تشهد ساحة الحرية "العروض- سابقا" بمدينة خورمكسر بعدن جنوب اليمن منذ مساء امس الجمعة توافد مئات الألاف من الجنوبيين من مختلف محافظاتهم إلى وسط مدينة عدن للمشاركة في المليونية التي دشنت عصر اليوم وتنظمها دوما الحركة الوطنية الجنوبية بجميع مكوناتها وفصائلها المنادية بفك ارتباط الجنوب عن الشمال، واهمية هذا الاحتفال بهذا اليوم عند الجنوبيين تأتي بمناسبة متميزة ضمن فعاليات ثورة الحراك تلازماً مع ذكرى عيد ثورتهم الخمسين التي انطلقت ضد الاحتلال البريطاني 1962م.
ويأمل الحراك من هذه الجموع البشرية والتي تعتبر هي الاضخم من سابقاتها من المليونيات الثمانية من أن يتمكنوا من ايصال رسالتهم إلى العالم يرفعون نداءاتهم المتكررة إلى المجتمع الدولي لتحمل مسئوليته على إحقاق عدالة قضيتهم ومطلبهم، ويرفضون بردهم الواقعي على مخرجات الحوار اليمني التي تستهدف تزييف قضيتهم والالتفاف على خيارهم المتمثل في استعادة دولتهم، ويؤكدون بأنهم يملكون القوة على اجماعهم الوطني ورفضهم لأي حلول تفرض عليهم من قبل اطراف دولية عبر مبعوثها الأممي الى اليمن جمال بن عمر، معتبرينها تزويرا لإرادتهم باسم الحوار ومخرجاته الساعي لبقاء الجنوب تحت سيطرة الشمال وتقسيمهم إلى اقاليم لإسقاط مطلبهم الشرعي ويؤكدون عدم قبولهم بأي حلول تنتقص من تطلعاتهم في استعادة وضعهم كدولة قبل 22 مايو 1990م
وتدخل احتجاجات الجنوبيين سنتها السادسة منذ بدءها عام 2007م التمسكين بخيار فك الارتباط عن الشمال ومواصلة نضالهم، ويرى الجنوبيين بـأن وحدتهم التي كانت مع الشمال في 1990م وابقاها نظام صنعاء بعد حرب شنها على الجنوب بالضم والالحاق في 1994م وعانى الجنوبيين التهميش والاقصاء طيلة العقدين الماضيين، ويقول الجنوبيين من أن احتجاجاتهم التي بدأت منذ انطلاقها في 2007م أخذت في التصاعد وهم يحملون رسالة سلمية دون غيرها ومتمسكون بصمودهم مهما كلف الامر باستعادة دولتهم التي ينادون بها.
وتاتي فعالية اليوم التي تعتبر هي الاضخم في تاريخ الجنوب واكثر تنظيما ومشاركة كل المكونات والفصائل على خيار فك الاتباط عن الشمال قبل يومين من عيد ثورة الجنوب "الذكرى الخمسين لثورة 14 اكتوبر" التي تصادف يوم وقوف عرفة.
* من عبدالقادر باراس
