آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-03:42م

دولية وعالمية


القتال بين الاكراد والاسلاميين في سوريا يتسع ويصل إلى حقول النفط

الخميس - 18 يوليه 2013 - 10:06 م بتوقيت عدن

القتال بين الاكراد والاسلاميين في سوريا يتسع ويصل إلى حقول النفط
مقاتلون من الجيش السوري الحر يعدون قذيفة مورتر خلال هجوم على قوات موالية للاسد في إدلب يوم الاربعاء - رويترز

بيروت/انقرة ((عدن الغد))رويترز

 سيطر مقاتلون اكراد على بلدة سورية على الحدود مع تركيا وما زال القتال مستمرا مع جماعات اسلامية معارضة مرتبطة بتنظيم القاعدة للسيطرة على حقول نفط في شمال شرق سوريا.

وتمثل الاشتباكات دليلا اخر على ان الصراع المستمر منذ أوائل عام 2011 بين المعارضة المسلحة وقوات الرئيس السوري بشار الاسد قد تحول إلى حروب فرعية لا صلة لها بالسعي للاطاحة به.

وفي جنوب سوريا قالت الوكالة العربية السورية للانباء ان هجمات قام بها مسلحون على خطوط غاز ونفط تمد محطات الطاقة سببت انقطاعا للكهرباء في مناطق متعددة.

وعلى الجانب الاخر من الحدود ..في الأردن.. زار وزير الخارجية الامريكي جون كيري مخيما للاجئين وقال له لاجئون غاضبون ان على الولايات المتحدة ان تقيم منطقة حظر طيران وملاذات امنة في سوريا لحمايتهم.

وانزعجت انقرة لاستيلاء مقاتلين تابعين لحزب الاتحاد الديمقراطي -الحزب السوري الكردي الذي تربطه صلات بمسلحين اكراد في تركيا- على بلدة رأس العين.

وتخشى الحكومة التركية ان يؤدي ظهور منطقة كردية شبه مستقلة في سوريا إلى تشجيع حزب العمال الكردستاني في تركيا الذي يقاتل من اجل اقامة دولة مستقلة للاكراد في تركيا.

وقال الجيش التركي في بيان مساء الاربعاء ان رأس العين سقطت تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تصفه بأنه "منظمة ارهابية انفصالية". وتوقف القتال في البلدة الان.

واطلقت قوات تركية النار على مقاتلين تابعين لحزب الاتحاد الديمقراطي بعد ان سقطت قذيفتان من الجانب السوري على نقطة حدودية على الجانب التركي من الحدود.

وكانت هذه هي المرة الثانية خلال ايام التي يرد فيها الجيش التركي بهذه الطريقة بعد سقوط عدة قذائف من ناحية سوريا على بلدة جيلانبينار يوم الثلاثاء. وعزز الجيش اجراءاته الامنية على طول هذا الجزء من الحدود.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الاشتباكات بين حزب الاتحاد الديمقراطي ومقاتلين من جبهة النصرة الاسلامية المتشددة اندلعت يوم الثلاثاء بعد ان هاجم مقاتلو النصرة دورية كردية واسروا مسلحا.

وقال المرصد وهو جماعة مراقبة موالية للمعارضة ان القتال انتشر في الوقت الحالي في عمق محافظة الحسكة ذات الاغلبية الكردية وان المعارك تدور حول حقل الرميلان النفطي الذي يبعد حوالي 200 كيلومتر إلى الشرق من رأس العين.

وقال نشطاء معارضون ان الحقل قد اغلق تقريبا لكن عددا قليلا من انابيبه ربما ما زال يمد مصافي التكرير في مدينتي حمص وبانياس اللتين تسيطر عليهما القوات الحكومية.

وتراجع الانتاج الكلي للنفط السوري منذ اندلاع الانتفاضة السورية في مارس اذار 2011 بنحو 60 في المئة ليصل إلى 153 الف برميل يوميا في اكتوبر تشرين الاول الماضي حسب تقديرات ادارة معلومات الطاقة الامريكية.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 29 شخصا على الاقل قتلوا في الاشتباكات بين الاسلاميين والاكراد منذ اندلاعها يوم الثلاثاء.

وقال المرصد ان وحدات كردية سيطرت على منطقة حقل النفط التي تدعى السويدية 20 وان هناك اشتباكات في القطاع الثالث لحقل السويدية النفطي.

واضاف المرصد ان مقاتلين من جبهة النصرة ومن جماعات اسلامية اخرى ذات صلة بتنظيم القاعدة يقصفون رأس العين من مواقع قريبة.

وقال ناشط يعمل مع المعارضة المسلحة بعد ان طلب عدم الكشف عن اسمه "السبب في انتشار القتال هو مجرد الغضب من السيطرة الكردية على رأس العين فالأمر يشبه الانتقام والعقاب.

"لكنني اعتقد ايضا ان هذا جزء من الصراع المتزايد للسيطرة على النفط والغاز في المنطقة وان المعارضة المسلحة تستغل هذا الموقف ذريعة."

وقال نواف خليل المتحدث باسم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ان الاكراد سيقاتلون للحفاظ على منطقة الحكم الذاتي التي اقاموها في المنطقة.

وقال ان الاكراد قاتلوا لتخليص المنطقة من قوات الاسد وانهم لن يسمحوا لأي نظام اخر او للجماعات ذات الصلة بالقاعدة بالسيطرة عليها.

وقال انه يعتقد ان الهدف التالي لجبهة النصرة والجماعات الموالية لها سيكون الرميلان لأنها منطقة غنية بالنفط.

ويشير القتال إلى انهيار اتفاق توسط فيه الزعيم السوري المعارض ميشيل كيلو والذي تعاون بفضله الجانبان لأشهر في هذه المنطقة.

واستمع كيري الذي زار مخيما للاجئين يعيش فيه نحو 115 الف لاجئ سوري في الاردن إلى لاجئين يعربون عن غضبهم الشديد بسبب عجز العالم عن وقف الصراع الذي ادى إلى مقتل اكثر من 90 الف شخص.

وأبلغهم كيري ان واشنطن تدرس عدة خيارات منها اقامة مناطق عازلة لحمايتهم لكن الموقف معقد ومازال هناك الكثير قيد البحث.

وقالت لاجئة سورية لكيري في مخيم الزعتري التابع للامم المتحدة دون ان تعرف نفسها متسائلة "أين المجتمع الدولي ماذا تنتظرون نأمل الا تعود الى الولايات المتحدة قبل ان تجد حلا للأزمة. على الاقل افرض حظرا او منطقة حظر للطيران."

وفي لندن قالت مصادر لرويترز ان بريطانيا تخلت عن خطط تسليح المعارضة وتعتقد الآن ان الأسد قد يبقى في السلطة لسنوات. واضافت المصادر إن مؤتمر جنيف للسلام الذي يستهدف انهاء الصراع ربما لن يعقد قبل العام القادم وربما لا يعقد اصلا.

وقال مصدر "من الواضح ان بريطانيا لن تسلح المعارضة بأي شكل."

وأضاف ان السبب في هذا التحول هو رفض الرأي العام والمخاوف من سقوط الاسلحة في ايدي الاسلاميين.

وقال المصدر "سوف تقوم بتدريبهم ومنحهم معلومات مخابرات ونصائح تكتيكية وتعليمهم فنون القيادة والسيطرة. لكن الرأي العام سواء شئنا ام ابينا يعارض التدخل."

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قصفا عنيفا استهدف ريف دمشق في جنوب سوريا. وتعرضت مدينة حمص أيضا للقصف حيث تصاعدت حدة القتال على مدى الاسابيع الثلاثة الماضية. واندلعت اشتباكات في بلدتي درعا والقنيطرة في جنوب سوري