آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-11:28م

هل تستدعي الحالة الان الى اعلان الانفصال حفاظا على سلامة وامن المنطقة وحقنا للدماء

السبت - 17 مايو 2014 - الساعة 10:04 ص

حسن العجيلي
بقلم: حسن العجيلي
- ارشيف الكاتب


الوضع خطير و مخيف ويزداد سوء وتعقيدا كل يوم والحالة الامنية لا وجود لها والمعارك التي يخوضها الجيش نتائجها غير محسومة ولا مضمونه والوضع الاقتصادي للبلد ذاهب الى الهاوية والامم المتحدة والدول الراعية للمبادرة الخليجية والمصالحة الوطنية في اليمن تعطف اوراقها وتحزم حقائبها لمغادرة اليمن وهذا ليس ما كان يعلقه الشعب اليمني بشطرية على هذه الدول من أمل في مساعدته على ايجاد الحلول لأزماته المستعصية والمفتعلة كذلك الدول الاخرى مثل فرنسا وامريكا والمانيا وبريطانيا وبقية الدول التي يربطها باليمن علاقات طيبة تجارية ودبلوماسية وثنائية ومصالح مشتركة ودول في المنطقة هي الاخرى تمنع رعاياها من الوصول او السفر الى اليمن امر هام وفي غاية من الخطورة .

 

ولان تحرك هذه الدول في هذا الوقت المتأزم له معاني كثيرة وهي دول ليست بسيطة وعندها من المعلومات ما يجعلها في وضع كهذا اذا كيف يتم التفكير الان وليس غدا في الخلاص من هذه الازمات والمشاكل العاصفة بالشعب والوطن والمنطقة الى هاوية الا رجعة واذا كانت الامور قد اخذت هذا المنحنى فما هو دور الرئيس هادي ودور العالم الذي كشف كثير من اوراقه بعد ان قرر مغادرة اليمن في هذه الظروف الصعبة و الاكثر تعقيدا ايضا اين دور الشقيقة الكبرى والتي لها في اليمن جنوبه وشماله مصالح خاصة وعامة و اين بقية دول مجلس التعاون الخليجي .

 

وهل هناك من حس وطني واخوي نحو مشاكل اليمن التي قد تطالهم رياحها لا سمح الله وتفجرت الاوضاع هنا وهل فعلا هم ينظرون الى مصالحهم اين تكمن وهل من الواجب عليهم الوقوف في وجه المخاطر التي تواجه اليمن بشطرية وهل لهم ان يحددوا مواقف الى جانب القضية الجنوبية محل مفتاح الحل ويعلنوا وجهة نظرهم الحقيقية دون مواربة او خوف علما بأنهم قد اعلنوا مواقف قوية من الاخوان المسلمين في العالم كله وادرجوهم في قوائم الارهاب المنظم وهل لهم ان يعكسوا هذه القرارات على الواقع اليمني  الى حقيقة وان يدركوا بأن مصالحهم الخاصة والعامة في خطر .

 

والصراع اليوم ليس صراع الامس والمعادلة قد تغيرت كثيرا وقد يصلهم التقسيم والفواصل التي حددتها وزيرة الخارجية الامريكية عندما قالت لابد من تغيير يحدث في العالم العربي و الاسلامي وفق السياسات الجديدة ضمن الفوضى الخلاقة طبعا هذا كلام ليس جديدا وان كانت الادارة الامريكية تعمل من وقت بعيد على فتح قنوات عمل واتصال مع كثير من القوى المتطرفة في العالم وكيف شكلت طريقة التعامل مع هؤلاء كحل سياسي في نظرها اولا ان يتم سحب البساط من تحت اقدام الروس الذين وقفوا الى جانب سوريا بقوة والى جانب ايران في متابعة ملفها النووي مع العالم ودورهم الخفي في الجنوب بحكم علاقاتهم القديمة..

 

وامريكا هنا لم تتمكن من ضبط ايقاع اللعبة ولم تحكم الخناق على عملائها من المتطرفين بعد ان تحول العمل السياسي الى مواجهات عسكرية وتداخلت كثير من الاوراق الجهادية وفرضت امور جديدة على الواقع في كثير من مناطق الصراع برغم معرفتها بهم وهي التي جندتهم واستعملتهم في اماكن كثيرة في العالم. وقد فشلت سياسيا وعسكريا ولم تقدر على مجاراة الروس في كثير من المواقع في العالم واخرها اوكرانيا والقرم .

 

طبعا الربيع العربي كان ربيعا امريكيا صهيونيا وكان عنصر ردع متوغلا في جسم العالم العربي و الاسلامي باسم الدين ذلك العالم الذي ترهلت قياداته وتوغلت مؤسساته في الفساد والعبث بمقدرات شعوبها  وكان هناك من يرصد هذه التجاوزات والاستهتار بعقول البشر و الاقصاء والتهميش لأبناء الوطن العربي و الاسلامي  تلك الحالة التي اصبحت المقياس الحقيقي لتحرك عجلة التغيير ضمن برنامج الفوضى الخلاقة وكان اليمن من ضمن المنظومة المستهدفة وبنفس الدرجة والتوقيت المحدد له ولما فشلت الاستراتيجية الاولى وسارت الامور عكس المخطط لها بدأت امريكا تعيد حساباتها وحركت الاستراتيجية الثانية تحت مسميات متعددة  للإرهاب وهي الان تظهر امام العالم انها تحارب الارهاب في أي مكان في العالم من خلال تواجد عسكري على الارض وتستعمل طائرات بدون طيار المتواجدة في كثير من القواعد العسكرية المحلية والمجاورة .

 

هنا يأتي دور القوى الحية في الشمال وفي الجنوب لكي تكشف الملعوب الامريكي والصهيوني التأمري على اليمن والعرب والمسلمين والمنطقة وحقنا لدماء اليمنيين جنوبا وشمالا يجب ان يتم تفعيل العمل السياسي والاجتماعي والثقافي المكثف والعودة الى طاولة الحوار والمفاوضات على طريقة عودة الاوضاع على ما كانت عليه قبل عام 90م وترتيب المسائل من اجل اعلان الانفصال التام بين الجنوب والشمال حفاظا على اواصر الاخوة والمحبة والسلام ومن اجل فتح ابواب تعامل جديدة بين الجنوب والشمال وتذويب حدة الخلافات القائمة وحتى لا تستعصي الحلول في المستقبل وتنجح مخططات الاعداء المتربصين باليمن وشعبه في الشمال وفي الجنوب وتنفيذا لمخرجات الحوار الوطني .

 

واستنادا الى ما نصت عليه الوثائق الموقع عليها من قبل جميع الاطراف المتحاورين والتي تنص على اعداد دستور اتحادي ودوله فيدرالية مناصفة بين الشمال والجنوب والمعمدة من قبل الامم المتحدة والدول الراعية للعملية السياسية والموقع عليها من قبل جميع الاحزاب في اليمن وترك المجال للاجيال القادمة تقرر ماتراه مناسبا لهذا الوطن الجنوبي والشمالي كما نطالب اشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي والسعودية تقدير هذا الظرف الصعب ان يعلنوا موقفهم الصريح والواضح كما اعلنوه سابقا في مدينة ابها السعودية المتضمن لا وحده بقوة السلاح  وكذا العالم ان يتفهم للوضع الخطير الذي يمر به اليمن بشطرية اذا فعلا لديهم نوايا طيبة لإيجاد حلول مناسبة بعيد عن سياسة المحاور وان كانت عملية هامة في التسويات لكل القضايا في المنطقة والشرق الاوسط و اقناع صنعاء بقبول ما وقعت عليه في وثيقة مخرجات الحوار و الالتزام بالمبادرة الخليجية المزمنة .

 

واذا كانوا فعلا يبحثوا عن الحلول فهي موجودة طريق الانفصال لا غير الذي فيه جميع الحلول لليمنيين وللمنطقة وللعالم اجمع ومن اجل استمرارية دوران عجلة المصالح المشتركة ذهابا و ايابا عليهم جميعا دعم الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي بقوة والوقوف الى جانبه الذي هو ايضا يبحث عن المخارج والحلول وهنا ننوه ان الترقيع والحقن عن طريق التنويم او بواسطة كباسيل  التهدئة لن تفيد ولن تجدي ولن تأتي بالحلول وحتى البند السابع اذا لم يجد من يتابعه وينفذ بنوده ومخرجاته لن يكون له أي صدى مع شعب مصدي في العقول و الاذهان وطحنته الازمات المفتعلة والتي تديرها قوى تهيمن وتسيطر على كثير من جوانب الخلافات وتفتعل الازمات و لايهمها مصلحة اليمن ولا مصالح العالم في المنطقة هذا وهم مشاركون فعليين في السلطة سياسيا واقتصاديا وامنيا وعسكريا و اصحاب اعتراض على كل القرارات في اليمن و امكاناتها كبيرة وهائلة على كافة المستويات فهل لهذه القوى العودة الى جادة العقل والصواب .

 

ويكفي تأمر وضحك على الذقون ووضع الجنوب والهيمنة والسيطرة عليه تحت شعار الوحدة والا الموت او رفع شعار الفرع عاد الى الاصل هذا كلام باطل يريدوا به حق وحتى المشاكل والحروب العبثية التي يديروها ويثيروها هنا وهناك  سيأتي اليوم الذي فيه تنعكس عليهم جميعا . اليمن اليوم بين خيارين لا ثالث لهما يا اما تنفيذ مخرجات الحوار حرفيا للوصول الى الدولة الفدرالية والدستور الفدرالي الذي يقر حق المناصفة في السلطة والثروة بين الشمال والجنوب ومن ثم الوصول الى طريق تقرير المصير او العودة الى ما قبل عام 90م و الانفصال هو الحل في الاول و الاخير والله من وراء القصد .......