آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-10:28ص

من معاني الشريعة !

الإثنين - 21 أبريل 2014 - الساعة 10:24 ص

د. محمد بن موسى العامري
بقلم: د. محمد بن موسى العامري
- ارشيف الكاتب


 

الشريعة الإسلامية تعني في حقيقتها رحمة الخلق وصلاح دينهم ودنياهم وحينما نختزلها في معان جزئية أو نقدمها بغير صورتها الناصعة كما أرادها الله ؛ هذا يعني أننا أسأنا إليها وشوهنا جمالها، قصدنا أو لم نقصد ذلك. - فالشريعة تعني الشورى ، فلا مجال فيها للمستبدين والعابثين والذين قدموها لصالح الاستبداد وطوعوا بعض نصوصها لخدمة الطغاة ، إما أن يكونوا جاهلين بمقاصدها -إن أحسنا الظن بهم- أو أنهم جزء أصيل في منظومة الطغيان والفساد.

 

- والشريعة عدل كلها ، ورحمة ، وشمول ، وثبات في أحكامها ، والذين قدموها في جانبها المختص بالعقوبات فحسب إما أن يكون ذلك مبلع علمهم منها -وهذا هو الغالب- أو أن فقه سنة التدريج لم يعد لها حساب في أدبياتهم. - والشريعة تعني تجسيد الحقوق المشروعة ، والحريات المعتبرة والسياسة الراشدة ، والذين قدموها مواعظ زهدية فحسب ، أو دروساً نظرية ، أو ترانيم وجدانية أو تألهات روحانية ، هؤلاء كذلك خدموا خصومها ، ويسروا لهم طريق الزهد فيها، والنأي عن أحكامها. - والشريعة تعني سلامة الخلق في ظلها ، وصيانة الحرمات ، وعصمة الدماء ، والذين قدموها خوفاً ورعباً وتعسفاً وغلواً كذلك كانوا من أكثر الناس دعوة بأعمالهم -قصدوا أو لم يقصدوا ذلك- إلى الصد عنها.

 

- والشريعة قيم ، وأخلاق ، وتواضع ، وسلامة للصدور ، ولين جانب ، وحسن ظن بأهل الإسلام ، والذين قدموها غليظة قاسية مصحوبة بسوء الظن ، وهبوط في الأخلاق ؛ أيضاً كانوا مساهمين في زهد كثير من الناس فيها بسبب سوء صنيعهم ، ونفرة الخلق عنهم. - والشريعة توحد ، وألفة ، واجتماع ، وتعاون، وتناصر على الحق، والهدى ، والذين جعلوا منها طريقاً للعصبيات ، والحزبيات المقيتة أو حولوها إلى قداسات ، وعنصريات ، ودعوات طائفية، ومناطقية هؤلاء كذلك كان لهم الحظ الأوفر في التوجهات الشاردة عن منهج الله بما اقترفته أيديهم من بغي وعدوان وتحجر وبهتان.