آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-10:30ص

سياسة التجديف في صحراء قاحلة

الأربعاء - 30 أبريل 2014 - الساعة 07:25 م

حسن العجيلي
بقلم: حسن العجيلي
- ارشيف الكاتب


في هذا اليوم الاثنين الموافق 30/4/1973م المفعم الملبد بالغيوم السوداء  وبالحقد والكراهية العمياء  والعبط السياسي الاهوج وسيطرة اساليب الاهواء على مفاصل العقل والمنطق وعدم الاكتراث بالقضايا المصيرية للوطن وعدم الحس او المبالاة بمصائر البشر لا في الحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية ولا في حق الاختلاف من ناحية وجهات النظر التي تحدد الاهداف و الافكار والتي تتخذ من قبل القيادات في رسم السياسات للأوطان وربطها بمصالح الوطن والشعب الجنوبي على وجه الخصوص وبالعلاقات الدولية وفق مبادئ واهداف الامم المتحدة ومجلس الامن.. والاعتراف بحق المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات الوطنية لكن للأسف ما حدث في هذا اليوم المشئوم الذي حمل لنا نباء عن كارثة مدمرة غيرت طبيعة  وجه التاريخ في جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية حيث اودت بحياة خيرة من رجال  السياسة في الجنوب وهم كوكبة عظيمة من سياسي ومفكري هذه الدولة الفتية من قيادات الجبهة القومية من الذين  اقصو من مناصبهم القيادية بعد حركة 22 يونيو68م التأمرية الد نيئة التي قضت على اخر امل كان يمكن وضع الحلول مع العالم ودول الجوار من خلال هذه العقول النيرة خاصة بعد عزل الجنوب عن محيطه العربي والاقليمي ايام التطفل والتشدد المتصلب والاعماء ذات التوجه الشرقي لكن ما تم من هذا العمل المشين والمدان شعبيا واقليميا ودوليا الذي لم يحقق لهم ولو جزء من طموحاتهم  الخبيثة بل شكل عليهم ازمات كبيرة تجاه العالم هذا و بعد ان اقصو من مناصبهم  الدبلوماسية في شتا بلدان العالم كممثلين لبلدهم وطنهم بكل شرف وامانة واخلاص وصدق ومنهم من كان سفيرا او قنصلا او مسئولا ماليا او مسئولا امنيا هولاء من صادفهم الحظ  ان يفلتوا من مخالب القط الاسود الذي قاد البلاد والعباد الى مزبلة الاشتراكية العلمية المتخلفة والفكر الاشتراكي العقيم  .

 

ومع مرور الايام والسنين ومن خلال اجتماع خبيث لمن سمو انفسهم بأغلبية القيادة العامة للجبهة القومية من خلال بيانهم الاول يوم 22/ 6/ 1968م الذي زيف الحقائق التاريخية لثورة اكتوبر المجيدة ومن خلال توصيات اتخذها المؤتمر المزعوم من ضمنها كيف يتم التخلص من هذه القيادات المجربة والتي نجحت في مهامها الدبلوماسية والسياسية اوصلت علاقات اليمن الجنوبية الى اعلى القمم والمستويات سياسيا وتجاريا ودبلوماسيا وربطت كل المصالح الاستراتيجية مع العالم على اسس المبادئ و الاهداف التي تخدم المصالح المشتركة للشعوب وبموجب المواثيق والمبادئ الدولية تم استدعائهم من اماكن عملهم الى عدن تحت مظلة مؤتمر سياسي عام كان الهدف منه ايهام هؤلاء السياسيين والدبلوماسيين التوجه نحو تحديث وتجديد و اصلاح مسارات السياسات الخارجية وتحديث وسائل و اسلوب العمل في وزارة الخارجية وبناء على التوصيات التي اتخذت في المؤتمر السابق .

 

وبالفعل تم استحداث مؤتمر للسفراء جميعا وحضر الجلسة كل من كانوا مستهدفون تصفيتهم جسديا و كأن الامور فعلا تسير بحسب برنامج عملية اصلاح المسار لوزارة الخارجية واتخذت القرارات ومنها ضخ دما جديدة الى السلك الدبلوماسي من قيادات شبابية ورتب برنامج ملغوم لزيارة المحافظات تحت مسمى الاطلاع على المنجزات الكاذبة والغادرة التي تحققت اثناء مسيرة القتل والاعتقال والتشريد لأبناء الجنوب ومصادرة حقوقهم السياسية والاجتماعية  خلال حقبة زمنية كلها ظلم وظلام وتعسف وحرمان ومصادرة الحريات والحقوق وبعد كل الترتيبات الجهنمية والغادرة رتبت الامور والطائرة المشؤمة طائرة الموت الاحمر المحتوم ( dc3 ) من مطار عتق الى مطار حرات في محافظة حضرموت وكما جاء في بعض الروايات ان بعض من الدبلوماسيين او اكثر نزلوا من الطائرة المنكوبة بدقائق من اقلاعها  وركبوا الطائرة  الانتينوف الاخرى والتي كانت متواجدة على ارض المطار في شبوة وهم لايزالون على قيد الحياة حتى اللحظة ولم يدلوا بشهاداتهم حتى اليوم وحتى لجان التحقيق التي تشكلت لهذا الغرض لم ترفع تقريرها حول ملابسات الحادث الذي ادى بحياة تلك الكوكبة من ابناء الجنوب الاحرار كذلك اشارت بعض المعلومات بأن من دبروا هذه العملية الجبانة هم ممن كانوا يتقلدون مناصب هامة في الدولة .

 

كانوا يتقلدون مناصب حساسة في محافظة شبوة  حينذاك  وهم ايضا لا يزالون على قيد الحياة كذلك هناك شخصيات هامة اخرى من مسئولي امن الدولة جميعهم من شاركوا وخططوا و امروا من نفذوا هذا العمل الجبان هم كذلك على قيد الحياة كيف تضيع مثل هذه القضية المصيرية  وكل الشواهد تقود الى اصحابها الاساسيين من المدبرين والمخططين والمنفذين ولا يشملهم قانون المسائلة الحقوقية على مصير هذه القيادات الجنوبية صاحبة الصيت السياسي والقيادي المتمثل في مواقعهم ومناصبهم وهم ايضا من قيادات الصفوف الاولى في الجبهة القومية رائدة النضال في تحرير الجنوب من رجز الاستعمار البغيض وأعوانه المتخاذلين وهناك قيادات هامه غيبت خلال فترات الاقصاء القسري و الصراعات السياسية والحزبية الدورية الدموية الذي شهدها الجنوب في الاعوام الماضية ولم يعرف عنهم شيء ولا اين قتلوا او دفنوا فهل حان الوقت ان يرفع الحضر عن اسرار هامة تختزنها خزائن امن الدولة والتي فرغت الى الامن السياسي والقومي بعد توقيع اتفاقية الوحدة سيئة الصيت  وان يتم التحقيق والتدقيق حتى تظهر الحقائق الغائبة منذ السبعينات وما تلاها من احداث دموية وسياسية وامنية وعسكرية في الجنوب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وهل لأهل الضحايا ان يصلوا لمعلومات تقودهم الى اماكن تواجد اهلهم واولادهم و ابائهم و اقربائهم وهل للعدالة من سقف ان تأخذ طريقها الصحيح وهنا يأمل كل من له صلة او علاقة بهذه الاحداث ان يصل الى الحقيقة وان كانت مرة وقاسية وتدمي القلوب ..

 

اما اذا ضلينا نتغافل عن حقوق الناس سنظل نبحر ونجدف في صحراء قاحلة عديمة الجدوى وستظل الاخطاء تتكرر مع كل حدث كبير او صغير وسوف يصل اليمن الى الصوملة الحتمية وتكبر وتتوسع زوايا عصابات الاتجار بأرواح اليمنيين مع تطور الاتجار بالسلاح والمخدرات وتهريب المشتقات النفطية الى القرن الافريقي وتهريب العناصر الارهابية وهذا ما اشار اليه الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي في كلمته التي القاها في ضباط الشرطة يوم الاثنين 29/4/2014م اللهم جنبنا شر الاهواء المبطنة وشر الطائرات المفخخة في الجو ..