ماهي الرسائل التي يود الجنوبيون ايصالها من خلال تظاهرات ذكرى اكتوبر؟

تمثل التظاهرات التي ينتوي الجنوبيين تدشينها عصر اليوم السبت فرصة مثالية لإيصال رسائل سياسية متعددة يمكن لها ان تصل إلى أطراف سياسية عدة بينها محلية ودولية .

تثبت هذه التظاهرات في حال ما اذا كانت فاعلة ان جميع الحلول السياسية التي بات المجتمع الدولي يطرحها لحل الكثير من القضايا السياسية العالقة في اليمن وبينها قضية الجنوب لن تكون ذو جدوى في حال مالم تكن مرضية لحركة احتجاجات شعبية في الجنوب .

يقدم القسم السياسي في صحيفة "عدن الغد" تحليل سياسي حول الرسائل السياسية التي يمكن لها ان تصل إلى أطراف سياسية عدة .

الرسالة الاولى إلى مؤتمر الحوار اليمني

يمكن للتظاهرات الحاشدة والتي من المتوقع لها ان تقام في مدينة عدن عصر السبت وفي حال ما كانت "حاشدة" ان توصل رسالة سياسية بالغة الاهمية إلى رئاسة مؤتمر الحوار اليمني ومفادها  ان الجهات الجنوبية المشاركة في هذا المؤتمر لاتملك قدرة سياسية يمكن لها ان تكون فاعلة وفي حال موافقتها على أي مخرجات سياسية لهذا المؤتمر فانها لن تتمكن من تهدئة حركة الشارع في الجنوب الذي بات يطالب باستقلال الجنوب عن الشمال .

ويمكن لهذه الرسالة ايضا التأكيد على هنالك حركة احتجاجات شعبية عارمة في الجنوب قد لاترضى بحلول سياسية بينها انتهاج نظام فيدرالي من اقليمين بين شمال اليمن وجنوبه كحل لقضية الجنوب وهو الخيار الذي لاتزال قوى شمالية عدة ترفضه أساسا.

رسالة إلى المجتمع الدولي:

ستبعث هذه التظاهرات برسالة إلى المجتمع الدولي وتتضمن تأكيدا ان حركة الاحتجاجات الشعبية في الجنوب لايبدو أنها في طريقها إلى الانحسار بل على العكس من ذلك فانها تزداد قوة مع مرور الوقت ،وهذه الرسالة ستتضمن إشارة قوية إلى ان كافة المعالجات السياسية التي شرع المجتمع الدولي في تطبيقها في اليمن منذ العام 2011 عبر مابات يعرف بالمبادرة الخليجية لم يكن لها أي تأثير واقعي على ارض الواقع في جنوب اليمن .

ويمكن للجنوبيين عبر هذه التظاهرات الحاشدة ان يضعوا المجتمع الدولي في صورة مباشرة للحدث الذي تحاول أطراف سياسية عدة في شمال اليمن تغييبه واظهاره بصورة مخالفة .

رسالة إلى القيادات الجنوبية المتصارعة

تمثل هذه التظاهرات فرصة لارسال رسالة سياسية هامة إلى كافة القيادات الجنوبية المتصارعة فيما بينها وتتضمت تأكيدا على ان حركة الاحتجاجات في الجنوب لايمكن لها ان تتأثر بالصراعات القائمة ولايبدو أنها تملك القدرة على النيل من زخم الشارع في الجنوب على المدى الطويل .

ومن شأن هذه التظاهرات ان تحث القيادات الجنوبية على وقفت صراعاتها السياسية كما أنها تؤكد ان الشارع في الجنوب يملك قدرة على الانفصال التام عن صراعات القيادات السياسية وهو أمر تفتقده الكثير من الحركات الاحتجاجية والثورية حول العالم .

رسالة إلى الحكومة اليمنية

يمكن لهذه التظاهرات ان توصل رسالة سياسية هامة إلى الحكومة اليمنية ومفادها ان أعمال القمع التي دأبت السلطات اليمنية على ممارستها ضد محتجين جنوبيين في أماكن متعددة في جنوب اليمن لايمكن لها ان توقف حركة الاحتجاجات هذه .