آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-05:00م

العطاس بين المطرقة والسندان!

الثلاثاء - 06 مايو 2014 - الساعة 08:08 م

حسن العجيلي
بقلم: حسن العجيلي
- ارشيف الكاتب


اذا فعلا قرر السيد حيدر العطاس العودة الى صنعاء وهذا ما تؤكده المؤشرات مؤخرا هل  سوف يضع نفسه في مأزق خطير سياسيا واقتصاديا وهو يدرك ذلك جيدا وله من الممارسات والخبرات ما يجعله يفكر باستفاضة وتريث  وهو ايضا في هذا المستوى من العلم و الادراك والحس بخطورة المرحلة وجسامة المسئولية وهو كذلك  لم يأتي من خارج اللعبة السياسية المحلية والدولية بل قد جاء من عمقها وان كان هناك له ما يتوفر من الدعم المادي والمعنوي الشامل والكامل والحامل لكل المشاكل و الازمات التي تعترض مسيرة التنمية و الاستقرار السياسي والاقتصادي و الامني في اليمن بشطريه.

 

 و لا تقل اهمية الدعم عن الدعم المقدم من الدول العظمى والدول الشقيقة القريبة منها والبعيدة للرئيس عبد ربه منصور هادي والذي توفرت له في اصعب المراحل ضراوة عندما تكلست العملية السياسية في انتفاضة 2011 ووصلت الامور الى المواجهة المسلحة بين الاخوة الاعداء وجاءت المبادرة الخليجية لفض الصراعات والنزاعات التي قسمت العاصمة صنعاء الى عدة بؤر و مواقع اقتتال.

 

 ومن هنا يكمن سر عودة السيد حيدر العطاس الذي يأمل فيه العالم حجر الزاوية الاخيرة من ناحية الدعم المقدم من العالم والمقرر بعشرة مليارات دولار وكيف يتم  ضمان استيعابها في المشاريع  الاقتصادية والتنموية والتي ايضا تدعم العملية السياسية و الامنية والاستقرار في اليمن وهذا امر ينصب نفسه بصورة تلقائية امام العالم الذي لا يزال يدرس ويبحث عن شخصية توازي شخصية بن غانم رحمة الله عليه وان كان السيد حيدر قد املئ هذا الفراغ  طبعا العطاس قام بجولات وصولات كثرة في العالم العربي والعالم الاوربي مستفيد من نزوحه القصري .

 

حيث تمكن من وضع خطط عريضة وتصورات كثيرة للقضية الجنوبية ونسج علاقات كثيرة واسعة ومتنوعة مع العالم عامة ودول المنطقة بصورة خاصة  لقد عمل العطاس على توطيد علاقاته بأصحاب القرار في اليمن الذين تربطهم علاقات ود واحترام وتقدير في المحيط الخليجي ومع الاشقاء العرب والعالم وكانت له العديد من اللقاءات مع وفود من صنعاء في العديد من الدول الخليجية والدول العربية وجامعة الدول العربية  واصبح يتمتع بالوصيف المتزن والعقلاني للوصفات  التي تؤدي الى تشخيص المرض وما يحتاجها اليمن بشطريه من العلاج السريع والمسكنات وحتى يستفيد اليمن من مسألة الدعم الخارجي الدولي والخليجي المقدم الذي سوف يرتبط بشخص العطاس كوضع مشابه لشخصية بن غانم الذي اختير دوليا لإدارة مرحلة كانت من اصعب المراحل في تأريخ الصراع  الجنوبي الشمالي والاقليمي ومع التركة التقليدية من المتنفذين وفق ما كان معروف بمراكز القوى التقليدية حينذاك حيث كان لبن غانم رحمة الله عليه موقف  شجاع وقوي في وجه الرئيس السابق على عبدالله صالح وكان مصر على رأيه في تغيير كثير من الوزراء التابعين لمصادر الفساد من الذين عليهم علامات و اشارات حمراء وكذا موقف الدول صاحبة الاختيار بمجيئ بن غانم الى صنعاء لتحمل مسئولية رئاسة الوزراء في تلك المرحلة مقابل ارسال الدعم لليمن وضلت الامور عائمة وكل واحد مصر على موقفه حتى رفض بن غانم الوصاية وقدم استقالته وجاءت الازمة وفككت كثير من رموز اللعبة السياسية و احدثت شبه تغيير في بنية النظام لكنها جاءت بأزمات اكبر وعدم استقرار للأوضاع الامنية والاقتصادية والمعيشية للمواطنين هنا وبعد مرور هذا الوقت الذي كشف كثير من الوجوه والمواقف على كافة الاصعدة.

 

 

 

هل للسيد حيدر ان يتجاوز حاجز الصوت ومكامن الخطر الذي هو ماثل امامه اليوم وما واجهه اثناء تحمله مسئولية رئاسة مجلس الوزراء مع تشكيل اول حكومة بعد توقيع اتفاقية الوحدة التي فشلت بعد حرب صيف 94م المشؤومة وخرج منها الفريق الجنوبي بأكمله والرئيس العطاس كان من ضمن الطقم ايضا هل لأبو معتز ان يتذكر ما قد واجهه من الازمات من قبل المتنفذين في صنعاء وتعرضه للاغتيال عدة مرات وهل توصل فعلا الى قناعات بان هناك متغيرات قد حدثت طبعا العودة الى اليمن لم تكن عشوائية هذا امر لا خلاف عليه  هناك ترتيبات مسبقة وضمانات دولية متعددة بعد ان خفت حدة التوتر الذي كان مهيمنا على الساحتين شمالا وجنوبا كذلك ظهرت توافقات وتسويات لكثير من المسائل الخاصة بالقضية الجنوبية وتعديلات سياسات الاقاليم والثروة وجاء الحوار لوطني بمخرجات تتناسب ونوعية الحكم القادم ودخلت كثير من الاطراف اقليميا ودوليا وعربيا ضمن هذا الاتفاق ما اعطى العطاس اكبر قدر من التفكير ومن خلال مشاركاته في كثير من الحوارات ومساهماته الفعالة من حيث طرح الحلول والمخارج للمسائل التي تهم القضية الجنوبية قد تكون توفرت عنده القاعة بقرار العودة وهل سيبدأ من اول النفق او من اخره .

 

حيث كان له اخر تصريح او مقابله مع موقع عدن الغد عندما كان يضمر بل يوجه رسائل الى كثير من القوى في صنعاء التي لازالت تحتفظ بمواقع مؤثرة على القرار السياسي والعسكري والاقتصادي وقال لهم ان لم نعمل معا على توحيد مسيرة البناء والتطوير لليمن سيذهب اليمن الى الهاوية  هذا الكلام كان له وما يؤكد عودته الى صنعاء ليشعل اهم منصب في الدولة اليمنية القادمة  اضافة الى ذلك من ضمانات العودة القرار الاممي الاخير الذي وضع اليمن تحت عقوبات البند السابع نظر لموقعه الاستراتيجي في المنطقة نأمل لا ابو معتز ان لا يظل بين المطرقة والسندان وان يخرج باليمن بشطريه من حالة الادولة الى حالة وجود الدولة هذا اذا تمكن من العودة الى ارض السعيدة ...