آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-08:22م

دولية وعالمية


ماجدة هارون رئيسة الطائفة اليهودية بمصر :«أنا بنت أبويا» ولن أسافر لإسرائيل

الثلاثاء - 16 يوليه 2013 - 06:37 م بتوقيت عدن

ماجدة هارون رئيسة الطائفة اليهودية بمصر :«أنا بنت أبويا» ولن أسافر لإسرائيل
ماجدة هارون رئيسة الطائفة اليهودية بمصر

(عدن الغد)متابعات:

«بنت عدو إسرائيل أصبحت رئيسة للطائفة اليهودية فى مصر»، هكذا وصفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، ماجدة شحاتة هارون، بنت المحامى المصرى اليهودى الشهير، الذى ناضل ضد الصهيونية طوال حياته، عقب توليها منصب رئاسة الطائفة اليهودية، فى منتصف أبريل الماضى، إثر وفاة الرئيسة السابقة، كارمن وينتشين.

قبل عقود، رفض والدها، شحاتة هارون، الهجرة من مصر، قائلًا إن القاهرة هى صخرته التى لن يبيعها باللآلئ، وإن الوطنية ليست فقط حقاً وإنما واجب عليه، وسيدافع عنها حتى آخر لحظة، فدفع ثمن ذلك من حريته وأمنه واستقرار أسرته، ومن بينها ماجدة، ودفع أيضًا حياة ابنته الكبرى، «منى»، التى فضل البقاء فى مصر، حتى بدونها، عن السفر لعلاجها بتأشيرة ذهاب بلا عودة.

وعندما توفى «هارون» تولت ماجدة هارون، مسؤولية استقدام حاخام فرنسى لأداء الصلوات عليه قبل دفنه، رافضة استقدام حاخام من السفارة الإسرائيلية، لتكمل مسيرة والدها فى مناهضة الصهيونية، التى تراها حركة عنصرية، وفى رفض الهجرة من مصر، صخرتها هى الأخرى، التى لن تبيعها باللآلئ.

بمعبد «شاعار هاشامايم» (بوابة السماء)، فى وسط القاهرة، والمعروف بـ«معبد عدلى»، التقت «المصرى اليوم»، ماجدة هارون التى قالت إن مسؤولية أن تكون آخر من يُغلق الباب على تاريخ وتراث وحياة جزء من الشعب المصرى، كبيرة جدًا ومحزنة، وتتخوف من عدم قدرتها على الوفاء بوعدها بتوفير «نهاية حياة» كريمة لأبناء الطائفة.

حاورها: نمير جلال وأحمد بلال


■ كيف تقيّمين مظاهرات 30 يونيو، وهل شاركتِ فيها؟

- 30 يونيو هى الثورة الحقيقية، وشاركت فيها بالطبع، فى كل أيامها، حتى بداية رمضان، وسأنزل للإفطار فى التحرير.

■ وكيف تُقيمين عامًا من حكم الإخوان لمصر؟ وكيف ترين مصر بعد 30 يونيو؟

- هذا العام كان نعمة ونقمة، نعمة لأنهم ظهروا على حقيقتهم للشعب المصرى وظهر نظامهم الفاشى والديكتاتورى، ونقمة بسبب المشاكل الاقتصادية التى تعرضت لها مصر فى هذا العام، ولكن من الممكن إصلاح كل شىء.

الطائفة اليهودية بالقاهرة تبرعت بمبلغ فى حساب دعم مصر، رغم الظروف المادية الصعبة التى نتعرض لها، ووافق جميع أعضاء الطائفة المشاركة فى هذا الصندوق، وإن شاء الله تبدأ حقبة جديدة فى تاريخ بلدنا، لا يكون هناك فيها فرق بين مسلم ومسيحى ويهودى، وأتمنى أن تعود فيها الروح الحلوة بيننا، ونبنى بلدنا معاً.

■ نبدأ بما نُشر حول قرار لوزارة الشؤون الاجتماعية، بإلغاء الدعم الموجه للطائفة اليهودية، والذى يقدر بـ 90 ألف جنيه سنويًا، ما تعليقك على القرار، وهل أبلغك به أحد رسميًا؟

ـ لم يبلغنى أحد، وعلمت بعد نشره فى الصحافة، وعندما تواصلت مع لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى علمت أن القرار لم يصدر بعد، وفوجئت بصديق لى يُبلغنى بأن أحد المواقع الإلكترونية الصهيونية وصف القرار بأنه صفعة على وجه ماجدة شحاته هارون، التى لم تتوقف عن الإعراب عن انتمائها وولائها لمصر، وشعرت بأن هناك ضرورة لرد هذه الصفعة، فتقدمت بخطاب للجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى، أستفسر فيه عن سبب سرية بند دعم الطائفة اليهودية، رغم أنه وسام على صدر الدولة المصرية، أن تهتم بشؤون ما تبقى من الطائفة، خاصة أنهم مواطنين مصريين، ورغم ظروفهم الخاصة وبعدهم عن عائلاتهم، ووحدتهم، قرروا البقاء فى مصر.

معظم أبناء الطائفة سيدات مسنات، وليس لهن مورد رزق، وليس عيبًا أن تساعدهن الدولة، هذا حقهن مثل أى مواطن مصرى.

ولقد طالبت فى خطابى بضرورة رفع السرية عن البند، وضرورة استمرار الدعم تحت بند علنى، وأضفت على ذلك حقوقنا الدستورية فى ممارسة شعائرنا الدينية، والتى تتطلب توفير رجل دين يهودى من أى بلد عربى، وتوفير الطعام اللازم لفترات الصيام، كما كان يحدث فى عهد الرئيس محمد نجيب.

■ الهجوم الإسرائيلى والصهيونى الأخير على ماجدة هارون، ليس الأول من نوعه، فى تقديرك، ما هو سبب هذا الهجوم؟

ـ لأننى متمسكة بأفكار والدى الذى كان يُهاجَم طوال الوقت من الصحافة الصهيونية بسبب أفكاره، وهناك الكثير من الناس لا يفهمون أن انتمائى هو لبلدى بغض النظر عن دينى. والصهيونية حركة عنصرية تحاول أن تُفرق بين الناس على أساس الدين، ولا يستطيعوا أن يفهموا أن ولائى لبلدى وليس لإسرائيل، وهذا الشعور بالانتماء يرجع لوالدى الذى نمى فينا هذا الحب المرضى لبلدنا.

عندما يسأل أحد لماذا لم تتركون البلد وتهاجرون، فإن هذا السؤال يستفزنى جدًا، لماذا نترك بلدنا ونهاجر، ثم إلى أين نذهب، لماذا يعتقد البعض أن كل اليهود يتوجب عليهم الهجرة إلى إسرائيل، هل يُهاجر كل المسلمون إلى السعودية؟.

■ عندما خُير شحاتة هارون بين الوطن وبين ابنته الكبرى منى، اختار الوطن، هل تسردين لنا تفاصيل الأمر؟

ـ فى عام 1954، مرضت أختى منى بمرض اللوكيميا، كان عمرها وقتها 4 سنوات، وكانت أختى الكبيرة. ما أسمعه عن عائلتى يؤكد أن والدى كان يحبها لدرجة الجنون، وكان يأخذها معه فى كل مكان يذهب إليه، عندما مرضت كان العلاج الوحيد المتاح فى مصر أن يتم نقل الدم لها، وكان والدى يعطيها من دمه كل يوم لأن فصيلة دمهما كانت واحدة، إلا أن الأطباء قالوا له لن نستطيع أن نقدم لها شىء أكثر من ذلك، حاول أن تسافر فرنسا، فطلب إذن بالسفر فقالوا له تسافر بلا رجعة، فقال لن يملى على أحد إرادته، وماتت منى.

لم أكن أعرف أى شىء عن منى، لم يكن يتحدث عنها أحد فى البيت، لم يكن لدينا صور لها، فى أحد الأيام وجدت عند عمتى فى فرنسا صورة.

■ كيف توقعتى أن تكون شؤون الطائفة اليهودية قبل رئاستك لها وكيف وجدتيها بعد ذلك؟

ـ كنت أقول كثيرًا إننى ونادية سنكون آخر من سيغلق الباب على تاريخ اليهود فى مصر، ووالدتى كانت تقول لى إن شحاتة هارون جهزنا لهذا اليوم.

فهو أولًا قوى فينا روح الانتماء للبلد، وعرفنا حقوقنا وواجباتنا، حقى كمصرية يهودية، وكذلك واجبى كمصرية يهودية، لكن الحِمل ثقيل جدًا، والمسؤولية كبيرة، مسؤولية أن أتولى تسليم المفتاح، ومسؤولية ما سيحدث بعد ذلك.

وأنا لم أكن أتردد على الطائفة كثيرًا، فقط فى الأعياد وحضور الجنائز، ومجرد التفكير فى شؤونها أمر صعب، لأن كلها مشاكل، من الناحية الإنسانية، وكذلك الكبار الذين يعيشون فى خوف، بسبب صورة اليهودى التى أصبح يتم الترويج لها، وتصويره على أنه خائن وجاسوس، يخافون من أن يعلم الناس أنهم يهودًا.

خوفى من عدم قدرتى على الإيفاء بوعدى بتوفير نهاية حياة كريمة، خوفى أنى لا أجد المساعدة الكافية للحفاظ على التراث اليهودى وترميمه وتسليمه بالشكل الذى يليق ببلدى، هذا التراث جزء من تكوينى كمصرية يهودية، لو كنت ولدت فرنسية يهودية لكان الوضع اختلف.

■ ما هى أهم المشاكل التى تواجهك كرئيسة للطائفة؟

ـ إلى جانب ما سبق، يوجد أيضًا حصر الممتلكات، وأنا حتى الآن لا أمتلك المستندات والأوراق الكاملة، هذا إلى جانب خوفى من تسييس منصبى، لأن هذا المنصب إنسانى أولًا وأخيرًا.

■ كثير من المصريين يستغربون وجود يهود فى مصر، كيف تفسرين هذا الأمر؟

ـ للأسف، هذا الأمر نتيجة تزييف تاريخ مصر، ليس فقط فيما يخص اليهود، ولكن أيضًا فيما يخص أشياء كثيرة جدًا، فإذا أراد الإنسان أن يتقدم فلابد أن يعرف تاريخه وتاريخ بلده جيدًا، وآن الأوان لتصحيح المسار، ولنعرف تاريخنا جيدًا. والشباب اليوم لديهم فرص وأدوات للمعرفة، أتمنى أن يستخدموها فى ذلك، لأن شبابنا هم الأمل، ونعم كان هناك يهود فى مصر، خرج معظمهم ولكن أغلبية من خرجوا لم يفعلوا ذلك بمحض إرادتهم، فُتح لهم الباب، ووضع خلفه طائرة نفاثة لمساعدتهم على الخروج، ونسبة ضئيلة جدًا من الذين خرجوا هم من هاجروا إلى إسرائيل، فإنشاء إسرائيل، وضعنا نحن كمصريين يهود فى مأزق رغمًا عنا، لأنها دولة قائمة على أساس دينى، وظُلمنا نحن فى المنتصف. وأتمنى ألّا يتكرر هذا مع طوائف أخرى، أستحلفهم بالله الوضع مختلف، أستحلف من يهاجرون الآن بالله ألّا يتركوا مصر، لأن الحِمل ثقيل جدًا، وكذلك الحزن، أن تكون آخر من يغلق الباب على تاريخ ووجود شريحة كبيرة من المصريين.

■هل واجهتك أى مشاكل بسبب خانة الديانة فى بطاقتك؟

ـ أولًا وأخيرًا الدين المعاملة، ولكن هذا لا ينفى أن خانة الديانة فى البطاقة سببت لى مشاكل، وكل هذا بسبب وجود جهل، على سبيل المثال اضطررت للانتظار سنتين للحصول على رقمى القومى، عندما توجهت بالأوراق فوجئ الموظفون بديانتى، وأخذوا يسألوننى إن كانت صحيحة أم لا، بل سألونى إن كنت مصرية أم لا، آخر مرحلة فى الرقم القومى، فوجئت الموظفة التى كانت تجلس على الكمبيوتر بديانتى، فقامت بالنداء على رئيسها، ثم أشارت له على خانة الديانة، فقال لها: اكتبيها كما هى، هذا دين ربنا. وعندما ذهبت لاستخراج تصحيح لشهادة ميلادى من القلعة سألنى الموظف عن جنسيتى فقلت له إننى مصرية، فقال لى ولكنك مولودة فى «السقف الإسرائيلى»، وهو اسم المستشفى الذى ولدت فيه بالإسكندرية، والاسم من اللغة الفرنسية يعنى يهودى، فقلت له وهل الذى ولد فى مستشفى السكة الحديد تكون جنسيته سكة حديد، والمولود فى المستشفى الإيطالى يكون إيطالى الجنسية، فطلب أن يرى جواز سفرى، وعندما أريته إياه طلب منى أن أكتب عنوانى ورقم تليفونى، وعندما سألته عن السبب قال لى دواع أمنية، فرفضت أن أكتب ورفض أن يعطينى شهادة الميلاد.

■ ما هو شعورك كمواطنة مصرية يهودية عندما تجدين وسائل الإعلام، ومنها المملوك للدولة، تهاجم وتشوه صورة اليهود؟

ـ الأمر ليس موجه ضدنا فقط، هناك هجوم على المسيحيين، والإسلام المعتدل.

■ بقصد أو بدون، يؤمن البعض، سواء فى مصر أو غيرها، أن ولاء اليهود يكون دائمًا لإسرائيل، كيف ترين ذلك؟

ـ ولائى لبلدى الذى تعلمت وكبرت وعملت وأحببت وتزوجت فيه، ولائى لبلدى الذى صنعتنى، لا أظن أن اليهودى الفرنسى ولائه لإسرائيل، ولا الإنجليزى، سيدافع عن دينه ولكن أيضًا سيدافع عن وطنه، وكذلك اليهودى المصرى.

■ هل يرجع ذلك لعدم تفرقة البعض بين اليهودية والصهيونية؟

ـ عدم التفرقة بين اليهودية كدين والدولة الإسرائيلية ناتج عن جهل، ناتج عن المواد الاجتماعية والمدرسين الذين يقومون بتدريسها، فهم لم يعلموا التلاميذ فى المدرسة التفرقة بين اليهودية كدين، وإسرائيل كبلد تم اصطناعها، وأتذكر فى حصة المواد الاجتماعية، قالت مدرسة إن اليهود كلاب، وكنت اليهودية الوحيدة التى فى الفصل، فنظر إلى كل التلاميذ، فقمت وخرجت من الفصل وعندما عدت قصصت على والدى ما حدث، فقال لى والدى الأطفال فى إسرائيل يحدث معهم نفس ما يحدث هنا، ويقولون لهم إن العرب كلاب، فهدأت، ولكن من قال هذا الكلام هى مدرسة من المفترض أنها تربى الأطفال، وعندما يخرج مثل هذا الكلام من مدرسة تكون كارثة. والحقيقة أنه كما يخلط البعض بين تنظيم القاعدة والإسلام، يخلط البعض بين إسرائيل واليهودية، وكما أن كل مسلم ليس عضواً فى تنظيم القاعدة فإنه ليس كل يهودى إسرائيلى، هذا خطأ كبير، أما عن «قانون العودة»،، الذى يقول بحق عودة كل يهودى إلى إسرائيل، فهذه قوانين هم الذين وضعوها.

■ لأسباب تتعلق بالحكومة المصرية، وبرئاسة الطائفة اليهودية نفسها، كانت هناك حالة من الغموض حول كل ما يتعلق بالمصريين اليهود وشؤونهم، هل سيستمر هذا الغموض فى ظل رئاستك للطائفة؟

ـ ماجدة شحاتة هارون كتاب مفتوح، ولابد من أن أفك الشيطنة والعتمة التى تم صنعها حول الطائفة، ويجب أن يظل المعبد اليهودى مضيئًا، ويأتيه الناس لزيارته، تمامًا كما المسجد والكنيسة، وإذا كان هناك تخوفات أمنية، بسبب وجود جهل، مثل أن يدخل أحد بقنبلة لتفجير المعبد، لأن هناك من أفهمه أنه سيدخل الجنة، وإذا حدث ذلك ستكون مصر كلها هى التى خسرت، يجب أن يكون هناك انفتاح على الجميع ومن الجميع. وأتمنى فى يوم أن يُقدر لى وأرى المتحف اليهودى فى مصر، ويضم مقتنيات أثرية وأدوات الحياة اليومية، كى يعرف الناس أننا لسنا مختلفون، نأكل ونشرب ونصلى، ولدينا عادات وتقاليد مشتركة، حتى فى مراسم الدفن. ويجب أن تعلم الأجيال المقبلة أننا كنا موجودون هنا، وأننا كنا جزءاً من هذا البلد، يوجد متحفين إسلامى وقبطى وأتمنى أن يكون هناك متحف يهودى.

■ لم يحضر أى مسؤول مصرى جنازة رئيسة الطائفة السابقة، كارمن وينشتين، فى منتصف إبريل الماضى، كيف ترين ذلك؟

ـ ربما يكونوا مشغولين. موضوع اليهود فى مصر قضية هامشية ضمن قضايا أهم بكثير، ولكن هناك مسؤولين من أحزاب حضروا الجنازة وأشكرهم على ذلك.

■ وهل تعتقدين أنهم مشغولون بالفعل بقضايا أهم؟

ـ أتمنى ذلك.

■ هل شعرت بالخوف على الطائفة بعد صعود الإخوان للسلطة قبل أن يسقطوا؟

ـ كنت خائفة على مستقبل مصر، خوفى مثل خوف أى شخص على بلده، والطائفة جزء من البلد.

■ إلى أى مدى تغيرت مصر الآن عن مصر التى عرفتها ماجدة هارون؟

ـ مصر تغيرت كثيرًا، لكن المصرى من داخله كما هو لم يتغير، المصرى الجميل لن يتغير، وسنعود كما كنا فى الماضى، أسأل على جارى وأعيد عليه، الأطفال يلعبون مع بعضهم البعض دون أن يسألوا عن دين بعضهم، سيرجع مينا يلعب مع محمد، لكن موريس لن يكون موجودًا.

■ لم تزورى إسرائيل حتى الآن، هل تفكرين فى زيارتها قريبًا؟

ـ لا قريب ولا بعيد.. أنا بنت أبويا.. ولكن دعنى أقول لك شيئا، البعض تحدث عن حضور السفير الإسرائيلى، جنازة رئيسة الطائفة السابقة، هذا رجل جاء ليؤدى واجب العزاء ويصلى، هل أقول له لا تدخل؟، هذا بيت الله، إذا دخلت كنيسة أو مسجد لا أحب أن يقول لى أحد لا تدخلى، ولكن هل أنا الذى سمحت بوجوده فى مصر من الأساس؟.

■ هل تتلقى الطائفة أى دعم من إسرائيل، ولو حتى دينى؟

ـ إطلاقًا، الطائفة لا تتلقى أى دعم من إسرائيل.

■ مقابر اليهود فى البساتين من أقدم مقابر اليهود فى العالم تقريبًا، وتحدثتى من قبل عن سوء أحوالها، هل طرأ أى تحسن؟

ـ وضعها سىء، ووضع العشوائيات حولها أسوأ، الشىء الذى من الممكن أن أفعله هو أن أبنى سور حولها، ولكن لابد أن يكون لدى موارد مالية لفعل ذلك، ولكن حلمى أن يتم تطوير منطقة البساتين بالكامل، لأن وضعها من أسوأ ما يكون، عندما يتم تطوير المنطقة سيكون أهالى البساتين هم أول من سيحافظون على مقابر اليهود، وسنعمل على المشاركة فى تطويرها، ليعلموا أن اليهود ليسوا شياطين ولا جواسيس.

بروفايل

من بين الأسباب العديدة التى قررت الطائفة اليهودية المصرية من أجلها اختيار ماجدة شحاتة هارون لرئاستها، إلى جانب قوة شخصيتها، أنها أصغر مصرية يهودية، حيث يبلغ عمرها 60 عامًا، الأمر الذى تشعر بسببه ماجدة هارون، بمسؤولية كبيرة، فالسيدة المصرية التى عاشت حياة صعبة منذ نعومة أظافرها أصبحت مسؤولة الآن عن كتابة الصفحة الأخيرة فى دفتر حياة مكون رئيسى من مكونات الشعب المصرى، المواطنين اليهود الذين عاشوا على أرض وطنهم قرونًا طويلة.

منذ طفولتها دفعت ماجدة هارون ثمن نضال والدها، المحامى الشيوعى، وأحد مؤسسى حزب التجمع، شحاته هارون. مازالت تتذكر حتى الآن المرات الكثيرة التى كان زوار الفجر يطرقون فيها باب منزلهم ليلًا لاعتقال والدها، ومازالت تتذكر أيضًا الزيارات التى كانت تقوم بها لوالدها فى المعتقل، عندما كانت تدرس فى جامعة القاهرة، وقتها كان الطلبة يتعاطفون معها باعتبارها مواطنة مصرية والدها معتقل سياسى.

ولدت ماجدة هارون فى الإسكندرية عام 1952، ودرست بمدرسة الليسية بباب اللوق بالقاهرة، وتخرجت فى كلية الفنون التطبيقية بجامعة القاهرة، وهى أم لبنتين، وتجيد اللغات العربية، الإنجليزية، الفرنسية والإيطالية.

تولت ماجدة هارون، رئاسة الطائفة اليهودية فى مصر بعد وفاة الرئيسة السابقة كارمن وينشتاين، ومع توليها رئاسة الطائفة أبدت هارون رغبة، مع ترجمة عملية على الأرض، فى الانفتاح على بقية مكونات الشعب المصرى، رغم أن الأمر لم يكن سهلًا فى ظل حكم جماعة الإخوان المسلمين، فانفتحت على وسائل الإعلام، وفتحت أبواب المعبد اليهودى بشارع عدلى بالقاهرة، للمرة الأولى، أمام المواطنين المصريين.

لم تعزل ماجدة هارون نفسها عن المجتمع المصرى فى أى لحظة، حتى فى لحظات المد الثورى طوال العامين ونصف الأخيرين، شاركت هارون فى معظم المظاهرات المطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والدولة المدنية الديمقراطية، حتى شاركت فى الموجة الثانية للثورة فى 30 يونيو، وهى رئيسة للطائفة اليهودية، فى مسيرات الثورة، مؤكدة أن موقعها كرئيسة للطائفة لا يمنعها من التظاهر من أجل بلدها، قائلة: أنا بنت شحاتة هارون، قبل أن أكون رئيسة للطائفة.

 

عن/ المصري اليوم