمة غير قابلة للحل أو التعايش معها ..

 

من هنا أخذت الدول المتقدمة على عاتقها زرع أساليب حياتية جيدة في الإنسان منذ طفولته من منطلق العلم في الصغر كالنقش على الحجر .. ومن شب على شيء شاب عليه .. 

وعلى سبيل المثال اليابان التي تنهج مدارسها العديد من الأساليب الحياتية الجيدة والتي تعود على المجتمع بالعائد الإيجابي وتخلف كل السلبيات جانبا .. ففي المدارس اليابانية وعند إنتهاء اليوم الدراسي يقوم الطلاب بتنظيف صفوفهم وتجهيزها لليوم الدراسي التالي ..

 

وفي اليابان لاتوجد براميل قمامة صغيرة كتلك المغلوبة على أمرها في بلادنا .. الواقفة من دون أن يعبرها احد في كل شارع وحديقة وحي .. بل أن الشعب الياباني في المجمل كلا يحمل معه كيس يضع فيه نفاياته ويحتفظ به طوال الوقت .. كل ياباني يحمل نفايته معه .

 

هذه التربية ليست وليدة اللحظة بل هي أساليب تراكمية غرست في الإنسان الياباني منذ نعومة أظافره حتى أصبحت أسلوبا عاما لجميع اليابانيين .. عكس هذا الأسلوب نفسه على مستوى حياتهم ككل إينما حلوا .. ففي خلال اليومين الماضيين تداولت المواقع الأخبارية صورا لمشجعي المنتخب الياباني في كأس العالم المقام في البرازيل .. وهم يقومون بتنظيف المدرجات وجمع النفايات التي خلفوها بعد إنتهاء المباراة .. لم تكن الصور مجرد دعاية إعلانية لليابان فقط بل عكست البعد الحضاري لشعب اليابان .. إذ أن ذلك يعني أن النظافة لدى اليابانيين ليست مفروضة بقوة القانون أو بسلطة ما .. وإنما هي أسلوب حياة لايهتم لكون بقعة الأرض تلك في اليابان أو أي مكان أخر .

 

بل واكثر من ذلك بعثت برسالة قوية إلى بلادننا العربية التي تجد عبارة ( النظافة من الأيمان ) في كل مكان ولاتجد نظافة ورحمة الله على إيمان .. المشكلة لا تكمن هنا فحسب أو أن كل بلادنا أصبحت مكب نفايات كبير يكاد يغرق بكل تلك الا مبالاة .. بل وأكثر من ذلك أصبحت النظافة أخر همهم .. أهملوها حتى في بيوتهم وأشيائهم الشخصية .. وأصبح إلإنسان النظيف عجيبة من عجائب مجتمعنا.

 

مشروع الإنسان النظيف الذي بنته اليابان لم يكن يحتاج إلى خطة إقتصادية أو شحاته رسمية بأسم النظافة أو حتى مجهود مضاعف ، إحتاج فقط إلى من يؤمن بالنظافة ليجعلها أسلوبا للحياة .. والإيمان هنا لايحتاج لشيوخ وفتاوى .. أو قوة السلاح والقبيلة .. الإيمان يحتاج فقط لقلوب تؤمن بما تعمل.