آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-02:49م

رياضة


عدوى المطالبة برفع الأجور تنتقل بين نجوم الملاعب الأوروبية

الجمعة - 16 أغسطس 2013 - 06:30 ص بتوقيت عدن

عدوى المطالبة برفع الأجور تنتقل بين نجوم الملاعب الأوروبية
كبار اللاعبين في العالم أصبحوا يستغلون أنديتهم من خلال رفع أجورهم السنوية

((عدن الغد)) متابعات

شهد صيف العام 2013 مطالبة الكثير من نجوم المستديرة في الملاعب الأوروبية برفع رواتبهم الشهرية رغم أنهم يتقاضون حالياً أجوراً فلكية ، وشكل الاستجابة لهذا المطلب شرطاً لهم لتجديد و تمديد عقودهم مع أنديتهم الحالية أو على أقل تقدير الاستمرار معها لحين انقضائها .

 

بدا وكأن النجوم متفقون في ما بينهم على أنديتهم التي ينشطون تحت ألوانها أو كأن نقابة تجمع بينهم بعدما انتقلت عدوى المطالبة برفع الراتب من نجم لآخر و من نادٍ لآخر خاصة في الدوريات والأندية الكبرى .

 

وعبر العديد من اللاعبين الكبار عن رغبتهم في تغيير الأجواء بمجرد افتتاح موسم الإنتقالات الصيفية و ذهبوا البعض منهم إلى حد استعراض العروض المغرية التي توصل بها، و هي رسائل غير مشفرة بعثوا بها لرؤساء أنديتهم لمساومتهم ، وإجبارهم على الاختيار بين تحسين العقود و تمديد أعمارها أو الرحيل. و قبل إغلاق سوق الانتقالات، نجح أغلب النجوم في مساعيهم رغم الأزمة المالية التي تعصف بالأندية منذ سنوات ، و رغم ذلك لا يستبعد ان يكرر هؤلاء النجوم مطالبهم الصيف القادم خاصة في حالة تألقهم و ساهموا في تحقيق إنجازات جديدة لفرقهم محلية أو قارية .

 

 ولم يكن الحصول على مالٍ إضافي هو الدافع الوحيد ليطالبوا بزيادة في الأجور بل إن ذلك أصبح في المواسم الأخيرة موضة عند الأسماء الكبيرة في إطار طموح كل واحد منهم ليكون صاحب أعلى راتب في النادي و في الدوري بل و في العالم ، و لعبت الغيرة دوراً هاماً في تأجيج العدوى و تسريع وتيرة انتقالها ، فمع قدوم كل نجم جديد يطالب من سبقه برفع أجره السنوي ، ووجد رؤساء كبرى الأندية الأوروبية أنفسهم في أوضاع حرجة تجاه لاعبيهم بعدما تيقنوا أن الموضوع أصبح و كأنه إبتزاز يمارس ضدهم كل صيف ، رغم علم اللاعبين بحالة خزائن فرقهم و الديون التي تتراكم عليها .

 

وتؤكد تجارب النجوم أن هؤلاء يطالبون بمستحقات أكثر عندما يصلون إلى سن ما بين الـ 25 و الـ 28 بهدف تأمين مستقبلهم الاجتماعي و مستقبل أسرهم و هي السن التي يسهل على صاحبها إيجاد نادٍ ينضم اليه بالسعر الذي يريده مما يضع ناديه الأول في ورطة .

 

الدوري الفرنسي

وصنع نجوم باريس سان جيرمان الحدث الأبرز في هذا الشأن خاصة الرباعي القائد و المدافع البرازيلي تياغو سيلفا الذي هدد بالإنتقال إلى برشلونة متحججاً برغبته الجامحة في تذوق طعم التتويج بدوري أبطال أوروبا  ، و استجابت الإدارة القطرية للرغبة البرازيلية و اصبح سيلفا يجني نحو 12 مليون يورو سنوياً بدلًا من عشرة ملايين  مقابل تمديد عقده لسنوات إضافية في باريس ، شأنه شأن المهاجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش الذي تحدث مراراً و تكراراً عن شعوره بضرورة تغيير الأجواء لأسباب مختلفة خاصة بعد مجيء المهاجم الأورغوياني المتألق من نابولي ادينسون كافاني إذ تفيد آخر الأخبار الواردة من فرنسا عن إتفاق مع الإدارة الباريسية لزيادة راتب السويدي إلى قرابة 16 مليون يورو سنوياً  نظير تجديد عقده لعام آخر ، و بدوره متوسط الميدان الإيطالي ماركو فيراتي نجح في مسعاه و وافق الرئيس ناصر الخليفي على رفع أجرته الحالية و المقدرة بـ 850 ألف يورو سنوياً إلى ثلاثة أضعاف وحتى أربعة في حال تألق مقابل الكف عن الحديث عن تغيير الأجواء و لوموقتاً شأنه شأن اللاعب الفرنسي ماتويدي الذي سيحصل على قرابة ضعف ما كان يحصل عليه الموسم الفارط.

 

الدوري الإسباني

وفي الدوري الإسباني حيث للنجومية شأن أهم خاصة عند الغريمين ريال مدريد و برشلونة المتخمين بالنجوم أصحاب الرواتب المرتفعة ، فنجم الميرينغي البرتغالي كريستيانو رونالدو رهن مستقبله مع الملكي بضرورة رفع راتبه الشهري إلى مستوى قياسي لا يختلف عن صفقة انتقاله من مانشستر يونايتد إلى مدريد عام 2009 ليكون اللاعب الأغلى في العالم، وتؤكد الأخبار المتداولة في وسائل الإعلام المقربة من الأبيض إن راتب الدون قد يصل إلى مليوني يورو شهرياً مقابل إنهاء مسيرته الكروية في العاصمة الإسبانية ، و لم تجد إدارة الرئيس فلورونتينو بيريز بدا سوى الاستجابة لمطلب المهاجم البرتغالي في ظل وجود نوايا حقيقية من أندية أوروبية لتدفع له ما يريده مقابل الحصول على خدماته و لو لموسمين ، وزاد الدون من ضغطه على إدارة بيريز بعد التقارير التي تحدثت عن صفقة انتداب الويلزي غاريث بيل من توتنهام هوتسبيرز الإنكليزي نظير مبلغ قياسي ، فالدون يريد أن يبقى البريمو في أجور اللاعبين ، و كأنه يقول لبيريز بإنني سأقدم أداء و سأسجل أهدافاً بمقدار المال الذي سأحصل عليه فكلما دفعت لي أكثر كلما سجلت للريال أكثر حتى و إن كانت الاهداف التي يمضيها في مرمى أندية خيتافي و ليفانتي  و غيرها من الأندية المتواضعة التي يسجل عليها حتى أكثر المهاجمين تواضعاً ، و في الريال دائماً لم يجد الرئيس بيريز حلاً لتمديد إقامة المدافع الفرنسي اليافع فاران في مدريد لغاية 2019 و قطع الطريق أمام أندية إنكليزية ابدت طمعها فيه، لكن ذلك لم يكن مجاناً بالنسبة لبيريز الذي اضطر للدفع المسبق ، شأنه في ذلك شأن المدافع البرتغالي بيبي  .

 

وفي برشلونة طالب الأرجنتيني ليونيل ميسي هو الآخر بتحسين عقده من الناحية المالية رغم أنه يتقاضى أجراً يصل إلى  16 مليون يورو سنوياً ، ولا يستبعد أن تكون نيته إيصاله إلى 20 مليون يورو في ظل الصراع الشرس مع رونالدو الذي يقل شراسة عن الصراع في الجوانب الفنية ، يحدث هذا رغم أن البرغوث وافق العام المنصرم على تمديد عقده مع البارسا لغاية 2018 أي لغاية بلوغه سن الواحدة و الثلاثين  دون أن تكون هناك زيادة في الراتب و رغم أن البرغوث لا يعد من النجوم اصحاب النزعة المادية في علاقتهم مع أنديتهم ، غير أن قدوم البرازيلي نيمار و الحديث عن رفع راتب الدون ربما كان له تأثير على قرار ميسي و مطالبه مراجعة بنود عقده المتعلقة بالامتيازات المادية التي يحصل عليها  خاصة إن ذلك تزامن مع قضية الضرائب التي أثيرت ضده .

 

الدوري الإنكليزي

وفي إنكلترا يبقى احتمال بقاء الويلزي غاريث بيل في توتنهام و عدم انتقاله إلى أي فريق آخر مرهوناً بمنحه مزايا مالية معتبرة خاصة الراتب الشهري الذي يجب أن يكون موازياً  لرواتب نجوم البريمر ليغ  و بالتالي لا يقل عن الـ 200 ألف جنيه أسبوعياً ،  اذ تحدثت تقارير عن منحه تسعة ملايين يورو سنوياً  أي مضاعفته بعدما كان يأخذ أربعة ملايين و نصف المليون ، و كان لاعب الوسط الإيفواري يحي توري على وشك مغادرة مانشستر سيتي الإنكليزي هذا الصيف قبل أن ترضخ إدارة السيتزن لمطالبه المادية فرفعت راتبه  السنوي من 13 مليون يورو إلى 14 مليوناً نظير تمديد عقده حتى العام 2017 بعدما تردد بأنه على وشك الانتقال .

 

الدوري الألماني

وانتقلت العدوى الى الدوري الألماني الذي طالما بقي نجومه بعيدين عن مثل هذه الأمور و يتحول رفع الراتب إلى مستويات قياسية في كثير من الحالات إلى عائق حقيقي لمسيرة صاحبه خاصة عندما يقترب من سن الثلاثين و تكثر إصاباته ، و يقل مردوده فيصبح عالة على خزينة ناديه الذي يضطر لتسريحه و لو مجاناً أو بسعر زهيد من أجل التخلص من راتبه مثلما يفعل نادي برشلونة مع نجومه و آخرهم المهاجم الإسباني دافيد فيا .

 

وبالنسبة للاعبين اصحاب الرواتب العالية فإنهم يجدون صعوبة في العثور على الفريق الذي يضمهم لصفوفه ما لم يقلصوا من رواتبهم مثلما يحدث حاليًا مع المهاجم الكاميروني المخضرم صامويل ايتو الذي يتقاضى 20 مليون يورو شهرياً في نادي انجي الروسي الذي قرر بيعه هو بقية النجوم و بالتأكيد فإن أي نادٍ أوروبي لن يقبل بضم لاعب عمره 32 سنة ليدفع له مثل هذا الراتب .