آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:36ص

دولية وعالمية


رمضان في دمشق هذا العام أكثر بهجة لكن الأسعار ترتفع

الخميس - 11 يوليه 2013 - 12:07 ص بتوقيت عدن

رمضان في دمشق هذا العام أكثر بهجة لكن الأسعار ترتفع
سوريون يتسوقون في آخر ايام شهر شعبان بدمشق يوم الثلاثاء. تصوير. خالد الحريري - رويترز

دمشق ((عدن الغد)) رويترز

مع بداية شهر رمضان تبدو الأجواء في دمشق أكثر بهجة عما كان عليه الحال قبل عام الأمر الذي قد يعكس إحساسا أكبر بالأمن مع المكاسب التي حققتها القوات الحكومية ضد مقاتلي المعارضة المسلحة.

وعاد كثير من الدمشقيين من الخارج لقضاء شهر رمضان مع أحبائهم. وتعج محلات الأغذية بالمشترين ويشكو القصابون وأصحاب المخابز من قلة المعروض.

لكن كثيرا من المتسوقين عبروا عن إحباطهم من نقص الطعام وتضخم الأسعار.

وهبطت الليرة السورية إلى سدس قيمتها قبل عامين. ورغم أن سوريا لديها اكتفاء ذاتي من الأغذية إلا أن نقص الوقود أدى إلى نقص المواد الغذائية في المدن.

ولم يتمكن الدمشقيون في أول أيام رمضان من العثور على سلع أساسية مثل اليوغورت (الزبادي) وتضاعف سعر اللحم -إذا وجد أصلا- عما كان عليه قبل شهور قليلة وارتفع سعر الخبز البلدي وهو سلعة غذائية يومية إلى ثلاثة أمثال سعره قبل عام.

وفي الوقت نفسه لم ترتفع مرتبات موظفي الحكومة. ويشهد التجار وموظفو القطاع الخاص أعمالهم وهي تعاني ركودا تاما ويشكو كثيرون من نقص في الأموال.

وقال أيمن وهو مقاول عمره 42 عاما "إنها كارثة لكن الناس يتغلبون عليها على نحو ما. البعض يتقاسم نفقات الأسرة.. البعض يقترض والبعض يكتفي بالعيش بالقليل الذي لديه ولا يشكو. هكذا ندير أمورنا في هذه الأيام."

الحكومة بدأت في معالجة أزمة الغذاء فأجازت الشهر الماضي قانونا يحظر نقل المواد الغذائية خارج البلاد. وكان بعض اللبنانيين وكثير من السوريين الذين يعيشون في لبنان يتسوقون المواد الغذائية من دمشق ويأخذونها إلى لبنان حيث الأسعار أعلى قليلا.

لكن الدمشقيين حريصون فيما يبدو على إضفاء أجواء احتفالية في رمضان بالرغم من المشكلات المالية.

وتبدو دمشق أكثر ثقة وراحة عما كانت عليه قبل أسابيع قليلة على الرغم من أن القوات الحكومية تخوض معارك ضد المعارضة المسلحة على مشارف دمشق ويمكن سماع دوي الانفجارات والقصف الجوي في أرجاء المدينة.

ويعتقد البعض أن الحكومة تمكنت من استعادة السيطرة على معظم المناطق الواقعة على مشارف العاصمة.

وقال أيمن معبرا عن شعور عام يسود هذه الأيام "لا أؤيد الحكومة لكن لنواجه الأمر. إنها قوية وتكسب. لن تذهب إلى أي مكان."

وبالرغم من صعوبة الحصول على أي إحصاءات عن أعمال الخطف وحالات الاختفاء العشوائي التي انتشرت في دمشق طوال العام الماضي إلا أن الناس واثقون على ما يبدو من أن هذه الحوادث تراجعت بشكل ملحوظ.

وقد يكون من الأدلة على التغير في المزاج الظهور غير المألوف لنبهان ابن عم الرئيس السوري الذي ظهر في مجمع تجاري في المدينة ترافقه حراسة أمنية صغيرة. وسمع وهو يقول انها المرة الأولى التي تطأ قدمه فيها ذلك المكان منذ ما يزيد على عام.

ويقع مجمع كفرسوسة التجاري بالقرب من مبان حكومية تعرضت لعدة هجمات بالقنابل والمورتر في الأشهر الماضية.

وفي ليلة أول أيام رمضان عجت الشوارع والمقاهي بالناس. واشتروا المستلزمات في اللحظة الأخيرة وسارعوا إلى البيت لإعداد وجبة السحور.

الضجيج كان عاليا على نحو عير مألوف وهو شيء لم تشهده شوارع دمشق منذ فترة. والعاصمة السورية منذ شهور تصبح هادئة مع غروب الشمس إذ يلوذ الناس بالبيوت خوفا من الخطف وإطلاق الرصاص او التعرض لتحرش ممن يحرسون حواجز التفتيش.

لكن رمضان يكون عادة شهرا للنشاط الليلي خصوصا إذا جاء في فصل الصيف. حيث يخرج الناس ليلا وبعد الإفطار والصلاة للتنزه وتناول السحور أو لزيارة الأهل مع أطفالهم.

وبلغت هذه الأجواء الاحتفالية المصاحبة لرمضان ذروتها في عام 2010 . وكانت حفلات السحور في المنازل والمطاعم تمتد طوال الليل. وكان يصعب العثور على مائدة خالية في مطعم في الثانية صباحا بدون حجز.

وكانت هذه الأجواء على النقيض من أجواء رمضان العام الماضي الذي جاء بعد اغتيال عاصف شوكت صهر الرئيس. ويتذكر كثيرون ذلك القتل كإعلان عن وصول الحرب الأهلية إلى العاصمة.

ففي رمضان الماضي كان الكل يلوذ بالبيت بعد الغروب ولا يسمع في الليل سوى صوت المدفعية الثقيلة والطائرات الحربية. لكن الحياة عادت على ما يبدو إلى شوارع دمشق في الأيام القليلة السابقة على رمضان هذا العام مع انطلاق الموسيقى من السيارات وتصفيق الشبان على نغماتها. ربما يضيف إلى هذا الضجيج حقيقة أن كثيرا من السوريين عادوا لقضاء رمضان. وكانت الحدود مع لبنان مزدحمة على غير العادة بالسوريين العائدين إلى دمشق.

وقال لمياء وهي جدة عمرها 47 عاما إنها وزوجها وابنتها الصغرى عائدون من القاهرة عن طريق بيروت. وقدم آخرون من القاهرة مباشرة جوا إلى دمشق قبيل رمضان.

ووصل كثيرون في ساعة متأخرة من الليل مما دفع أفراد العائلة إلى تكبد مشقة الذهاب إلى المطار لاستقبالهم.

وقالت فاطمة وهي مسافرة في السبعين من العمر انها تدرك المخاطر جيدا لكن كان عليها العودة للوطن بصرف النظر عن التكلفة.

وقالت "نلت من الغربة ما يكفيني. حان وقت العودة للوطن."

وشهد الطريق من دمشق إلى المطار الدولي قتالا ضاريا. ورغم أن المطار لم يغلق قط بشكل كامل إلا أن معظم شركات الطيران أوقفت رحلاتها وبدأ معظم السوريين يغادرون البلاد عن طريق مطار بيروت.

وعلى الرغم من الأجواء الاحتفالية الجديدة في دمشق إلا أن دوي القصف المدفعي والجوي استمر ليلا ونهارا.

ومن المفارقات أن من بين الأصوات التقليدية في رمضان صوت المدفع معلنا بداية الصوم وبداية الإفطار.

وفي هذه الأيام قال دمشقي مازحا "لا تفطر كلما سمعت صوت المدفع