آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:39م

الحلول للازمات تأتي من داخل الوطن وليس من خارجة

الثلاثاء - 20 مايو 2014 - الساعة 07:01 م

حسن العجيلي
بقلم: حسن العجيلي
- ارشيف الكاتب


مبدئيا اذا اردنا فعلا العمل على ايجاد الحلول علينا ان لا نذهب الى بعيد فالحلول موجودة امامنا وعلينا ان نتحلى بالواقعية والصدق و الامانة و الاخلاص تجاه كل القضايا الوطنية  وان نضع امامنا خريطة الارض اليمنية على طاولة الحوار الوطني الحقيقي والصادق و لا نعطي للفاشلين دور اخر بعد اليوم من الذين قادوا اليمن بشطرية الى هاوية الازمات المتلاحقة سياسيا واقتصاديا وامنيا وعسكريا منذ زمن بعيد على مستوى الشطرين وقبل ان تذهب بنا الامور الى النقطة الاخيرة من حدود الازمة من الملزم علينا بل ومن الواجب ان يتبلور موقف جديد وان يبرز دور سياسي ثقافي اجتماعي لكل القوى التقدمية في اليمن من العقول المتخصصة ومن المتمرسين السياسة عملا وعلما ومن كل فئات المجتمع اليمني شمالا وجنوبا تلك القوى التي لا ترتبط بأحزاب سياسية اثبتت فشلها على مر المراحل السابقة في الشمال .

 

وفي الجنوب لكي يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية والقومية والدينية وذلك من اجل دعم و تجسيد ذلك الدور العظيم والتاريخي والعمل على سحب البساط سلميا من تحت اقدام القوى التقليدية صاحبة النفوذ والمال والداعمة لعصابات الارهاب ذلك الدور الذي من خلاله يتم لجم كل الازمات وكل المشاكل التي تحيط بالوطن من جميع الجهات و اخراجه من القاع السحيق واليم العميق والواقع الاليم الذي يعيشه الشعب في الوطن بشطرية لا كهرباء لا ماء   لا مشتقات نفطية لا أمن لا اقتصاد لا تعليم لا صحة ولا تنمية على كافة الصعد والمستويات  واذا كنا فعلا قد اوجدنا انفسنا  في هذا المربع المرعب يقع علينا جميعا ان نكون صفا واحدا وارادة واحدة ورأيا واحد وهدفا واحدا ويدا واحدة وعقلا واحدا وقلبا واحدا وان  ندرس واقعنا بعناية فائقة وعالية الدقة ووضعنا النقاط على الحروف .

 

من المؤكد سوف تأتي الحلول النافعة والناصعة لنا جميعا بالخير والنماء وسنصل بأذن الله الى ما نريد تحقيقه وسيتم الخروج من هذا النفق المظلم نفق علي صالح والقوى المتنفذة ذلك النفق القاتم بالغيوم السوداء التي حجبت علينا الرؤيا  ردحا من الزمن ومنعتنا حتما من الخروج الى ساحات الامل المشع والى ارضية المستقبل الوضاء الذي من خلاله كيف نرسم لوحة ذات ابعاد تعكس الواقع الذي نعيشه على الارض اليمنية شمالا وجنوبا سياسيا وثقافيا واجتماعيا ونضع كل امكانات الوطن في خدمة الانسان اليمني اينما وجد ونصنع في نفوس المواطنين بصيص من الامل الذي  يجنب البلاد والعباد استعبادهم واستبدادهم واستغلالهم من قبل شلة من المتنفذين من قوى الشر المتخلفة و الظلامية و المتطرفة ومن الداعمين لعصابات  الارهاب وعتاولة الفساد والفاسدين ومن الذين ينهبون المال العام ويسرقون اراضي الشعببين في الجنوب والشمال وهم حتى اليوم يعرقلون مسيرة الوطن ويعيقون المساعي الطيبة السياسية والاقتصادية والامنية المقدمة من دول العالم والجيران ..

 

واذا قارنا بين المرحلتين والتجربتين السابقتين للجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقرطية قبل توقيع اتفاقية الوحدة وبعد الوحدة وما صادفها من نكسات وتكلسات وفوضى عارمة عمت كل ارجاء الوطن  سنجد ان قبل الوحدة كانت هناك بعض المشاكل السياسية والامنية على الحدود قائمة بين الشطرين نظرا لتشابك وتقارب الحدود بين البلدين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ولكن كان الدم اليمني مصان وخط احمر ممنوع تجاوزه برغم الصراعات الدموية داخليا للدولتين و مع احداث بسيطة تحدث احيانا هنا وهناك لكنها لم تؤثر على الحالة الامنية او البينة التحتية للبلدين عكس مانشاهده اليوم من قتل ودمار و تهجير للناس من بيتوهم و اراضيهم بينما كانت في السابق الامور تسير في احسن حال والامن والاستقرار يعم الكل في اطار الدولتين والعاصمتين صنعاء وعدن وكل الاطراف الحدودية .

 

اما بعد الوحدة تطعفرت الاوضاع واستمرت الحالة في التدهور السريع و المتسارع واستفحلت الازمات وكثرت المشاكل واختلطت الاوراق والتجاوزات وكانت ظاهرة التهميش والاقصاء لابناء الجنوب من كافة المرافق والوظائف واضحة للعيان ونهبت الاراضي والثروات الجنوبية من قبل المتنفد الشمالي والعمل على طمس الهوية الجنوبية بكامل جوانبها الثقافية والاجتماعية والسياسية والعلمية وممارسة سياسة الضم والالحاق للجنوب بالشمال  تحت شعار عودة الفرع الى الاصل طبعا هذا الوضع لم يقبل اطلاقا من قبل الشعب الجنوبي الذي خرج عن بكرة ابيه الى الساحات والميادين في كل محافظات الجنوب سلميا  مطالبا الدول الشقيقة والصديقة التدخل السريع لاحتواء الازمة وعودة الحقوق المنهوبة الى اهلها وفي مقدمتها استعادة الدولة الجنوبية و ايقاف اساليب القتل والاعتقال والتشريد لابناء الجنوب التى يمارسها الجيش اليمني في الاراضي الجنوبية وزعزعة الامن والاستقرار في ربوع الجنوب محذرا ومنوها  اذا لم يتم رفع هذا الظلم عن كاهل ابناء الشعب الجنوبي فأن كل هذه الازمات ستظل اطرافها جاثمة و انيابها مكشرة ومغروسة في عمق الجسم اليمني ومن هنا اذا لم يضع لها الحلول المناسبة والتي تكمن في العودة الى طاولة  الحوار الندي تحت شعار الجنوب جنوب ..

 

والشمال شمال..ومن ثم يتم مرجعة كل القضايا والاخطاء التي شابت المرحلتين والتجربتين وكل طرف يقيم نفسه في الاطار الذي يناسبه كذلك ابواب التعاون التجاري والسياسي والامني والعسكري بين الدولتين والشعبين تظل مفتوحة والاحترام والتقدير للنظامين يظل في وسط الشعبين قائما والاحتكام الى تطبيق القانون و الاحكام  على الافراد بحسب الاخطاء التي ترتكب في أي من اراضي الدولتين كما ينصها قانون كل بلد على ابناء شعبه في اطار حدوده المعترف بها دوليا وبعد التوقيع على  نصوص هذا الاتفاق وتحت اشراف اممي  يتم تعميده من قبل منظمة الامم المتحدة والدول الراعية لتنفيذ للمبادرة الخليجية بكامل بنودها وتنفيذ قرارات مجلس الامن الاخيرة بكل نصوصها وبنودها ومحتواها مع حذف أي ضمانات لاي كان من ازلام النظام كان مشاركا في السلطة او خارجها واذا تتطلب الامر الى وجود قوة اممية على الحدود بين البلدين لحفظ السلام وفق زمن معين وتنسحب بعد ترسية الاوضاع وترتيبها هنا نكون قد عملنا سياج فولاذي للجم الازمة وحافظنا على المال العام وقضينا على بؤر الفساد في الشطرين وعملنا على عودة الروح الى جسم الوطن وارسينا قواعد الامن والامان والسلام لشطري اليمن والحلول دائما ما تكون حلولا وطنية تأتي من داخل الوطن وليس من خارجة وان كان العامل الخارجي عامل مساعد فقط ونتمنى ان تكون مليونية فك الارتباط يوم 21/ 5/ 2014م اخر مليونية على طريق الحل النهائي انشاء الله  وبالله التوفيق......