آخر تحديث :الأحد-12 مايو 2024-10:25م

هل احتاج «سي» إبراهيمي ثلاث سنوات؟

السبت - 26 أبريل 2014 - الساعة 12:18 م

مشاري الذايدي
بقلم: مشاري الذايدي
- ارشيف الكاتب


من البداية، بداية المأساة في سوريا قبل أكثر من ثلاث سنوات، وأهل المعرفة والشعور بالمسؤولية في المنطقة، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، يحذرون العالم كله من مغبة التهاون في قضية سوريا. يحذرون ويكررون التحذير خاصة لأميركا، قائدة العالم الحر، التي لم يجف ريق رئيسها الديمقراطي الليبرالي أوباما مطلقا من الخطب النارية لصالح شعوب الربيع العربي في مصر وليبيا واليمن. بينما جفّ ريقه واحتبس لسانه، وفقد الحيلة، حينما افترس بشار الأسد أمن وسلام سوريا والسوريين على مرأى العالم. لم تقف محاولات الحل الدبلوماسي والسياسي، العبثي، منذ ذلك اليوم، من كوفي أنان إلى الأخضر الإبراهيمي، مرورا ببعثة سيئ الذكر الجنرال السوداني الدابي.

جنيف 1 ثم جنيف 2 تمهيدا لجنيف 3، ولكن لا نور سياسيا في نهاية نفق البراميل المتفجرة والغازات السامة والشبيحة، بل زاد السوء على الضفة الأخرى، ضفة السوريين العاديين الغاضبين من النظام، حيث انضاف إلى كاهلهم، مصيبة داعش والنصرة وأخواتهما:

وسوى الروم خلف ظهرك روم

فعلى أي جانبيك تميل؟

كما تحسّر المتنبي ذات يوم لسيد حلب سيف الدولة.

بشار نفسه هو من يقتل الحلول السياسية «الوهمية» عبر المزيد من الصلف، وهرمونات النصر الوهمي، الذي جعله لا يحس بالحاجة للمضي في لعبة بان كي مون، والأخضر الإبراهيمي، ومن خلفهما بوتين ولافروف، وأوباما، ولا نغفل طبعا «سي» عبد العزيز بوتفليقة.

لكل شيء نهاية، ولكل أجل كتاب، لذلك جاء في الأنباء نقلا عن دبلوماسي أوروبي في الأم المتحدة أن المبعوث الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، استقال، من دون إعلان ذلك حتى الآن، من مهمته الرامية إلى إنهاء الحرب الأهلية السورية. انتهت اللعبة الدبلوماسية، خاصة أن بقاء الأسد نفسه هو الذي يغذي الإرهاب في سوريا وغير سوريا، وليس استمراره في الحكم، وحسب وصف الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية وكبير مستشاريها لشؤون سوريا إدغار فاسكيز فإن بشار الأسد نفسه هو «مغناطيس الإرهاب». وهو نفس الوصف الذي أطلقه عليه من قبل وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي كان يتبتل في محراب جنيف 2، وسبق الرئيس أوباما جميع موظفيه إلى القول إن ما يجري في سوريا صار من صميم الأمن القومي الأميركي الداخلي.

المحبط، من جهة، والمفرح من جهة أخرى، هو أن كل هذه الخلاصات والنتائج التي توصلت لها الأمم المتحدة ومجلس الأمن وواشنطن، بعد مضي أكثر من ثلاث سنوات، على بداية مأساة سوريا، هي نفسها التي حذرت منها السعودية في البداية، ولكن كان الأميركان والغربيون والدوليون، في غيهم يعمهون.

الآن بان الصبح لكل ذي عينين، إن كان ثمة نور بقي في العيون.