آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-07:14ص

اليمن في الصحافة


شبح القاعدة يطارد حضرموت

الخميس - 03 أكتوبر 2013 - 11:52 م بتوقيت عدن

شبح القاعدة يطارد حضرموت
مخاوف من سيطرة القاعدة بحضرموت تتصاعد بعد خسارة معاقلها بعدة محافظات مجاورة (الجزيرة-أرشيف)

الجزيرة نت

عاد شبح تنظيم القاعدة من جدد ليشكل كابوسا يهدد الاستقرار السياسي في اليمن، بعد إعلان عناصر مسلحة يُعتقد بانتمائها للتنظيم سيطرتها على مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية في محافظة حضرموت شرقي البلاد.

 

وقال سكان محليون في المكلا، كبرى مدن حضرموت، للجزيرة نت إن اشتباكات عنيفة تجددت مساء أمس بين قوات الجيش والمسلحين في مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية بمدينة المكلا استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة كما حلقت طائرة من دون طيار فوق الموقع.

 

وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية أنها تمكنت مساء أمس الأربعاء من استعادة السيطرة على مبنى مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية في مدينة المكلا وتطهيره من جميع العناصر المسلحة المشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة، وسط أنباء عن مقتل جميع الخاطفين والرهائن الذين كانوا يحتجزونهم خلال الاشتباكات.

تغيير تكتيكي

وقال رئيس تحرير موقع "سيئون برس" في حضرموت عبد الله علي مكارم إن الثابت قطعاً في عملية اقتحام المسلحين المنسوبين لتنظيم القاعدة لمقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية بالمكلا الاثنين الماضي أنهم "استخدموا سيارة عسكرية وزي الأمن المركزي استولوا عليها من هجمات سابقة على القوات الحكومية بشبوة ومنطقة بن عيفان بوادي حضرموت".

 

وقال إن هذه العملية تدل على "تغيير تكتيكي" في الهجمات المنسوبة للقاعدة, لم تقابله القوات الحكومية بشيء سوى الاعتماد على الضربات الأميركية بالطائرات من دون طيار رغم أنها "تنتهك السيادة الوطنية وتقوض مبادئ القانون في أعمال المحاكمات العادلة، بل تخطئ أهدافها أحيانا وتذهب بحياة الأبرياء".

 

ويرى الباحث اليمني المتخصص في شؤون الجماعات المتشددة سعيد عبيد الجمحي أن العمليات النوعية الأخيرة المتكررة، التي ينفذها مسلحون يشتبه في انتمائهم للقاعدة، ضد مقرات ومواقع عسكرية حساسة تُوحي بأن القاعدة لا تزال تحتفظ بالكثير من وسائل القوة.

 

وقال إن تلك العمليات تأتي في سياق رسائل من القاعدة لإثبات الوجود وأيضا للرد على خطاب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي ألقاه بكلية الشرطة بالعاصمة صنعاء يوم 26 أغسطس/آب الماضي وتحدث فيه عن تلقي القاعدة ضربات موجعة وأنها أصبحت الآن أضعف ما كانت عليه خلال سيطرتها على أبين.

 

واستبعد عبيد أن يكون للقاعدة "نية في السيطرة على المحافظة وتحويلها إلى إمارة إسلامية كما فعلت في محافظة أبين العامين الماضين قبل أن يتم دحرها". وقال إن إستراتيجية القاعدة تتجه الآن "إلى تنويع عملياتها في أكثر من منطقة بمهاجمة مقرات وثكنات الجيش لإضعاف الروح المعنوية والقتالية واستكمال مسلسل اغتيال القيادات العسكرية التي حققت من خلالها نجاحات كبيرة".

مؤشر خطير

ويعتبر سياسيون في حضرموت أن العمليات النوعية المتكررة، التي ينفذها مسلحون يشتبه في انتمائهم للقاعدة ضد مقرات ومواقع عسكرية، مؤشر خطير، ولا يستبعد هؤلاء وجود اختراق للقاعدة للمؤسسة الأمنية وتواطؤ بهدف إحداث فوضى أمنية يتم استغلالها كورقة سياسية.

 

ورجح رئيس المجلس الثوري في حضرموت عضو مؤتمر الحوار الوطني في اليمن صلاح باتيس وجود علاقة بين "تصاعد حالة الاختلال الأمني في عموم اليمن وبين مخرجات مؤتمر الحوار الوطني المنعقد في صنعاء الذي شارف على الانتهاء".

 

ويربط صلاح باتيس بين الاختلالات الأمنية المتصاعدة وبين إقرار فريق الحكم الرشيد في مؤتمر الحوار قانون الحصانة الذي ينص على العزل السياسي لمن طلب الحصانة عن أحداث الثورة الشبابية في البلاد، ومحاكمة من لم يطلب الحصانة إضافة إلى "توقيع 54 عضوا في الحوار على إعلان الإقليم الشرقي وعاصمته المكلا".

 

وأضاف أن القاعدة جماعة مسلحة موجودة في الساحة "ولا ينكر وجودها أحد ولكنها تعمل على اختراق المواقع والأماكن الحساسة وتستغل الخلاف السياسي"، مشددا على أنه لاشك أن النظام السابق ترك عناصر اختراق داخل هذه الجماعات توجه تحركاتها كما يريد لإفشال الحوار  باعتباره الأكثر تضررا من العزل السياسي كأحد مخرجات الحوار الوطني.

 

*من سمير حسن-عدن