آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-03:45م

دولية وعالمية


عادت الاغتيالات السياسية إلى تونس فانتكست السياحة

الأربعاء - 31 يوليه 2013 - 05:41 ص بتوقيت عدن

عادت الاغتيالات السياسية إلى تونس فانتكست السياحة
الوضع الأمني في تونس شهد تدهورا خطيرا في الأيام الاخيرة وهو ما سيؤثّر حتما على الاقتصاد

تونس ((عدن الغد)) إيلاف

استبشرت تونس في الفترة الأخيرة بما حققه القطاع السياحي من انتعاشة على مستوى عدد السياح والليالي المقضاة إلى جانب تطور الحجوزات نحو الوجهة التونسية حتى تجاوزت نسبة العائدات ما تم تحقيقه في نفس الفترة من السنة الماضية.

 

لكن حادثة اغتيال الناشط السياسي المعارض محمد البراهمي ألقت بظلالها على السياحة التونسية، وهددت ما تبقى من الموسم.

 

تطور طفيف

كان وزير السياحة التونسي جمال قمرة أعلن عن تحقيق السياحة ارتفاعا طفيفا ولكنه دالّ في النصف الأول من العام الحالي، وذلك مقارنة بنفس الفترة من الموسم الماضي 2012، إذ تم تجاوز أحداث السفارة الأميركية في ديسمبر 2012 واغتيال شكري بلعيد في فبراير 2013، مشيرا إلى أنّ مؤشرات السياحة سجلت ارتفاعا بنسبة 3.4%.

 

أضاف وزير السياحة أنّ عائدات القطاع السياحي بلغت في النصف الأول من العام الحالي نحو 1.4 مليون دينار محققة نموا بنسبة 0.2% مقارنة بنفس الفترة في سنة 2012 مشيرا إلى أن عدد السياح حتى 20 يونيو الماضي بلغ 2.4 مليون سائح مسجلا ارتفاعا بنسبة 3.4% مقارنة بنفس فترة العام الماضي وبلغ عدد الليالي المقضاة حدود 10 ملايين ليلة.

 

وسجلت السوق الانكليزية ارتفاعا في عدد السياح البريطانيين الذين زاروا تونس خلال النصف الأول من العام الحالي بنسبة 27% و كذا عدد السياح من الجنسيات الألمانية والروسية على عكس السوق الفرنسية التي سجلت انخفاضا بلغ 30% في بداية الثورة التونسية بينما انحدر إلى 17% خلال النصف الأول من العام الجاري.

 

وأكد وزير السياحة جمال قمرة التعويل على زيارة الرئيس الفرنسي هولاند في بداية الشهر الجاري والتي كانت مناسبة للترويج للسياحة التونسية حتى تستعيد مكانتها باعتبارها سوقا تقليدية تعتمد عليها السياحة.

 

وتوقع الوزير تسجيل 7 ملايين سائح خلال العام الجاري مقابل 6 ملايين تقريبا خلال 2012.

 

وكانت وزارة السياحة أطلقت حملة ترويجية موسعة تهدف إلى الترويج للسياحة التونسية في عديد الأسواق التقليدية والجديدة تحت شعار "عالسلامة"، واشتملت الحملة الترويجية على كافة النقاط الحدودية والمطارات وفي بلدان أخرى.

 

اغتيال البراهمي

إذا كانت كل المؤشرات تؤكد التحسّن الذي طرأ على القطاع السياحي في السداسي الأول من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، وهو ما أشاع بعض الارتياح لدى الحكومة، فإنّ اغتيال الناشط السياسي محمد ابراهمي يوم الاحتفال بعيد الجمهورية إلى جانب العملية الإرهابية التي جدّت في جبل الشعانبي وراح ضحيتها 8 جنود تونسيين، تلقي بظلالها على الوضع السياسي والأمني العام في تونس.

 

أوضح الخبير الاقتصادي عبدالجليل البدوي في هذا السياق أنّ اغتيال محمد البراهمي وعملية قتل 8 جنود في جبل الشعانبي سيكون لهما تأثير كبير على الوضع العام بالبلاد وخاصة على السياحة التونسية حيث ينتظر إلغاء عديد الحجوزات من طرف وكالات سياحية عالمية.

 

انتكاسة مرتقبة

أضاف البدوي في تصريح لـ"إيلاف" أنّ الموسم السياحي شهد تراجعا كبيرا فنسبة الامتلاء خلال شهر رمضان في مختلف المناطق السياحية لم تتجاوز 40%، وأكد أنه في صورة إصدار تحذيرات من سفارات أجنبية في تونس لرعاياها فسيكون التأثير كبيرا على الموسم السياحي أكبر وقد تلغى حينها عديد الحجوزات ويغير السياح وجهتهم.

 

وكان الإتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة نقابية في تونس) أعلن الإضراب العام يوم الجمعة الماضي بعد حادثة اغتيال محمد البراهمي وهو ما كان له عميق الأثر على سير رحلات الخطوط الجوية التونسية التي ألغت كل رحلاتها من وإلى تونس إلى جانب عديد الخطوط العالمية.

 

وأعلنت بريتش آر ويز عن إلغاء رحلتها إلى تونس وهو ما أدخل إرباكا على حركة السياح البريطانيين المتجهين إلى تونس لقضاء عطلتهم في إحدى المناطق السياحية الجميلة في الحمامات أو سوسة أو جربة أو نابل وغيرها من المناطق الأثرية والصحراوية التونسية.

 

وأفادت تقارير أنّ نحو 55 ألف سائح بريطاني زاروا تونس خلال الشهر الماضي مسجلين زيارة في نسبة السياح البريطانيين بنحو 46%.

 

تأثير كارثي

وأشار الخبير الاقتصادي حسين الديماسي أنّ تأثير اغتيال السياسي محمد البراهمي كبيرة جدا على الاقتصاد التونسي حيث تكلف الإضراب الذي أعلنه الإتحاد العام التونسي للشغل نحو 200 مليون دينار وهو في حدود 500 ألف دينار اعتبارا لتعطل العمل خلال ثلاثة أيام وهي ضربة موجعة لاقتصاد ما يزال هشا.

 

وكان تأثير الإضراب كبيرا على القطاع السياحي بعد أن تعطلت حركة الطيران يوم الإضراب وهو ما كان وراء إلغاء عديد الحجوزات نحو تونس إضافة إلى تبعات أخرى أثرت على الاقتصاد.

 

من جانبه أكّد الشاذلي العياري محافظ البنك المركزي في مقابلة مع جريدة لوموند الفرنسية أنّ الاقتصاد التونسي لم يحقق النموّ المنشود خلال الثلاثي الأول من السنة الحالية حيث لم يتجاوز 2.7% مبرزا أنّ القطاع السياحي كان "غائبا".

وشدد على أنّ تجاوز الاضطرابات وهاجس انعدام الأمن سيكون لهما تأثير كبير على نسبة النمو التي قد تتجاوز ما حققته خلال 2012.

 

هاجس الأمن

أبرز حسين الديماسي في تصريح لـ"إيلاف" أنّ الاقتصاد التونسي بكل مكوناته، سياحية أو غيرها، لا يمكن أن يشهد تحسنا واضحا إذا لم تعمل الحكومة من أجل إيقاف نزيف الاغتيالات.

 

وقال إنّ على الحكومة التونسية في هذه الفترة بالذات أن تضع أمامها هاجسا واحدا يتمثل أساسا في تحسين الوضع الأمني، لأنه بدون وضع أمني مستقر لا يمكن الحديث عن اقتصاد وسياحة واستثمار.

 

وكان رئيس الحكومة علي العريض أكد خلال ندوة في شهر أبريل الماضي تحت شعار "التحديات والإشكاليات الراهنة أمام السياحة في إفريقيا"  أنّ وضع السياحة التونسية مقترن بتطورات الأحداث في البلاد.

 

*من محمد بن رجب