آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-02:47م

دولية وعالمية


الإسلاميون مستمرون في التظاهر ومستعدون للتفاوض مع ضمان إشراكهم في السلطة

الثلاثاء - 30 يوليه 2013 - 02:23 ص بتوقيت عدن

الإسلاميون مستمرون في التظاهر ومستعدون للتفاوض مع ضمان إشراكهم في السلطة
سلفيون غاضبون في رابعة العدوية

((عدن الغد)) إيلاف



"مجزرة المنصة" مصطلح جديد لفصل من فصول الأزمة السياسية والأمنية الحادة التي تشهدها مصر، إذ قتل نحو 90 متظاهرًا من معتصمي رابعة العدوية بالقرب من النصب التذكاري في طريق النصر في اشتباكات مع قوات الشرطة.

وتدفقت الجثث على مشرحة زينهم في القاهرة، التي اكتظت بالعائلات التي تحمل قتلاها للخروج بهم إلى الجنازات، في حين دخل من أبواب أخرى مزيد من الجثث، التي تاهت بين الفوضى ومشاعر الخوف والغضب.

وقال المحامي إسلام طاهر، الذي وقف خارج المشرحة: "لو كانت هذه جثث حيوانات، كان الناس سيهتمون لأمرها"، مشيرًا إلى مشاعر عدم المبالاة السائدة لدى الرأي العام المصري بشأن أنصارمرسي. وأضاف: "لكن لأن هذه الجثث تعود إلى إسلاميين مناصرين لمرسي، فإن أحدًا لا يهتم".

في المشرحة
يوم الجمعة 28 حزيران (يونيو)، اتجه طاهر مع صديق طفولته محمد فهمي، البالغ من العمر 28 سنة، وهو خريج تجارة عاطل عن العمل، إلى الاعتصام في رابعة العدوية شرق القاهرة، حيث وقعت المجزرة يوم السبت الماضي.

يوم الأحد، بعد شهر بالضبط، وصل كلاهما معًا إلى مشرحة زينهم، لكن هذه المرة كان فهمي جثة هامدة في تابوت بني اللون، بعدما أصيب في صدغه الأيمن بنيران الشرطة. قال طاهر وهو ينظر إلى صور صديقه المأخوذة على هاتفه قبل ساعات من وفاته: "كنا نسير معًا، وفجأة أصيب برصاصة اخترقت الجزء الأمامي من رأسه، وخرجت من الجانب الآخر". واضاف: "لم يكن لديه أي سلاح، خرج بصدره العاري فقط".

وأشارت صحيفة غارديان البريطانية إلى أن المسؤولين المصريين يصرون على أن المتظاهرين أطلقوا النار أولًا، ما اضطر الجيش للتدخل والرد. لكن المحتجين يتهمون الجيش بحمام الدم، معتبرين أن الدولة تتستر على ما حدث. وقال أحدهم إن السلطات لم تسمح له بتسجيل وفاة شقيقه أشرف حجازي، على أنه قتل بيد الشرطة، قال: "طلبت منهم تسجيل وفاته على أنها جريمة قتل على أيدي الشرطة، لكنهم أرغموني على اتهام مصادر مجهولة".

المطلوب ضمانات
يقول حازم حسام، أحد المسؤولين في مشرحة زينهم: "لم يكن لدينا ما يكفي من المساحة في الثلاجات لتتسع لكل الجثث"، مشيرًا إلى أن الجثث كانت مرمية في الأرض، واضطروا لتشريحها أرضًا، وأحيانًا طلبوا مساعدة الأهل لتشريح جثث أبنائهم في موقف صعب وجنوني.

وفي ميدان رابعة العدوية، حيث تقام التظاهرات الداعمة لمرسي منذ الشهر الماضي، قال المحتجون إن الهجوم عزز قوتهم وزاد عزمهم. وقال عبدالرحمن الداعور، وهو أحد المتحدثين في ميدان رابعة العدوية: "لن نغادر إلى أي مكان، إما الحرية أو الموت، فنحن لن نعيش في بلد بلا حرية". أضاف: "كما وقفنا في ميدان التحرير بعد معركة الجمل في العام 2011، فإننا سوف نحمي ميدان رابعة الآن"، مشيرًا إلى أن الاحتجاجات ستستمر بالتوازي مع الجنازات التي تقام للمتظاهرين.
 

قال خليل العناني، الخبير في الإسلام السياسي والأكاديمي من جامعة دورهام، لصحيفة غارديان إن مجزرة رابعة العدوية ستجعل أنصار مرسي أكثر تصميمًا على البقاء في الشوارع إلى أن يحصلوا على تأكيدات تضمن سلامة الإسلاميين على المدى الطويل.

أضاف: "ما حدث في رابعة سيغير المعادلة إلى حد ما لجعل الإسلاميين يسعون إلى المزيد من الضمانات بأن الوضع لن يعود كما هو عليه في عهد مبارك، وما سمعته هو أنهم على استعداد للتفاوض على كل شيء، ولكن مع ضمانات إشراكهم في السلطة، لأن ذلك هو السبيل الوحيد ليشعروا بأنه باستطاعتهم تجنب أي حملة ضدهم"