آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-01:25ص

دولية وعالمية


عشرات آلاف الإسلاميين يتظاهرون في تونس دفاعًا عن حكومتهم

الأحد - 04 أغسطس 2013 - 05:48 ص بتوقيت عدن

عشرات آلاف الإسلاميين يتظاهرون في تونس دفاعًا عن حكومتهم
يأتي هذا التحرك في الوقت الذي يخوض فيه الجيش مواجهة عسكرية واسعة النطاق في منطقة قريبة من الحدود مع الجزائر يتحصن فيها مسلحون اسلاميون متشددون كمنوا لعناصره هذا الاسبوع وقتلوا ثمانية منهم وسرقوا اسلحتهم ولباسهم النظامي بعدما ذبحوا خمسة منهم

تونس ((عدن الغد)) إيلاف

تظاهر عشرات الاف الاسلاميين ليل السبت في تونس العاصمة للدفاع عن حكومتهم في وجه الاصوات التي تعالت ضدها تطالبها بالاستقالة بعد تعرض قيادي معارض للاغتيال في جريمة اتهمت المعارضة حركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم بالتورط فيها.

 

ويأتي هذا التحرك في الوقت الذي يخوض فيه الجيش مواجهة عسكرية "واسعة النطاق" في منطقة قريبة من الحدود مع الجزائر يتحصن فيها مسلحون اسلاميون متشددون كمنوا لعناصره هذا الاسبوع وقتلوا ثمانية منهم وسرقوا اسلحتهم ولباسهم النظامي بعدما ذبحوا خمسة منهم.

 

واكدت حركة النهضة ان حوالى 200 الف شخص شاركوا في التظاهرة التي دعت اليها ليل السبت في ساحة القصبة حيث مقر الحكومة للدفاع عن السلطة والتنديد بالاغتيالات السياسية. ولم تعط الشرطة من جهتها اي تقديرات لاعداد المشاركين في التظاهرة، الا ان مراسلي وكالة فرانس برس اكدوا مشاركة عشرات الالاف فيها.

 

والقى راشد الغنوشي راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة كلمة امام المتظاهرين اكد فيها ان "اولئك الذين ظنوا انهم بامكانهم استيراد الانقلاب المصري مخطئون"، في اشارة الى عزل الجيش المصري الرئيس الاسلامي محمد مرسي.

 

واضاف الغنوشي انه "في الديموقراطيات الحكومات لا تتغير الا بالانتخابات ولذلك اذا كان المصريون لم يصبروا على مرسي-الله يفرج كربه- اربع سنوات حتى تأتي الانتخابات فان التونسيين المعارضين للسلطة وللنهضة وللترويكا ليسوا محتاجين للانتظار اربع سنوات، بل عليهم ان ينتظروا اربعة اشهر فقط، واذا ارادوا ان ننظم استفتاء غدا فلننظم استفتاء غدا".

 

واضاف الغنوشي ان المجلس الوطني "التأسيسي خط احمر وتغيير رئيس الحكومة خط احمر ايضا". وقبل ساعات من التظاهرة جدد رئيس الحكومة علي العريض رفضه الدعوات التي تطالب باستقالته وبحل المجلس الوطني التأسيسي، مؤكدا في مؤتمر صحافي استعداده لتوسيع الحكومة واجراء انتخابات في 17 كانون الاول/ديسمبر.

 

وقال "نحن مستعدون لمناقشة كل المقترحات الخاصة بالحكومة شريطة ان يكون هناك ضمان للتصدي المجدي لظاهرة الارهاب والنهوض بالوضع الاقتصادي وتهيئة الظروف المثلى لانهاء المسار الانتقالي في افضل الظروف وفي اسرع الاوقات".

 

ومنذ اغتيال محمد البراهمي (58 عاما) النائب المعارض الذي قتل بالرصاص في 25 يوليو/تموز الماضي امام منزله في العاصمة تونس تطالب المعارضة بحل الحكومة والمجلس التاسيسي (البرلمان) المنبثق عن انتخابات 23 اكتوبر/تشرين الاول 2011 وتشكيل "حكومة انقاذ وطني".

 

ورفضت حركة النهضة هذه المطالب واقترحت بالمقابل "توسيع" الحكومة وتشكيل حكومة "وحدة وطنية". وتاججت الازمة السياسية في تونس إثر مقتل 8 عسكريين الاثنين الماضي في كمين نصبه لهم مسلحون مجهولون في جبل الشعانبي بولاية القصرين (وسط غرب) على الحدود مع الجزائر. وفي مقابل تظاهرة الاسلاميين الحاشدة تجمع ككل مساء الاف المعارضين امام مقر المجلس التأسيسي في تظاهرة مسائية يشاركون فيها كل مساء بسبب الصوم في رمضان.

 

والسبت اعلن مناهضو النهضة انهم يحضرون لتظاهرة حاشدة في السادس من الجاري في ذكرى مرور ستة اشهر على اغتيال شكري بلعيد، المعارض الاخر الذي اغتيل بنفس الطريقة التي اغتيل بها البراهمي وبنفس السلاح حتى، كما اعلنت السلطات. واغتيال بلعيد الذي اتهمت المعارضة حركة النهضة ايضا بالتورط فيه، ادى في الماضي الى اسقاط الحكومة السابقة التي كانت تقودها النهضة ايضا.

 

وفي تصريح لفرانس برس قالت كريمة سيود احدى 60 نائبا يطالبون بحل المجلس التأسيسي ان "المعارضة لا تريد السلطة بل انهاء المرحلة الانتقالية بحكومة انقاذ وطني. في الوضع الراهن لا يمكن اجراء انتخابات حرة ونزيهة".

 

من ناحية اخرى وعلى صعيد العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش في جبل الشعانبي، رفض رئيس الحكومة اعطاء اي تفاصيل عن مجريات هذه العمليات البرية والجوية التي انطلقت ليل الخميس الجمعة، داعيا مجددا الى "الوحدة الوطنية" في مواجهة الارهاب. امنيا، استمر مسلسل الحوادث المرتبطة بـ"متدينين متشددين"، وفي هذا الاطار اعلنت السلطات احباط محاولة اغتيال سياسي في منطقة سوسة (140 كلم جنوب العاصمة).

 

وقالت وزارة الداخلية انه بناء على معلومات استخباراتية مؤكدة احبطت الوحدات المختصة في الوزارة "عملية اغتيال سياسي في جهة سوسة كانت تستهدف احدى الشخصيات البارزة صبيحة يوم الجمعة".

 

ونقلت وكالة الانباء الرسمية عن المتحدث باسم الوزارة محمد العروي قوله ان "الوحدات الامنية تمكنت من ايقاف ارهابيين اثنين خطيرين جدا في مرحلة اولى ثم قامت في مرحلة ثانية بمداهمة الارهابي الثالث" الذي اطلق النار على عناصر قوة المداهمة.

 

وكان العروي قال لفرانس برس في وقت سابق السبت ان تونس لا تواجه تهديدا "محددا" بهجمات "ارهابية" نافيا العثور على قنبلة موقوتة في حي راق بالعاصمة تونس. والجمعة قتل سلفي "متشدد" واصيبت زوجته بجراح خطيرة عندما انفجرت في وجهه عبوة كان بصدد تحضيرها داخل منزله في مدينة الجديدة من ولاية منوبة (شمال شرق) بحسب وزارة الداخلية.

 

والخميس اعتقلت الشرطة في منزل بورقيبة من ولاية بنزرت (شمال شرق) "عنصرا متشددا كان يقوم بإعداد بعض المواد المتفجرة وتعرض أثناء تجربتها إلى (انفجار أدى ألى) بتر يده" بحسب الوزارة. وأثارت الحوادث مخاوف المواطنين من اقدام متشددين دينيين على تفجير قنابل او عبوات يدوية الصنع في اماكن عامة.