آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-11:26م

دولية وعالمية


أبو قتادة يصل عمّان ويدفع ببراءته أمام محكمة أردنية

الأحد - 07 يوليه 2013 - 05:13 م بتوقيت عدن

أبو قتادة يصل عمّان ويدفع ببراءته أمام محكمة أردنية
ديفيد كاميرون قال إنه سيكون "واحداً من أسعد الناس في بريطانيا" بعد رحيل الداعية

((عدن الغد)) العربية. نت:

كشف محامي الداعية الإسلامي المتطرف أبو قتادة، الذي تسلمته عمّان اليوم الأحد إثر ترحيله من بريطانيا، أن موكله نفى أمام محكمة أمن الدولة تهمة المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية التي وجهها له مدعي عام المحكمة.


وقال المحامي تيسير ذياب إن المدعي العام قرر توقيف أبو قتادة 15 يوماً على ذمة التحقيق في سجن "الموقر". ووصف ذياب إجراءات التحقيق مع أبو قتادة بالـ"مريحة" معتبراً أنها تمت بشكل قانوني.


طلب كفالة
وكشف المحامي أنه سيتقدم بطلب كفالة لموكله يوم غد الاثنين، مؤكدا أن أبو قتادة عاد إلى الأردن بمحض إرادته.


ومن جانبه أوضح مصدر قضائي لوكالة "فرانس برس" أن "مدعي عام محكمة أمن الدولة وجه تهمة التآمر بقصد القيام بأعمال ارهابية لأبو قتادة في قضيتين تتعلقان بالتحضير لاعتداءات كان حكم بهما غيابيا عام 1998 و2000".


وقد حكم على أبو قتادة بالإعدام في الأردن في 1999 بتهمة التآمر لتنفيذ هجمات إرهابية من بينها هجوم على المدرسة الأميركية في عمان، لكن تم تخفيف الحكم مباشرة إلى السجن مدى الحياة مع الأشغال الشاقة. وفي العام 2000 حكم عليه بالسجن 15 عاما للتخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية ضد سياح أثناء احتفالات الألفية في الأردن.


وكان الداعية الإسلامي المتطرف، عمر محمود عثمان، المعروف باسم أبو قتادة والذي كان يوصف في الماضي بأنه "سفير بن لادن في أوروبا"، وصل إلى عمان صباح الأحد على متن طائرة عسكرية أقلته من بريطانيا، حيث خاض معركة قضائية طويلة لمنع ترحيله.


عائلة أبو قتادة باقية في بريطانيا
وبثت قنوات التلفزة المحلية مشاهد ظهر فيها رجل الدين الفلسطيني الأصل البالغ 53 عاماً مرتديا جلباباً أبيض أثناء دخوله الطائرة التابعة لسلاح الجو الملكي في قاعدة نورثولت العسكرية غربي لندن.


وأكدت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي أن الأردني المتشدد "غادر" الأراضي البريطانية. وقالت إن "أبو قتادة تم ترحيله اليوم إلى بلده الأردن لكي تتم محاكمته هناك بتهم إرهاب".


وأضافت أن "رحيله يكرس نهاية الجهود التي بذلت منذ العام 2001 لترحيله، وأعتقد أن الرأي العام البريطاني سيرحب بهذا الأمر".


وكان أبو قتادة نقل إلى المطار العسكري من سجن بيلمارش ذي الإجراءات الأمنية الصارمة في جنوب شرق لندن ضمن موكب مؤلف من شاحنة مصفحة تابعة للشرطة وسيارتين وجيب رانج روفر.


وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون صرح في مايو/أيار أنه سيكون "واحدا من أسعد الناس في بريطانيا" بعد رحيل الداعية الذي أوقف للمرة الأولى في هذا البلد في 2002 بموجب قانون مكافحة الإرهاب.


وقد أدخل أبو قتادة السجن عدة مرات في السنوات الأخيرة.


وستبقى زوجة أبو قتادة وأبناؤه الخمسة في بريطانيا التي وصل إليها في 1993 ثم حصل على اللجوء.


"سفير بن لادن في أوروبا"
وأبو قتادة واسمه الأصلي عمر محمود محمد عثمان مولود في 1960 في بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، وهو يحمل الجنسية الأردنية، لأنه ولد في هذه البلدة عندما كانت الضفة تابعة للأردن.


وقد اشتهر أبو قتادة في بريطانيا - حيث يعتبره القضاء "تهديدا للأمن القومي"- بخطبه المعادية للغربيين والأميركيين واليهود.


ويوصف أبو قتادة بأنه "أهم داعية متشدد" في بريطانيا و"سفير بن لادن في أوروبا"، وقد تحول إلى كابوس للسلطات البريطانية التي بذلت جهودا شاقة لمدة عشر سنوات من أجل طرده.


ووصفه القاضي الإسباني بالتازار غارثون بأنه "سفير أسامة بن لادن في أوروبا" و"الزعيم الروحي للقاعدة" في أوروبا.


وعثر على تسجيلات فيديو لخطبه في شقة أقام فيها محمد عطا أحد منفذي اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة.


وكان أبو قتادة، الذي أمضى السنوات الأخيرة في محاولة منع تسليمه إلى الأردن أمام القضاء البريطاني والقضاء الأوروبي، أعلن عن طريق محاميه ومن دون أن يكون ذلك متوقعا، أنه موافق على العودة إلى بلده بعد إبرام الاتفاقية التي تضمن محاكمته بشكل عادل.


معركة قضائية كلفت بريطانيا 2.5 مليون دولار
وكانت المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان أشارت إلى احتمال استخدام أدلة تم الحصول عليها تحت التعذيب ضده في القضاء الأردني، لعرقلة تسليمه.


ومنذ العام 2002، اعتقل أبو قتادة في بريطانيا بموجب قانون مكافحة الإرهاب وبقي مسجونا أو خارج السجن بكفالة وتحت رقابة مشددة منذ ذلك الوقت، استناداً إلى معلومات استخبارية أكدت أنه زعيم روحي لمجندي القاعدة الجدد. لكنه لم يحاكم لأي جريمة في بريطانيا.


وبدأت بريطانيا الإجراءات الرسمية لترحيله في 2005 في معركة قضائية أكدت الحكومة أنها كلفتها أكثر من 1.7 مليون جنيه 2.7 مليون دولار.


والاتفاق الذي وقعته بريطانيا مع الأردن لا يذكر قضية أبو قتادة بالتحديد، لكنه ينص على الضمانات اللازمة لمنع استخدام أدلة تم الحصول عليها تحت التعذيب ضده.


وأكد المسؤول السلفي الأردني محمد شلبي، الملقب أبو سياف لفرانس برس خلال الأسبوع الجاري أنه يأمل أن يتم الإفراج عن أبو قتادة بسرعة.