آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:38ص

دولية وعالمية


الفريق السيسي يوجه لطمة لاوباما: لقد تركتم المصريين وادرتم ظهوركم لهم.. ولن ينسوا هذا ابدا

الإثنين - 05 أغسطس 2013 - 09:07 ص بتوقيت عدن

الفريق السيسي يوجه لطمة لاوباما: لقد تركتم المصريين وادرتم ظهوركم لهم.. ولن ينسوا هذا ابدا
البرادعي دعا للعفو عن مرسي طالما ان التهم التي يواجهها(ليست خطيرة)

لندن(عدن الغد)القدس العربي:

 اعداد ابراهيم درويش: في لقاء وصفته بالنادر، نقلت صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن الفريق اول عبدالفتاح السيسي انتقاده للولايات المتحدة وموقفها من التدخل العسكري الذي قام ، متهما اداراة الرئيس باراك اوباما بعدم احترام الارادة الشعبية المصرية وعدم تقديم الدعم الكافي وسط اجواء تنذر بحدوث حرب اهلية في مصر.


واستخدم السيسي لغة قوية وجهها للادارة حيث قال’لقد تركتم المصريين وادرتم ظهوركم لهم ولن ينسوا هذا ابدا’، واضاف قائلا ‘الان تريدون مواصلة ادارة ظهركم للمصريين’. وقالت الصحيفة ان الفريق السيسي يعتبر الرجل القوي في مصر حيث يتمتع بقوة وسيطرة ليست متاحة لاحد على مصير وتوجه البلاد بعد عامين ونصف من الاضطرابات التي عاشتهما مصر واطاحت برئيسين جراء ثورات شعبية.


وعلى الرغم من هذا فقد نفى السيسي ان تكون لديه طموحات سياسية وادارة البلاد لكنه لم يستبعد هذا في المستقبل. وتم اللقاء مع الفريق السيسي يوم الخميس الماضي في مركز قيادته وهي غرفة الاستقبال حيث قدم على مدار ساعتين تفاصيل عن الاسباب التي دفعته بالاطاحة باول رئيس منتخب، محمد مرسي.


خيبة امل
وعبر السيسي عن خيبة امله من تردد الولايات المتحدة بتقبل ‘منطقه’ الذي دعاه للتدخل وعزل الرئيس مرسي. وتعلق الصحيفة ان تصريحات وزير الدفاع ونائب رئيس الحكومة المؤقتة تظهر المدى الذي عزلت فيه ادارة اوباما جانبي الصراع في وضع اصبح وبشكل عميق مستقطبا وغير مريح لمصر، كل هذا لان الولايات المتحدة تريد ان تلتزم بجانب الحياد. وتحدث السيسي للصحيفة الامريكية في نفس اليوم الذي اصدر فيه وزير الخارجية جون كيري اوضح تصريحات عن الادارة الامريكية، حيث وصف التحرك العسكري بانه محاولة ‘ لاعادة الديمقراطية’ وتجنيب البلاد حربا اهلية حيث اضاف ان الجيش طلب منه التدخل بعد تظاهرات الملايين وراء الملايين من الشعب المصري حيث رفض وصف التحرك العسكري بالانقلاب. وجاء الحذر الامريكي وتجنب كلمة انقلاب لان الادارة مطالبة حسب الدستور بتعليق المساعدات لاي دولة يسيطر فيها الجيش على السلطة بالقوة، ومن هنا فمجرد وصف ما حدث في مصر يعني قطع المساعدات السنوية 1.3 مليار دولار والتي يذهب معظمها للجيش المصري.

 

ودعت الحكومة الامريكية منذ الاطاحة بمرسي في الثالث من الشهر الماضي الجيش بضبط النفس في اثناء التعامل مع المتظاهرين، حيث قتل منذ الانقلاب اكثر من 140 متظاهرا من مؤيدي مرسي.
كما ودعت الادارة الجيش باتخاذ خطوات والتحاور مع الاخوان المسلمون الحركة التي ينتمي اليها مرسي. ويبدو اي توجه نحو المصالحة بعيدا الان في ظل استمرار مؤيدي مرسي تظاهراتهم في معسكري النهضة بالجيزةـ ورابعة العدوية ودعوتهم وما يعرف بالتحالف ضد الانقلاب لتظاهرات جديدة او ما اطلقوا عليه مليونية ليلة القدر.

 


ومع كل الحذر الذي مارسته ادارة اوباما الا انها قامت بتأجيل تسليم صفقة من طائرات اف-16 لمصر وهو ما يراه الكثير من المحللين على انه اجراء رمزي لكن الفريق السيسي يقول ‘ليس بهذه الطريقة يتم التعامل مع جيش وطني’.
غاضب
وبدا الفريق السيسي، غاضبا بسبب عدم تلقيه الدعم الامريكي الكامل لـ ‘الثورة التي قام بها شعب حر ضد نظام سياسي غير عادل’، حيث يصف مؤيدو عزل مرسي التحرك بالثورة التي اطاحت بحكم حسني مبارك الشمولي، بخلاف ان مرسي هو رئيس منتخب.
وفي الوقت الذي يتلقى الفريق السيسي مكالمات ‘شبه يومية’ من تشاك هيغل، وزير الدفاع الامريكي الا ان الرئيس اوباما لم يتصل.
واقترح وزير الدفاع على امريكا اقناع الاخوان المسلمين بفض اعتصاماتهم التي بدأت منذ عزل مرسي، وقال ‘تتمتع الولايات المتحدة بتأثير ونفوذ كبيرين على الاخوان المسلمون، وحبذا لو قامت الادارة الامريكية باستخدام هذا النفوذ لحل النزاع′. ويقول الفريق السيسي انه تعرف على مشكلة مرسي منذ وصوله للسلطة حيث نال دعم الاخوان المسلمون الجماعة المتجذرة في المجتمع المصري، وتلقى دعم قطاعات اخرى من المصريين غير الذين اعترفوا بدور الجماعة الاجتماعي والخيري فيما قرر اخرون منح اصواتهم لمرشح الاخوان حتى لا تذهب لاحمد شفيق الذي كان يعتبر من بقايا النظام.
ومن هنا يقول الفريق السيسي ان مرسي منذ البداية ‘لم يكن رئيسا لكل المصريين بل كان يمثل اتباعه ومؤيديه’.ولم يكن متحفظا في انتقاده للاخوان المسلمين الذين وصفهم اثناء اللقاء بقوله ان ‘ الفكرة التي تجمعهم ليست القومية ولا الوطنية ولا الاحساس بالوطن’. ومع كل هذا فقد اكد الفريق على انه كان مترددا في التدخل ضد مرسي وانه فعل كل ما باستطاعته لمساعدة مرسي في النجاح، قائلا انه مرسي في اكثر من مرة فشل في الاستماع لنصائحه. ومن هنا فقد كان تدخل الجيش ضروريا في ظل الازمة الاقتصادية وانهيار النظام والقانون فلم لم يتدخل الجيش لتحولت التظاهرات التي اندلعت في الثلاثين من حزيران (يونيو) الى ‘الى حرب اهلية’.
الامن لا الجيش
وعن استمرار اعتصامات رابعة العدوية والنهضة قال الفريق السيسي ان قوات الامن وليس الجيش هي التي ستقوم بـ ‘تنظيف’ ساحتي الاعتصام.


وقال في اللقاء ان 30 مليونا خروجوا للشوارع من اجل منحه التفويض الذي طلبه منهم يوم 24 تموز (يوليو) الشهر الماضي للتعامل مع العنف والارهاب، حيث قال ‘هؤلاء الناس ينتظرون مني فعل شيء ما’. وفي الوضع الحالي الذي نتج عن التدخل العسكري، فالجيش هو الذي يقف وراء الحكومة الانتقالية والرئيس المؤقت عدلي منصور.
ويؤكد الفريق السيسي انه وزملاءه من الجنرالات لا نية لهم مواصلة التدخل في السياسة وان خطة الطريق التي طرحها في خطاب عزل مرسي سيتم تنفيذها، حيث سيتم عقد الانتخابات في موعدها المقرر بحضور مراقبين دوليين، وعندما سئل ان كانت له طموحات سياسية قال ان لا طموحات سياسية لديه ولكن عندما كرر السؤال اكثر من مرة قال ان ‘اهم انجاز في حياتي هو التغلب على هذا الظرف، والتأكد من اننا نعيش بسلام والمضي قدما في خطة الطريقة، وتنظيم الانتخابات بدون اسالة اية قطرة من دم مصري’ وختم بالقول ‘عندما يحبك الناس فهذا اهم شيء بالنسبة. ويواجه السيسي وحكومته الا مشكلة الاعتصام حيث تزداد الضغوط الدولية عليهم بتوخي الحذر في التعامل مع احتجاجات مؤيدي مرسي وفي هذا السياق قال محمد البرادعي، نائب الرئيس المؤقت للشؤون الخارجية ان القوة ستكون الخيار الوحيد لفض الاعتصامات في رابعة العدوية والنهضة. وجاءت تصريحاته بعد ان فوضت الحكومة المؤقتة التي يقودها حازم الببلاوي يوم الاربعاء وزارة الداخلية باتخاذ الاجراءات اللازمة لفك الاعتصامات.


اماني ام سياسة
وكان البرادعي يتحدث في مقابلة تلفزيونية اجراها معه التلفاز المصري حيث قال انه سيستخدم كل الوسائل المتاحة لتجنب الاكراه، وان اضطر للقوة فيجب ان تكون بأقل الخسائر. وعلق تقرير في صحيفة ‘نيويورك تايمز′ انه لا يعرف في ظل الوضع السياسي المتشوش الذي تعيشه مصر اليوم حيث تقع القوة الحقيقية بيد الجيش ان كانت تصريحات البرادعي تعبر عن سياسة النظام الجديد ام انها تعبر عن أمال البرادعي الذي يعتبر مع حفنة من المسؤولين اصواتا معزولة في حكومة تستخدم لغة الارهاب عندما تشير الى اعتصام مؤيدي مرسي وداعميهم من الاسلاميين، وقد اكد البرادعي نفسه ان الحل للاعتصامات ليس سياسيا بل وامنيا وعسكريا في الوقت نفسه. وقالت الصحيفة ان اللهجة المولعة بالقتال ليست صفة الوكالات الامنية عندما يتعلق الامر بالاعتصامات بل وبدوائر الحكومة الرزينة ومنها الدبلوماسية في الخارجية المصرية التي وزعت على الصحافيين الاجانب نقاطا وضحت فيها ان هناك ‘ادلة موثقة بشكل جيد’ تظهر ان جزءا كبيرا من التظاهرتين ‘ليس سلميا’. وكان نبيل فهمي وزير الخارجية المصري قد سئل في مؤتمر صحافي يوم السبت ان كانت جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية فاجاب ان ‘لديهم الفرصة لاثبات العكس′. ويرى التقرير ان النقاط التي وزعت هي جزء من الجهود المكثفة التي تبذلها الحكومة للحصول على لنيل الدعم الدولي للحكومة في الخارج. في الوقت نفسه تتواصل الجهود الدولية لاقناع الطرفين للجلوس او حتى تقديم لفتات عن حسن نية، حيث اجتمع ويليام بيرنز، نائب وزير الخارجية الذي زار القاهرة للمرة الثانية منذ عزل مرسي مع ممثبلي من الاخوان المسلمين وكذا المبعوث الاوروبي ببرناندينو ليون. وتدعو منظمات حقوقية منها ‘هيومان رايتس ووتش’ الامريكية الحكومة المصرية المدعومة من الجيش البحث عن وسائل اخرى غير العنف لتفريق المتظاهرين، مؤكدة على لسان نائب مديرها في الشرق الاوسط على حق الناس في التجمع والتظاهر.
مقابلة مع البرادعي


وكان البرادعي قد اخبر لالي ويموث، من ‘واشنطن بوست’ان الحكومة المصرية المؤقتة تحاول تجنب استخدام القوة في التعامل مع المعتصمين ‘القسوة ليست حلا’ كما قال. وركز على اهمية التوصل الى انسجام وتنوع بين المصريين وعدم استبعاد احد. وكرر كلمته المعروفة حيث قال ‘ما نريد ان نفعله الان ومباشرة هو وقف العنف، وهناك الكثير منه، وبعد انجاز هذا فسنذهب مباسشرة للحوار للتأكيد للاخوان المسلمون ان مرسي قد فشل، وهذا لا يعني انه يجب استبعادهم، فيجب ان يظلوا جزءا من العملية السياسية، ويجب ان يكون لهم دور في اعادة كتابة الدستور، والمشاركة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية. فالاخوان عليهم ان يفهموا ان مرسي قد فشل ولكن بامكانهم الترشح للرئاسة فكيف يوضح البرادعي الامر، حيث اجاب ان ‘مرسي فشل ليس لانه من الاخوان المسلمون بل لانه لم يحقق ما وعد. وفي الديمقراطية عندما يخرج 20 مليون للشارع فعليك الاستقالة. وما حدث انتفاضة شعبية رفضت بقاء مرسي في السلطة. ولسوء الحظ لم يكن امام الناس الا الطلب من الجيش كي يتدخل، وعندما خرج الناس للشوارع في 30 يونيو لم يكونوا مهيأين نفسيا للعودة لبيوتهم الا بعد خروج مرسي من السلطة، وكان من الاحسن لو استقال لكنه لم يفعل.
وتساءل ان كان ما حدث انقلابا حيث اجاب انه عندما يخرج 20 مليون يطالبون برحيل مرسي ويتدخل الجيش لمنع حرب اهلية هل تسمي هذا انقلابا؟ طبعا لا، يجيب البرادعي، مضيفا ان ما حدث لم يكن تدخلا عسكريا بالمعنى المعروف، فما حدث هو ان الجيش كان يقدم دعما لثورة شعبية. مشيرا ان الامر يشبه الى حد بعيد الوضع في عهد مبارك بخلاف ان الذين يحكمون هم الاخوان المسلمون والسلفيون، والبلد منقسم اكثر مما كان عليه في عهد مبارك.
ويرى البرادعي ان تدخل الجيش مبررا عندما لم يبق الا جماعة الاخوان المسلمون داعمة لمرسي. مشيرا ان احدا لا يريد عودة العسكر للحكم. وقال البرادعي انه يتحدث مع الفريق طوال الوقت، مؤكدا على اهمية توزيع المهام وان هناك الكثير من مشاعر الغضب والافعال غير المنطقية ولهذا فالجيش له دور في حماية الامن القومي.

 


سنبدأ بالدستور
وقال البرادعي ان عقد الانتخابات التي ادت لفوز الاخوان كان سببه عدم وجود دستور حيث بدأت الثورة بداية خطأ. ومن هنا فبعد عزل مرسي فالحكومة المؤقتة بدأت بالدستور حيث اكد ان العملية الانتقالية من الدستور والانتخابات البرلمانية والرئاسية لن تزيد عن تسعة اشهر. وقال انه لن يترشح للرئاسة حيث يرى ان ‘دوره في وضع مصر على المسار الصحيح قد اكتمل’ مشيرا الى انه ‘يريد ان يكون مدربا او مشرفا بدلا من كونه لاعبا رئيسيا، هذا بعد المرور من المرحلة الانتقالية’. واكد ان مرسي معتقل لحمايته وان هناك اتهامات موجهة ضده، مقترحا مخرجا آمنا لعدد من قادة الاخوان المسلمون ممن لا علاقة لهم بالجرائم الخطيرة، وكل هذا يعتمد على انتهاء العنف وبداية الحوار. وعن المكان الذي سيذهبون اليه قال انه سيكون محل نقاش سواء ظلوا في البلاد ام خرجوا منها. وعندما سئل ان كان يرى امكانية الغاء الاتهامات ضد مرسي،اجاب انه مع العفو طالما لم تكن الاتهامات متعلقة بجرائم خطيرة لان مصير البلد اهم.


وعن المشاعر المعادية لامريكا قال انها جزء من الغضب العام، وبعضها له تبريره، مشيرا ان مرسي كان الرئيس المنتخب وكان من الطبيعي ان تتعامل معه امريكا لكن الاخوان المسلمون فشلوا فشلا ذريعا. وعن سبب فرحة دول الخليج ، السعودية والامارات تحديدا قال ان هذا نابع من كون الاخوان يمثلون تهديدا محتوما على هذه الدول، ونتيجة لهذا فهي تقوم ‘ بدعمنا’ بالمال وهو ‘امر عظيم’.


وعن سبب قبوله منصبا في الحكومة الان بعد رفضه المتكرر اجاب لان البلاد تنهار. وعن السلام مع اسرائيل قال السلام الذي عقدته اسرائيل كان مع مبارك وليس مع الشعب المصري، وفي ظل الوضع الديمقراطي هناك فرصة امامها اي اسرائيل لصناعة سلام مع المصريين وهذا يقتضي تعديلا لموقفها من الفلسطينيين.