آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-12:32م

دولية وعالمية


رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: الحرب في سوريا ستطول وستتسع لتصبح بين ثلاثة أطراف

الخميس - 25 يوليه 2013 - 12:25 م بتوقيت عدن

رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: الحرب في سوريا ستطول وستتسع لتصبح بين ثلاثة أطراف
الجنرال أفيف كوخافي رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)

تل أبيب(عدن الغد)«الشرق الأوسط»:

بعد أيام من زيارته للولايات المتحدة، أطلق رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، الجنرال أفيف كوخافي، تصريحات يعبر فيها عن قلق جيشه الشديد من التطورات المتلاحقة في سوريا وبقية دول الجوار، اعتبر فيها أن الحرب الأهلية الحالية حاليا بين جيش النظام وبين المعارضة في سوريا «سوف تطول كثيرا جدا، ربما سنوات. وستتسع لتصبح بين ثلاثة أطراف، حيث إن تنظيمات القاعدة والجهاد الإسلامي العالمي تشن حربا ضد نظام بشار الأسد وأيضا ضد المعارضة العلمانية والقوى الدينية المعتدلة».

 قال إن تل أبيب قد تجد نفسها في حرب على أربع جبهات

وكان كوخافي قد زار الولايات المتحدة، وفقا لمصادر عسكرية إسرائيلية، بهدف اطلاعها على الأوضاع الجديدة في سوريا ولبنان وسيناء وقطاع غزة. وحسب تلك المصادر فإنه قال، إن هناك ضرورة ملحة بأن يتغير التكتيك الغربي إزاء التطورات، مؤكدا أن إسرائيل من جانبها بدأت تلائم نفسها لمواجهة التحديات الجديدة. واستغل كوخافي خطابه أمام فوج من الضباط خريجي مدرسة الاستخبارات العسكرية، الليلة قبل الماضية، لكي يتحدث عن تلك التطورات، فقال إن هناك تطويرا في أهداف تنظيمات «الجهاد» تجاه سوريا، ولم يعودوا يطلبون إسقاط نظام الأسد فحسب، بل يريدون تحويل سوريا إلى دولة سلفية على طريقة أفغانستان ما قبل عهد كرزاي.

 

 وقال إن هذا التطور مقلق للغاية، خصوصا في الأسابيع الأخيرة، حيث بدأنا نرى تدفقا غير عادي لقوات من حركة طالبان الأفغانية – الباكستانية وبينهم متطوعون من اليمن وغيرها، تحط في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الشام العراق وتنظيم النصرة ويتسلل بعضها إلى منطقة الجولان، على مقربة من حدود فك الارتباط مع إسرائيل.

 

ولمح كوخافي أن إسرائيل قد تصبح طرفا رابعا في الحرب في سوريا، إذ قال إن تنظيم الجهاد العالمي يقترب من الحدود مع إسرائيل «بهدف توجيه الضربات الإرهابية لها» وحذر من التنسيق القائم بين هذه القوى في دول أخرى.

 

فأكد أن «الجهاد العالمي» دخل ليس فقط إلى سوريا، بل تسلل من هناك إلى لبنان، وهو اليوم ذو نفوذ واسع في سيناء المصرية وكذلك في قطاع غزة، مشيرا إلى أن «هدف تلك القوى هو الامتداد نحو الأردن أيضا، وعدم الاكتفاء بسوريا وسيناء وغزة».

 

وكانت مصادر أمنية إسرائيلية قد ذكرت أن القيادة العسكرية الإسرائيلية ترصد تغيرات جوهرية في انتشار القوى المحاربة في سوريا والتنسيق بينها وبين تنظيمات مماثلة في سيناء وغزة. وقالت إن «إسرائيل ستجد نفسها، آجلا أو عاجلا، في مواجهة الإرهاب على أربع جبهات (تنظيمات القاعدة والجهاد العالمي في سوريا وسيناء وحزب الله في سوريا ولبنان وحماس والجهاد في قطاع غزة)».

 

وأكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن الجيش الإسرائيلي أعاد انتشاره على طول الحدود مع سيناء وعزز قواته بعد وصول معلومات تفيد بأن تنظيم «الجهاد العالمي» يخطط لتنفيذ عمليتي تفجير ضخمتين في إسرائيل، إحداهما في الشمال ينفذها متسللون من الأراضي السورية والأخرى في الجنوب ينفذها متسللون قادمون من سيناء. وقالت إن التنسيق كبير بين عناصر التنظيم في الدول المجاورة لإسرائيل.

 

وأشارت إلى أن قائد هذا الحراك اليوم هو رمزي موافي، الذي كان الطبيب الخاص لأسامة بن لادن، قبل تصفيته. وقد وصل إلى سيناء منذ عدة شهور ونجح في تنظيم قوات له قوامها ما بين 7 و9 آلاف مقاتل، معظمهم مصريون وفلسطينيون غزيون.

 

من جهة ثانية، وجهت مصادر عسكرية إسرائيلية انتقادات شديدة للسياسة الأميركية في العالم وحملتها مسؤولية التدهور الأمني في سوريا وغيرها. وقالت، وفقا للمحرر العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، ألكس فيشمان، إن «الولايات المتحدة تبث رسائل ضعف إلى قوى الإرهاب في العالم.

 

 ومنها تسريب الرسائل التي وجهها الجنرال مارتين دمبسي، رئيس القوات المشتركة للجيش الأميركي، إلى عدد من أعضاء الكونغرس وتم تسريبها إلى صحيفة (نيويورك تايمز)، وفيها يرجح ألا تتدخل الولايات المتحدة عسكريا في حسم الصراع في سوريا. وقالت المصادر العسكرية الإسرائيلية إن دمبسي يفزع أعضاء الكونغرس عندما يقول لهم إن التدخل الأميركي المباشر في سوريا سيكلفها مليار دولار في كل شهر، وذلك حتى يمتنعوا عن ممارسة الضغوط على الرئيس باراك أوباما حتى يتدخل. وأشارت مصادر الصحيفة إلى أن وزير الخارجية، جون كيري، يعارض موقف دمبسي ويريد مواقف أكثر فاعلية تظهر فيها هيبة قوة الولايات المتحدة في العالم.

 

بالمقابل حذر جنرال سابق في الجيش الإسرائيلي من هذه الانتقادات وقال: «عندنا في إسرائيل فنانون في هدم العلاقات. ففي كل مرة تتحسن علاقاتنا مع واشنطن، يأتي من يخرب عليها من إسرائيل».

 

وأضاف: «إسرائيل أيضا اتبعت سياسة شبيهة للسياسة الأميركية في سوريا، ولم تتدخل. وباستثناء مساعدات طبية تقدمها لبعض الجرحى، لم تساند المعارضة. وفي مراحل كثيرة من الصراع في سوريا، صرح مسؤولون إسرائيليون علنا أنهم يفضلون النظام السوري على المعارضة. وقد ساهم هذا في إطالة الحرب وفي فتح الطريق أمام زيادة نفوذ «القاعدة» وحلفائها، الذين يعتبرون أغنى فرق المعارضة من الناحية المادية والعسكرية.