آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:59ص

دولية وعالمية


سوريا لم تعد دولة واحدة إنما ثلاثة!

الإثنين - 29 يوليه 2013 - 07:49 م بتوقيت عدن

سوريا لم تعد دولة واحدة إنما ثلاثة!
عناصر من الجيش السوري الحر في حي صلاح الدين في حلب

سوريا ((عدن الغد)) إيلاف

في غياب قدرة أي من الطرفين السوريين المتحاربين على حسم المعركة لصالحه، يتجه القتال في سوريا إلى تكريس خطوط تماس هي بمنزلة الحدود بين دويلات ثلاثة، ساحلية بيد الأسد، وداخلية بيد الثوارـ وشمالية غربية هي غرب كردستان.

 

زياد وعمار وزكريا سوريون، لكن بعد 29 شهرًا على الانتفاضة وانزلاق بلدهم إلى حرب أهلية طاحنة، تبدو مدنهم التي كانت متشابهة في السابق كأنها مدن تنتمي إلى ثلاث دول مختلفة. فإن زياد من مدينة طرطوس الساحلية في شمال غرب سوريا، التي تغطي شوارعها ملصقات تمجد الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وتقع مدينة عمار في محافظة دير الزور، التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة شرقي سوريا. وفي بلدة زكريا شمال غربي سوريا، يتعلم اطفال المدارس اللغة الكردية التي كانت ممنوعة حتى الآونة الأخيرة، بعد أن كان النظام يفرض تعليمهم باللغة العربية.

 

تفكك تدريجي

يلاحظ مراقبون أن سوريا تتفكك تدريجيًا إلى ثلاث دول. فإن زمام المبادرة انتقل أخيرًا إلى قوات الأسد، لكنها غير قادرة على حسم الحرب لصالح النظام، فلجأت بدلًا من ذلك إلى احكام قبضتها على غرب البلاد. ومن دمشق وحمص إلى حماه واللاذقية، يعمل النظام على اقتطاع دولة ساحلية بحسب تعبير مجلة إيكونومست، مشيرة إلى أن قوات المعارضة تفعل الشيء نفسه في حوض الفرات الذي يمتد من تركيا إلى العراق، مخترقًا صحراء مفتوحة.

 

في 22 تموز (يوليو)، سيطرت قوات المعارضة على بلدة خان العسل القريبة من مدينة حلب المنقسمة بين قوات النظام والمعارضة. ومع تنامي قوة الجماعات الاسلامية المتطرفة في صفوف المعارضة المسلحة، تتزايد الشائعات والمخاوف من نية الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في إعلان دولة دينية تطبق الشريعة، كما يفهمها التكفيريون لا سيما أن أعلام القاعدة تخفق بالفعل فوق إمارات صغرى. وفي الشمال الشرقي، تستغل جماعات كردية مسلحة فوضى الحرب الأهلية لممارسة الحكم الذاتي في المنطقة التي تسكنها أغلبية من الأكراد الذين عانوا طويلًا من اضطهاد النظام.

 

واعلن حزب الاتحاد الديمقراطي، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، اعتماد دستور وخطة لانتخاب مجلس يدير المنطقة التي تسميها هذه الجماعات "غرب كردستان". وكانت هذه الجماعات تولت منذ عام ضبط المنطقة وفي اوائل تموز (يوليو)، طردت الجهاديين من بلدة راس العين الحدودية.

 

تكريس الحدود

في هذه الأثناء، تكتسب خطوط الجبهة طابعًا ثابتًا يكرس حدود الدويلات الثلاث رغم أن المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة تضم مدنا تسيطر عليها قوات النظام. ورغم أن حلفاء المعارضة، مثل الولايات المتحدة، ليسوا بسخاء حلفاء النظام مثل ايران وروسيا، فإن قوات المعارضة تواصل القتال بعناد مع ان الاسلحة تصلها بكميات محدودة. وسيواجه النظام صعوبة بالغة في استعادة المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون رغم نجاحه في صد هجمات المعارضة في المناطق المتنازع عليها.

 

وتسند جيش النظام قوات الدفاع الوطني، وهي ميليشيا شكلها النظام ودربتها ايران. وتباطأت الانشقاقات في صفوف الجيش النظامي منذ العام 2012. وأكد هذا الطريق المسدود وحالة التعادل بين قوات النظام والمعارضة الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة، الذي طرح في 22 تموز (يوليو) عددًا من الخيارات للتدخل في سوريا، واشار إلى انها كلها خيارات صعبة.

 

وقال القائد الاميركي إن فرض منطقة حظر جوي سيكلف الولايات المتحدة مليار دولار في الشهر، ويمكن أن يجرها إلى حرب شاملة، وتنفيذ خطة الولايات المتحدة لإرسال اسلحة خفيفة إلى المعارضة بهدف توحيد فصائلها الوطنية المعتدلة لم يبدأ حتى الآن. ونقلت مجلة ايكونومست عن محلل في واشنطن قوله: "ان التخطيط ما زال في مراحل مبكرة على نحو يثير السخرية"، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لم تدخل حتى الآن في تفاصيل ابتدائية مثل "مَنْ، وأين وماذا ومتى"، على حد تعبيره.

 

ويتفق العديد من المحللين على أن سوريا كدولة واحدة لم تعد قائمة، لافتين إلى أن مناطق مختلفة تطبق انظمة قانونية مختلفة تمتد من القوانين السورية القديمة إلى الشريعة أو انعدام القانون اصلا. وانقسم الاقتصاد إلى اقتصادات محلية تعتمد على أنشطة جديدة ترتبط بالحرب. وترتفع اعلام مختلفة فوق مباني الجهاز الاداري إذا كانت لم تزل قائمة.