آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:39م

اليمن في الصحافة


التظاهرات الاحتجاجية في اليمن لا تشكل خطرا حقيقيا على النظام

الإثنين - 07 فبراير 2011 - 10:33 م بتوقيت عدن

التظاهرات الاحتجاجية في اليمن لا تشكل خطرا حقيقيا على النظام

A F P

يرى محللون ان التحركات الاحتجاجية في اليمن، وعلى عكس التحركات في تونس ومصر، لا تشكل خطرا حقيقيا على نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي يتمتع بدعم دولي وخبرة في تخطي الازمات، فضلا عن غياب اجندة موحدة بين معارضيه.

وتجمع عشرات الالاف من معارضي صالح شوارع صنعاء الخميس في ما سمي "يوم غضب"، الا ان التوترات هدأت منذ ذلك اليوم فيما دعت المعارضة البرلمانية الى تطبيق الاصلاحات التي وعد بها صالح.

وقال ابراهيم شرقية نائب مدير معهد بروكينغز في الدوحة "لا ارى مؤشرات قوية تدل على امكانية تمكن (المعارضة) من الاطاحة بصالح".

واضاف ان "المعارضة اليمنية تمكنت حتى الان من اطلاق التظاهرات دون ان تتمكن من استدامتها".

وبحسب شرقية فانه "في مقابل حشد المعارضة لاعداد كبيرة في الشارع، فان النظام حشد اعدادا مشابهة" مشيرا الى ان الرئيس اليمني سبق ان تجاوز في الماضي تحديات بنجاح.

وقال ان "صالح رجل ذكي قادر على النجاة في كل مرة، فهو استطاع ان يحتفظ بالسلطة في بلد صعب جدا وفي ظل ظروف صعبة جدا على مدى اكثر من ثلاثين عاما، والازمة الحالية ليست اول ازمة تواجهها البلاد".

وحكم صالح اليمن من دون توقف مجتازا الحرب الباردة والحرب الاهلية والتمرد في الشمال وتصاعد الحركة الانفصالية في الجنوب اضافة الى تعاظم نشاط تنظيم "القاعدة".

واخذ الرئيس اليمني خطوة واضحة الاربعاء باتجاه تخفيف حدة التوتر مع المعارضة واقترح تجميد تعديلات دستورية تسمح له بان يكون رئيسا مدى الحياة.

كما اكد صالح في مبادرته رفض توريث الحكم لابنه وانه سيتم تاجيل الانتخابات التشريعية التي كان دعا الى اجرائها في نيسان (ابريل) المقبل، راضخا بذلك لمطالب المعارضة. كما وعد بتعزيز التقدمات الاجتماعية.

وقال شرقية: "انها خطوة قوية من جهة الرئيس، وهي خطوة يمكن ان تساعده".

وطالبت المعارضة البرلمانية السبت الرئيس اليمني بترجمة ما وعد به من اصلاحات الى افعال، من دون ان تدعو الى تظاهرات جديدة مؤكدة استمرارها في مقاطعة اعمال مجلس النواب حتى تتحقق الوعود.

وقال كرستوفر بوسك الباحث في برنامج مؤسسة كارنيغي الخاص بالشرق الاوسط ان اليمن "ليس فيه حركة احتجاحية واسعة النطاق كتلك التي شهدناها في تونس ومصر".

واضاف: "اعتقد ان ما يحصل في اليمن هو محاولة نخبة من اللاعبين تعزيز مواقعهم قبل مفاوضات ما قد تحصل او تسوية ما".

واعتبر بوسك انه لا يوجد احد داخل اليمن "يريد ان تحصل ثورة"، والامر سيان بالنسبة للمجتمع الدولي.

وقال في هذا السياق "لا احد يود ان يرى الحكومة اليمنية تنهار. بغض النظر عن الرأي بالرئيس صالح او بحكومته، فان المجتمع الدولي بحاجة للحكومة اليمنية لمحاربة الارهاب".

واضاف بوسك "اعتقد ان النظام اليمني يظن على الارجح في الوقت الراهن ان الامور تحت سيطرته، وهو يعرف ان الاميركيين لا يدفعون باتجاه حصول تغيير كبير او باتجاه سقوط صالح".

وبحسب بوسك، فان الاقتصاد هو الخطر الاكبر في اليمن الذي يعد من افقر دول العالم والذي تضاءلت ثروته النفطية لدرجة كبيرة.

وقال الباحث "ان التحدي الاكبر لصالح هو الاقتصاد، فالاقتصاد هو ما يزعزع النظام ويهدد الدولة".

من جهته، اعتبر علي سيف حسن رئيس منتدى التنمية السياسية في اليمن ان التظاهرات التي نظمت الخميس "تحشيد حزبي وليست تعبيرا عن رغبة شعبية".

واضاف ان "الهتافات كانت محددة، ولم يكن هناك نساء"، كما ان التجمع انفض في توقيت مدبر على حد قوله.

وقال حسن: "لدى الشباب اليمني الذي يمثل 70 في المئة من السكان كل مبررات الغضب خصوصا الفقر والبطالة"، لكن في نفس الوقت، فان اليمن "لا يملك مجتمعا مدنيا قادرا" على احداث التغيير على حد تعبيره.

وقال: ان "هناك في الجنوب اجندة خاصة وكذلك لدى الحوثيين (المتمردون الشيعة في الشمال) ولدى السلفيين". وخلص الى القول: ان "اليمن مؤهل للتفكك وليس لثورة ياسمين".