آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-11:23ص

ملفات وتحقيقات


تقرير : الفن في الجنوب تركة قديمة تقاوم الاندثار

الإثنين - 19 أغسطس 2013 - 11:56 ص بتوقيت عدن

تقرير : الفن في الجنوب تركة قديمة تقاوم الاندثار

عدن((عدن الغد))خاص:

بالقرب من ساحة عتيقة وسط مدينة كريتر بمدينة عدن القديمة يقبع متجر صغير لبيع التسجيلات التراثية المحلية ، صباحا يقوم مالكه بفتح أبوابه المتجر الذي يعاني الاندثار مع مرور الوقت .

 

لسنوات طويلة ظل جنوب اليمن رمزا للازدهار الفني في محيط دول خليج عربية تعاني الشح وغياب الأصوات الفنية ومدارسها وكل هذه الدول كانت تأخذ الكثير من أغانيها الشهيرة مما تنتجه الساحة الفنية في الجنوب .

 

الأجواء حارة وشديدة ووسط حانوته الصغير يقبع مالك محل أستريو " قطعة من بلادي" شاكيا حالة من الكساد ويضيف متحدثا :" منذ عقود طويلة لم يعد هنالك فنانون محليون ينتجون أيا من الأغاني جميع الفنانين ماتوا أو أصيبوا بالكمد وكل مانبيعه هو كاستات أغاني قديمة هي كل ما تبقى من تراث جنوبي سابق ويقاوم الاندثار .

 

محمود الرباد رجل في العقد الخامس من عمره يجلس عصر على مائدة صغيرة برفقة عدد من أصدقائه لاحتساء الشاي .

 

عمل "الرباد" ناسجنا لسنوات طويلة بمصنع الغزل والنسيج بالمنصورة قبل ان يتم تدمير هذه المؤسسة الإنتاجية عقب  الحرب التي نشبت بين الشمال والجنوب وانتهت بهزيمة الأخير.

 

لسنوات طويلة ظل جنوب اليمن رمزا للازدهار الفني في محيط دول خليج عربية تعاني الشح وغياب الأصوات الفنية ومدارسها وكل هذه الدول كانت تأخذ الكثير من أغانيها الشهيرة مما تنتجه الساحة الفنية في الجنوب .

يتذكر "الرباد" حينما كان شابا وينهي ساعات عمله باكرا لأجل اللاحق بحفلة فنية تقام على المسرح الوطني بمديرية التواهي .

 

يعرض بين يديه عدد من الصور الفونغرافية ينظر إلى صورة له شابا وهو يرتدي سروال "شارلستون" وشعره ينسدل على كتفيه .

يقول بحسرة :" كانت عدن أم الفن والأدب والثقافة ، كنا نذهب الحفلات ونستمع إلى احمد قاسم ، ومحمد عبده زيدي ، ومحمد سعد .. كل شيء من هذا لم يعد له وجود اليوم .

منذ أكثر من عقد لم يتم إنتاج أغنية فنية واحدة في مدن الجنوب وذلك بعد ان كانت هذه المدن تنتج عشرات الأغاني في العام الواحد .

 

يشكو الجنوبيون منذ العام 1994 تعرض الكثير من المؤسسات الثقافية والفنية لتدمير واسع النطاق ومنذ ذلك الحين لم يتم إنتاج إي أغنية ولم يتم إقامة إي حفلة .

يقول العشرات من العاملين في المجال الفني في الجنوب أنهم وجدوا أنفسهم عقب حرب صيف 1994 قوة عمل فائضة .

 

والى جانب سياسة التمييز العنصرية التي انتهجتها الحكومة اليمنية بحق الجنوبية منح تمدد ديني للجماعات الدينية المتشددة في الجنوب سطوة تمكنت من ضرب حركة مدنية وفنية واسعة النطاق في مدن الجنوب  كانت مزدهرة خلال العقود الماضية .

لم تتمكن "عدن" أو إي مدينة جنوبية طوال السنوات الماضية من إنتاج إي عمل فني غنائي .

 

يقول مالك محل "قطعة من بلادي" في حديثه لـ"عدن الغد" ان الناس لاتزال تستمع إلى الأغاني القديمة لكنه قال ان هذه الأغاني تواجه جيل شبابي جديد بدأ يعزف رويدا رويدا عن هذه الأغاني في حين لاتنتج الساحة الغنائية المحلية إي جديد.

 

يطيل "الرباد" نظره على طول شارع عتيق وسط الشيخ عثمان ويتذكر ماضي تليد لهذه المدينة ويقول ان أخر حفلة غنائية حضرها في هذه المدينة كانت قبل عقود من اليوم .

 

يحلم هو وغيره بان تعود هذه المدينة إلى ماضيها القديم والسؤال الذي يتبادر :" هل ستعود مدينة عدن إلى ماكانت عليه سابقا.

*من محمد القاضي - تقرير خاص بعدن الغد