آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-06:53م

أخبار وتقارير


تقرير : قمع جديد للإحتجاجات في الجنوب يعيد للأذهان ذكريات مريرة لنظام الرئيس اليمني السابق

الجمعة - 28 فبراير 2014 - 11:15 ص بتوقيت عدن

تقرير : قمع جديد للإحتجاجات في الجنوب يعيد للأذهان ذكريات مريرة لنظام الرئيس اليمني السابق
مسعفون يلتمون حول مواطن جنوبي اصيب خلال عملية قمع لتظاهرة سلمية في عدن العام 2011 - عدن الغد

القسم السياسي بصحيفة عدن الغد

بالقرب من زقاق صغير بحي مجاور لساحة العروض بخور مكسر كان "محمد العولقي" وهو ناشط شاب من محافظة شبوة يختبى في حين كانت تقترب من المكان الية تابعة لقوات الشرطة اليمنية ويطلق افرادها النار بكثافة .

تختلط في المكان صيحات الجنود ولعناتهم وسحب دخان سوداء وصيحات استغاثة أخرى في المكان ، كانت قوات الأمن اليمنية في مهمة مطاردة لعدد من المتظاهرين الذين حاولوا دخول ساحة العروض بخور مكسر خلال يومي الـ 20 و 21 من فبراير لكن دون جدوى .

 

مثلت عملية القمع التي نفذتها قوات الأمن والجيش اليمنية بحق متظاهرين من الجنوب طوال يومين إعادة لسيناريو ذكرى اليمة مارستها قوات الأمن ذاتها في عهد الرئيس اليمني السابق .

 

يقول "محمد العولقي" متحدثا لـ"عدن الغد" بان مشهد هروبه من رصاص قوات الأمن اليمنية وقنابل غازها مساء يوم الخميس في خور مكسر اعاد إلى اذهانه وقائع قمع مماثلة مارستها قوات الأمن اليمنية بحق التظاهرات خلال الاعوام التي تلت 2007 .

 

كان الجنوبيون أول من خرج لمناهضة نظام الرئيس اليمني السابق "علي صالح" في العام 2007 وقبل خروج إي دعوات مناهضة له في شمال اليمن .

 

يحفل سجل المنظمات الحقوقية في الجنوب بمئات وقائع القتل والاعتقال غير المشروع التي نفذتها قوات الأمن اليمنية في عدن وعدة محافظات جنوبية خلال ثلاثة أعوام مضت.قبل الاطاحة بحكم الرئيس اليمني السابق .

مارس نظام الرئيس اليمني السابق "علي عبدالله صالح" أعمال قتل واعتقال ومصادرة واسعة النطاق في الجنوب وبلغ الأمر ان نفذت قوات الأمن والجيش اليمنية في الـ 7 من يوليو 2009 اكبر عملية اعتقال جماعية لاشخاص في تاريخ اليمن حيث قدر عدد المعتقلين الذين كانوا ينوون المشاركة في احتجاجات سلمية بالالاف .

اضطرت السلطات يومها ان تحشر الآلاف من المعتقلين بداخل هناجر مؤسسات حكومية مهجورة .

في الـ 16 من فبراير 2011 شهدت مدينة عدن احتجاجات شبابية غاضبة نادت بإسقاط نظام الرئيس اليمني السابق "علي عبدالله صالح" وسرعان ما امتدت هذه الاحتجاجات إلى عموم مدينة عدن .

 

قابلت السلطات اليمنية هذه الاحتجاجات بقسوة بالغة وقتلت مشاركين فيها لكنها لم  تتمكن من اخماد حركة الاحتجاجات التي استطاعت ان تكسر سطوة أمنية فرضتها قوات امن يمنية .

 

كان الجنوب يومها على موعد مع احتجاجات شعبية نادت بإسقاط نظام الرئيس اليمني السابق وقدمت هذه المطالب على مطالب سياسية أخرى وفي حين كانت "عدن" تشهد احتجاجات شعبية كانت مدن يمنية أخرى تشهد احتجاجات مماثلة .

 

توحدت جميع هذه الاحتجاجات تحت مطلب "اسقاط نظام الرئيس اليمني السابق" وتعاظمت حركة الاحتجاجات هذه وفي مواجهتها تراجعت سطوة الالة الأمنية في عدن ومدن جنوبية أخرى .

نادت شعارات الثورة الشبابية في شمال اليمن بحق الجنوبيين في التعبير والحرية ورفع المظالم ووجدت هذه الشعارات صدى واسع وكبير لها في الجنوب .

 

تعاطى الجنوبيون مع هذه الشعارات بقبول واسع وبدت إلى حد كبير الاحتجاجات في الشمال والجنوب متناغمة لكن قطاع واسع من الجنوبيين ظلوا يحتفظون بحقهم في المطالبة باستقلال الجنوب عن الشمال .

 

مثل العام 2011 بداية عام حرية التعبير والتظاهر في الجنوب حيث تمكن الجنوبيون من تنظيم تظاهرات حاشدة لكن الكثير منها تعرض للقمع واطلاق الرصاص الأمر الذي اسفر عن سقوط الكثير من الضحايا .

في العام 2012 واصلت قوات الأمن اليمنية عمليات القمع للتظاهرات لكن أعمال القمع هذه باتت اقل وطأة من سابقها .

 

ورويدا بدأ يحس الجنوبيون بان مساحة الحرية الممنوحة لهم باتت اكبر وتمكنوا خلال عامي 2012 و2013 من تنظيم احتجاجات شعبية واسعة النطاق عرفت لاحقا "بالمليونيات" دون ان تعترض قوات الأمن والجيش اليمني هذه التظاهرات .

وخلال الاعوام السابقة بات الجنوبيون يتحدثون بحرية اكبر وسمح للكثير من الصحف الجنوبية بالصدور  حيث ناقشت جميع القضايا السياسية دون ان يتم اعتراضها .

منحت هذه الحرية الجنوبيين مساحة من الثقة بالنظام القائم في اليمن لبعض الوقت وتعالت دعوات تسوية مع الشمال باتت تتحدث بصراحة شديدة .

 

على خلاف ذلك ذهب كثيرون إلى ان سبب حجم الحرية هذه حالة الضعف التي باتت عاشتها سلطات الأمن والجيش اليمنية خلال عامي 2011 و2012 ولاحقا في العام 2014.

 

مع اقتراب موعد انتهاء مؤتمر الحوار الوطني في اليمن بدأت الامور تتحول في الجنوب حيث عاودت سلطات الأمن اليمنية ممارسة عمليات الاعتقال غير المشروعة وقتل عدد من المتظاهرين السلميين برصاص قوات الأمن اليمنية .

 

ومع حلول فبراير من العام 2014 بدأ ان السلطات اليمنية في طريقها إلى اتخاذ اجراءات قاسية ضد الجنوبيين حيث منعت عدد من الصحف الجنوبية من الصدور وقبلها تم تدمير ساحة احتجاجات مركزية عرفت بساحة الشهداء بالمنصورة وتطور الأمر إلى تنفيذ حملة  إعتقالات بحق نشطاء وقمع تظاهرات سلمية .

يتذكر قطاع واسع من الجنوبيين مرحلة نظام الرئيس اليمني السابق "علي صالح" بمرارة شديدة للغاية حيث كانت اتسمت هذه المرحلة بالقمع والقتل والتدمير والمصادرة لكن الجنوبيين باتوا اليوم يخشون من إعادة القمع مرة أخرى .