آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-07:56م

دولية وعالمية


انتقادات تطال هيئة أركان الجيش الحر بعد سقوط حي الخالدية بحمص

الثلاثاء - 30 يوليه 2013 - 05:11 م بتوقيت عدن

انتقادات تطال هيئة أركان الجيش الحر بعد سقوط حي الخالدية بحمص
جانب من الدمار الكبير الذي لحق بحي الخالدية في مدينة حمص التي أعلن النظام سيطرته عليها أمس

(عدن الغد)الشرق الاوسط

أثارت الأنباء عن سيطرة الجيش النظامي على حي الخالدية بحمص أمس، موجة انتقادات طالت هيئة أركان الجيش السوري الحر التي يرأسها اللواء سليم إدريس، على خلفية اتهامات للأخيرة بعدم إمداد المقاتلين المحاصرين بالسلاح وتقاعس كتائب الريف في تلبيسة والرستن عن المشاركة في المعركة.

وأعلن التلفزيون الرسمي السوري أمس، سيطرة القوات النظامية على كامل حي الخالدية الاستراتيجي في حمص، وذلك بعد شهر من بدء حملة عسكرية طالت أحياء المدينة القديمة حيث يتحصن مقاتلو المعارضة. ونقلت وكالة «سانا» الرسمية عن مسؤول عسكري في الجيش النظامي قوله «إنه تمت إعادة الأمن والاستقرار إلى كامل حي الخالدية بعد أن قضت وحدات من جيشنا الباسل على آخر تجمعات الإرهابيين وأوكارهم وفككت عشرات العبوات الناسفة التي زرعوها في المنازل والشوارع العامة». وأضاف المصدر أنه «تم تدمير عدد من أوكار وتجمعات المجموعات الإرهابية المسلحة في أحياء القرابيص والورشة وجورة الشياح بما فيها من أسلحة وذخيرة وإرهابيين». وخصص التلفزيون تغطية مباشرة لما سماه «انهيار قلعة الإرهابيين في الخالدية واتساع رقعة النصر»، عارضا لقطات من الحي أظهرت دمارا كبيرا يغطي الطرق، وجنودا من الجيش النظامي يرفعون شارات النصر والأعلام السورية. وهتف بعضهم «بالروح بالدم نفديك يا بشار»، في تحية إلى الرئيس السوري بشار الأسد.

بدوره، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «اشتباكات هي الأعنف تدور في حي الخالدية منذ بدء الحملة العسكرية على الأحياء المحاصرة، بين القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني مدعومة بعناصر من حزب الله من جهة، والكتائب المقاتلة من جهة أخرى»، موضحا أن الاشتباكات تتركز في شمال الحي وبعض الأجزاء الشرقية منه، وتتزامن مع قصف عنيف براجمات الصواريخ من القوات النظامية التي تضغط بقوة كبيرة في محاولة للسيطرة على الخالدية.

وتعتبر سيطرة النظام على هذا الحي خسارة استراتيجية للمعارضة إذ سيتمكن النظام من خلال السيطرة على الخالدية من عزل الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة لا سيما في حمص القديمة، وإحكام الطوق عليها تمهيدا لاستعادة كامل المدينة.

وفي هذا السياق، حمل ضباط منشقون هيئة أركان الجيش الحر مسؤولية تقدم النظام في مدينة حمص، حيث أشار أحد هؤلاء الضباط الذي رفض الكشف عن اسمه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «السبب الرئيس لسقوط حي الخالدية هو عدم إرسال هيئة أركان (الحر) السلاح للكتائب التي تقاتل داخل حمص»، موضحا أن «الكثير من كميات الأسلحة يتم تخزينها على المناطق الحدودية ولا توزع على الكتائب المقاتلة بشكل عادل». وقال إن «كتائب تلبيسة والرستن لم تؤازر مقاتلي حمص لأنهم على خلاف معهم والسبب في ذلك يرجع إلى هيئة الأركان التي ترسل السلاح إلى طرف وتهمل طرفا آخر. ولفت المصدر إلى «وجود الكثير من سرقات السلاح التي تحصل من دون أن تتمكن هيئة الأركان من ضبطها»، مشددا على أن «الفساد الموجود في الجيش النظامي انتقل إلى صفوف الثورة فتحولت القيادة إلى مجموعة من العائلات حيث يعين كل ضابط أفراد عائلاته في المناصب العسكرية دون أن يكون لديهم حد أدنى من الخبرة». وكشف الضابط المنشق أن «الكثير من المعارك تعلن عنها هيئة الأركان لتنسحب لاحقا وتورط الكتائب في ميدان المعركة تاركة إياهم دون إمداد عسكري، الأمر الذي تسبب بمقتل المئات من عناصر الجيش الحر».

ويأتي التقدم في الخالدية بعد نحو شهرين من سيطرة النظام مدعوما بعناصر من حزب الله على منطقة القصير الاستراتيجية في ريف حمص، والتي بقيت تحت سيطرة المعارضة لأكثر من عام، إضافة إلى سقوط منطقة تلكلخ التي أشيعت أنباء عن تسليمها من قبل قيادات الجيش الحر الموجودة فيها إلى القوات النظامية.

في المقابل، ينفي الناطق باسم المجلس العسكري الأعلى في الجيش الحر قاسم سعد الدين سقوط حي الخالدية مشيرا لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الجيش النظامي دخل الأطراف الغربية من الحي ولم يتمكن من السيطرة عليه لا سيما بعد تفخيخه من قبل الثوار».

وفي حين أقر سعد الدين، بتقاعس كتائب الريف في حمص عن دعم مقاتلي المعارضة المحاصرين في المدينة، أشار إلى أن سبب ذلك نقص السلاح وليس شيئا آخر. وأوضح أن هيئة الأركان لا تقطع الدعم عن أي كتيبة عسكرية أثناء معاركها مع النظام لكن بعض الكتائب تتخذ قرار المعركة دون تخطيط أو تنسيق مسبق الأمر الذي يؤدي إلى نتائج ميدانية سيئة.

في موازاة ذلك، أعلن الجيش الحر سيطرته على مبنيين قرب فرع المخابرات الجوية في حلب، وسط اشتباكات عنيفة. وأفادت شبكة حلب نيوز المعارضة أن جميع عناصر فرع المخابرات الجوية التي كانت بالقرب من الفرع قد انسحبوا من مواقعهم.

وفي دمشق، تمكن الجيش الحر من تدمير كاسحة ألغام خلال مواجهات مع القوات النظامية على طريق مشفى تشرين في حي برزة بدمشق، بحسب شبكة سوريا المجد. كما أوضحت شبكة «أخبار دمشق» المعارضة أن كتائب الحر قامت بالتصدي لمحاولة القوات النظامية اقتحام حي برزة الدمشقي، في حين، أفادت شبكة «‏شام» الإخبارية أن «معارك ضارية اندلعت على عدة محاور من مخيم اليرموك بدمشق بين الجيش الحر والقوات النظامية، وسط قصف عنيف بقذائف الهاون».

وتزامن ذلك مع عملية واسعة في الريف الشرقي لدرعا ينفذها الجيش الحر في إطار ما سمي «معركة بدر - حوران» لاستعادة السيطرة على بلدة خربة غزالة التي تقع على الطريق الدولي بين دمشق ودرعا المتاخمة للحدود مع الأردن.

وفي المقابل نفى ناشطون في حمص لـ«الشرق الأوسط» سيطرة قوات النظام بشكل كامل على حي الخالدية، وقالوا: «إن الاشتباكات لا تزال متواصلة في حي الخالدية»، ووصفوا الوضع هناك بأنه «حرج وصعب للغاية»، إلا أن «معنويات المقاتلين مرتفعة جدا». ولفتوا إلى أن قوات النظام مدعومة بمجموعات من حزب الله اللبناني تعتمد على «طريقة الأرض المحروقة للتوغل في حي الخالدية وإحكام الطوق على المناطق المحاصرة في حمص القديمة، حيث يتم تدمير أبنية بكاملها باستخدام قنابل فراغية وسلاح ثقيل بشكل يجبر المقاتلين على الانسحاب، وهي الطريقة ذاتها التي استخدمت في معركة القصير»، كما أفادوا عن تنفيذ الطيران الحربي التابع لقوات النظام عدة غارات على حي باب هود جنوب الخالدية. كما قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن «الجيش الحر قتل ثلاثة عشر عنصرا من قوات النظام وميليشيات حزب الله في الخالدية بحمص».

وفي التطورات الميدانية في دمشق العاصمة أعلن اللواء الأول بدمشق كتيبة دمشق عاصمة الأمويين بالاشتراك مع لواء الإسلام كتيبة راية الإسلام، التصدي لمحاولة تسلل لقوات النظام والشبيحة من جهة الشرطة العسكرية في حي برزة، شرق العاصمة، وتم «تدمير دبابة وأسر عدد من الشبيحة وقتل عدد منهم»، وذلك بينما تتواصل الاشتباكات في الحجر الأسود جنوب دمشق، وفي محيط طريق مطار دمشق الدولي في الغوطة الشرقية، التي تعرضت يوم أمس لقصف عنيف.

وفي محلة السيدة زينب جنوب شرقي دمشق قال معارضون إن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وقوات النظام مدعومة بميليشيات شيعية من حزب الله ولواء أبو الفضل العباس على محور سوق الخضار. وأفاد المركز الوطني السوري للإعلام بأن الجيش الحر سيطر على المطاحن على طريق مطار دمشق الدولي - الغوطة الشرقية بعد معارك مع قوات النظام وأبو الفضل العباس.