آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-03:31ص

رياضة


غوتزة وفالكاو وكافاني وبيل..نجوم رحلوا دون ترك فراغ في أنديتهم

الثلاثاء - 01 أكتوبر 2013 - 09:09 ص بتوقيت عدن

غوتزة وفالكاو وكافاني وبيل..نجوم رحلوا دون ترك فراغ في أنديتهم
رباعي النجوم لم تتأثر أنديتهم برحيلهم

((عدن الغد)) متابعات

لم يتوقع المراقبون الذين راهنوا على تأثر الأندية بخروج أبرز نجومهم من صفوف فرقهم ، أن تنجح هذه الأندية بعكس كافة التوقعات بعد مرور جولات عديدة من انطلاق الموسم الجديد الذي خاضته تلك الاندية بدون نجومها المعتادين و على عكس تجارب آخرى كثيرة ، فان الاندية التي غادرها هؤلاء النجوم سرعان ما طوت صفحاتهم و استغلت الاموال التي ادرتها عليها صفقاتهم لانتداب لاعبين آخرين اقل نجومية لكنهم لا يقلون أداء و فاعلية فلم يظهر على هذه الأندية أي تاثير سلبي بدليل انها تحقق نتائج افضل من تلك التي سجلتها الموسم الماضي باحتلالها صدارة الترتيب في دورياتها.

 

و ظهر ان تلك الأسماء هي من خسرت أنديتها و ليس العكس بدليل أن بعضهم يعاني الأمرين في فرقهم الجديدة بسبب صعوبة الاندماج ، و فضلاً على حقيقة مدربي تلك الاندية عرفوا كيف يبنون خططهم الجديدة بعيداً عن عقلية النجم الاوحد بل على أساس المجموعة المتكاملة التي لا يتاثر مردوها بغياب احد عناصرها ، بخطط تقوم على عدم الافراط في الاعتماد على لاعب واحد مهما كانت مؤهلاته و قدراته الفنية و البدنية لعلمها بانه سيأتي اليوم الذي سيغادر فيه و ذلك تفاديا للفراغ الذي سيخلفه هذا النجم  .

 

كما أن هذه الأندية تمكنت من التخلص من الاهتمام الإعلامي الذي يقوم بالتركيز على لاعب واحد دون البقية و ما يسببه من تداعيات نفسية سلبية على بقية اللاعبين الذين يشعرون بأنه في خدمة النجم و ليس في خدمة الفريق ، مما جعل الصحافة تتحدث عن النادي و ليس فقط عن لاعب واحد.

 

إنتقال الأورغواني إدينسون كافاني من نابولي الإيطالي إلى باريس سان جرمان الفرنسي

 

ففي إيطاليا يفرض نابولي سيطرته على الدوري و يحتل الريادة التي لم يبلغها منذ مغادرة الأرجنتيني دييغو مارادونا ، فبعيداً عن أهداف الأورغوياني أدينسون كافاني الذي انتقل إلى باريس سان جيرمان نجح المدرب الإسباني رافائيل بنتيز في ايجاد التوليفة المناسبة التي تتشكل من اللاعبين القدامى خاصة هامسيك و الجدد بقيادة الأرجنتيني غونزالو هيغوايين .

 

وبات اجمل ما في توليفة المدرب الإسباني ان مهمة التهديف لم تعد مقتصرة على المهاجم الصريح مثلما كان في عهد المدرب والتر ماتزاري الذي كان يعتمد بشكل كبير على كافاني ، على الرغم من تسجيل هيغوايين للأهداف ، إلا أن بقية اللاعبين لهم دور بارز في تحقيق الانتصارات دور يشعرون به و يشعر به جمهور النادي عكس ماكان يحدث المواسم المنصرم عندما كانت تنسب في غالبها إلى كافاني فقط .

 

إنتقال الكولمبي  راداميل فالكاو من اتلتيكو مدريد إلى موناكو الفرنسي

 

أما في إسبانيا فظهر إن اتلتيكو مدريد لم يتخلص من نجم فقط و انما تخلص من عبء عندما غادره المهاجم الكولمبي النمر راداميل فالكاو نحو موناكو الفرنسي ، حيث سجل الفريق تحت اشراف المدرب الارجنتيني دييغو سيميونيأفضل انطلاقة له في الليغا منذ موسم التتويج الأخير بالبطولة 1995-1996  باحتلاله صدارة الترتيب العام مناصفة مع البطل برشلونة و بأداء فني راقي و بخط هجوم ضارب و بالعلامة الكاملة بفوزه الاخير على ريال مدريد الأول منذ سنوات طويلة.

 

 و كشر الأتليتكو منذ البداية عن انيابه في استعادة مكانته كأحد الاضلاع الرئيسية للبطولة بجانب كل من برشلونة و ريال مدريد ، حتى أصبح الخبراء يرشحونه لإعتلاء عرش الكرة الإسبانية في حال نجح في الفوز على غريميه في المواجهات المباشرة بالنظر إلى المستوى الطيب الذي قدمه الفريق رغم إنتقال مهاجمه فالكاو الذي  ترك فرصة من ذهب للآخرين  للتألق  خاصة بعد دعم الصفوف بالمهاجم الدولي دافيد فيا الذي بدأ ينسي عشاق الاتلتيكو النمر الكولومبي منذ مباراته الرسمية الأولى في السوبر امام برشلونة ، و بدا واضحا ان سيميوني نجح في الانتقال بالنادي من فلسفة اللعب من اجل النجم إلى اللعب من أجل الفريق.

 

إنتقال الويلزي غاريث بيل من توتنهام الإنكليزي لريال مدريد الإسباني

 

و في إنكلترا اقر المدرب البرتغالي فياش بواش ان ناديه توتنهام هوتسبيرز استفاد من صفقة انتقال نجمه الويلزي غاريث بيل إلى ريال مدريد ، عندما استفاد مادياً و فنياً و ان الفريق اصبح اكثر سيطرة على المباريات فيدافع و يهاجم جماعياً ، وبشكل افضل يضمن له الحفاظ على توازنه و عدم ترك فراغات في الخلف .

 

وما يؤكد هذا الاعتراف تواجد النادي اللندني في صدارة ترتيب البرميير ليغ بعد ست اسابيع عن انطلاقتها متقدما على اندية مانشستر يونايتد و تشيلسي و غيرها، و ظهر و كان تسريح غاريث بيل كان تحريراً نفسياً  لبقية اللاعبين على التوغولي ايمانويل  اديبايور و الإنكليزي جيرمان ديفو  الذين اصبحوا يلعبون و في نفس الوقت يبدعون بشكل سهل و سلس في وقت لا يزال بيل يواجه مستقبلاً غامضا في مدريد بعد تجدد إصابته و بروز ملامح عدم تأقلمه مع الأجواء الجديدة في الليغا الإسبانية حتى الآن .

 

إنتقال الألماني ماريو غوتزة من دورتموند الألماني إلى بايرن ميونخ الألماني

 

و في ألمانيا تعامل بروسيا دورتموند مع رحيل نجمه ماريو غوتزة إلى الغريم بايرن ميونخ بطريقة مميزة جعلت و كانه لم يسبق أصلا له ان حمل ألوانه فبدا و كان غوتزة جاء إلى ميونيخ من ناد آخر و ليس من دورتموند ، فالمدرب يورغن كلوب بدهاء و بشخصيته الفريدة عرف كيف يسد الفراغ الذي قد يتركه غوتزة حتى قبل ان يرحل و هو ما تجلى في نهائي دوري أبطال أوروبا اذ رغم غياب غوتزة فأن دورتموند كان بإمكانه إحراز البطولة لولا سوء الطالع الذي لازمه في المباراة النهائية .

 

و مع بداية الموسم الجاري و في وقت يعاني فيه غوتزة بالجلوس على دكة احتياط الإسباني بيب غوارديولا فأن دورتموند يقدم أداءا فنياً أفضل بكثير من الموسم المنصرم انعكس بالإيجاب على نتائجه اذ نال السوبر الألماني على حساب غوتزة و زملائه ، فيما  يتقاسم صدارة البندسليغا مع البايرن مع اريحية لصالح أشبال كلوب الذين يلعبون بدون ضغوط.

 

و اهم من ذلك ان رحيل غوتزة سمح ببروز نجومية عناصر يافعة اخرى على غرار ميختاريان و بيير غوندوبيان فضلا عن استمرار المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي في الارتقاء بمستواه و بمعدله التهديفي.

 

 

و تكشف هذه التجارب عن الإستراتيجية التي تنتهجها تلك الأندية التي تحولت إلى معامل لتفريخ النجوم بدلا من شراءها و ما يكلف أصحابها من أموال قد تذهب هباء منثورا في حال عدم تأقلمها أو تعرضها للإصابات .

 

استراتيجية تقوم على تخلص تلك الأندية من نجومها في الأوقات المناسبة فتستفيد منهم مادياً و فنياً قبل تسريحهم ، وفي وقت تستمر أندية آخرى في الرهان على المال للحفاظ على مكانتها من خلال انتهاج سياسة جلب النجوم التي و ان حققت مكاسب مالية فأنها لم تأتي بالبطولات و الكؤوس في كثير من المناسبات .