آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-05:10م

مليونية المكلا ومطالب التغيير

السبت - 26 أبريل 2014 - الساعة 06:53 م

حسن العجيلي
بقلم: حسن العجيلي
- ارشيف الكاتب


اذا كنا قد امنا بعملية التغيير المشؤوم  في الجنوب منذ زمن ليس ببعيد وتأمروا ضد بعضهم البعض واقاموا الانقلابات وعلقوا المشانق وفتحوا ابواب السجون والمعتقلات وكتموا انفاس الحقيقة وعبق وريح الحريات وسهلوا الاجراءات الغير نظامية واعطيت التعليمات لمراكز الجيش والامن في الحدود بعدم الاعتراض لمن يريد مغادرة ارض الجنوب نازحا مكرها هاربا غير راضيا او راغبا في الخروج الى خارج الحدود والى بلاد الغربة وبلدان الشتات وقتلوا وشردوا بعضهم البعض  وارسلوا ابناء الجنوب الى الجحيم والسجون والمعتقلات دون أي اسباب تذكر وقضوا على كل شيء جميل في هذه الارض الجنوبية الطيبة وساقوا كثيرون من ابناء الجنوب قيادات سياسية مخضرمة وقيادات عسكرية وامنية مجربة ورجال لهم وزنهم في المجتمع الجنوبي وعلماء دين اجلاء ورجال مال واعمال الى المحاكم الصورية بما كان يسمى محاكم امن الدولة واصدرت ضدهم الاحكام الجائرة واخفها كان الحكم بالإعدام وارسلوا كثير من رجال الثورة والقيادات العليا في الصفوف الاولى الى الجزر الجنوبية بعد حركة 22 يونيو 68م  بغير مبرر انتقاما منهم على ادوارهم العظيمة في قيادة مسيرة الثورة الاكتوبرية ومن اجل  تغييب ادوارهم البارزة والعظيمة النضالية والقيادية ومنحوا الثقة والقيادة لمن يسوى ولمن لا يسوى بعد ان نجحت المؤامرة الدنيئة والتي ادارتها عناصر لا علم لها بعملية التغيير المقصودة ومدوا الجسور السياسية والعسكرية والاقتصادية والامنية مع الشرق على حساب جماجم الشهداء الذين صرفوا خلال مراحل الصراعات الدموية المبوبة والموجهة تحت شعارات كاذبة .

 

وضل الجنوب يرزح تحت الوصاية الشرقية وظروف الحرب الباردة التي ليس له فيها ناقة ولا جمل  وربطوا ارضنا ومصالح شعبنا بمصالح لا تخصنا ولا تمنح ولا تعطي لشعبنا حق الكلام في الحرية والكرامة او حق النقد  وحكموا الارض والشعب دون خوف ولا خجل وقالوا لا صوت يعلو على صوت الحزب وقطعوا الشيذر وطالبوا بتخفيض الراتب  ومجدوا الايام السبع ورفعوا  شعار الوحدة  اليمنية وجعلوا منها الركن الاساسي في مرحلة النضال والتنمية والتقدم الكاذبة ومنحوا جوازات سفر الجنوب لعصابات المافيا ولكبار عناصر الارهاب وفتحوا الارض لمن هب ودب من مناهضي الحكام والانظمة في بعض الدول ضمن مبدا التضامن الثوري الاممي واظهر و العداء لكل الاشقاء من دول الجوار واقفلوا جميع ابواب التواصل مع العالم ووضعوا الشعب بكامله في  زاوية ضيقة ونافذة مغلقة .

 

كان الشعب في الجنوب  لا يستنشق  او يتنفس الهواء الا بانقلاب وقتل واعتقال وتشريد لقد دفعنا اغلى ما عندنا وافضل ما لدينا من شبابنا ورجالنا وثرواتنا وحريتنا وامننا واستقرارنا  في سبيل شعارات هوجاء وجوفاء لاتسمن ولا تغني من جوع واليوم وبرغم هذا التأريخ المملوء بالنكبات والويلات والازمات والهزائم لم نتخذ عبرة ولا حذر ولازلنا نمارس نفس الاساليب القديمة والعديمة الصلاحية تجاه بعضنا البعض دون خزى ولا خجل امام الله والعالم والشعب الجنوبي الذي يقدم التضحيات كل يوم ويناضل في الساحات بصدور عارية وبشعارات مغايرة لشعارات الماضي الاليم ويشد من أزر هذه القيادات لعلها تدرك وتفهم مخاطر المرحلة ولكي تعمل لصالح الشعب في الجنوب المنهوب ارضا وثروة وهوية ..

 

ذلك الشعب الذي  يدفع الثمن يوميا من دماء ابنائه من الاطفال والنساء والشيوخ وكأنك  يا ابو زيد ما غزيت .. فهل لنا اليوم ان نطالب بالتغيير من داخل الساحات وهل لنا ان نزيح هؤلاء العجائز عن خط الثورة الشبابية التحررية دون مؤامرة او انقلاب لان شبابنا اليوم لا يجيد فنون المؤامرات و الدسائس  لا يملك الدبابة والطيارة ولا المدرعة والمدفع شباب يناضل من خلال ايمان قوي بقضيته وبأسلوبه السلمي المناهض للهيمنة والسيطرة والهمجية  وسياسية كسر العظم التي يمارسها نظام صنعاء القبلي المقيت هذا الشباب الذي يحمل في يده اليمنى للعالم غصن الزيتون والسلام وفي يده اليسرى علم دولته جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية يطالب الامم المتحدة ومجلس الامن النظر بعين المراقب والمتابع الحصيف للأحداث وما يجري على ارض الجنوب من قمع وقتل واعتقال وتعذيب لأبناء الجنوب على كافة المستويات في الاراضي الجنوبية والعمل على ايقاف عملية النهب والشفط لثرواته وتكسير تحطيم بنيته التحتية وزعزعت اركان الامن والاستقرار ودعم وسائل الفوضى في كل ارجاء المحافظات الجنوبية والعاصمة عدن ..واشاعة اساليب الرعب والخوف في نفوس المواطنين الجنوبيين والحد من الاجراءات التعسفية لقوات المحتل ..

 

الى متى وهذا العالم سيظل  ينظر الى هذا الظلم و القهر والاستبداد والبطش المنظم الذي تقوم به قوات الاحتلال اليمني في الجنوب وماهي المعايير او السبل التي سوف تقنع هذا العالم في اتخاذ موقف تجاه شعب الجنوب هل عندما يقتل اخر واحد من ابناء شعب الجنوب اويتم تصفية الشعب كاملا او ان لا توجد طوائف في الجنوب من اجلها سوف يتحرك العالم كجنوب السودان وبعض دول افريقيا  انها سياسية عمياء عقيمة المظهر والتشابه مع سياسية الكيل بمكيالين الا يكفي هذا العالم الى  المليونيات التي تتقاطر حشودها المظفرة من جميع المحافظات الجنوبية كل ما دعت الحاجة الى ذلك .. نأمل ان تكون هذه المليونية في27/4/2014م مليونية الحسم والتغيير ومن نصر الى نصر و يثبت الله الخطى والنصر لشعب الجنوب ..