آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:59ص

دولية وعالمية


معتصمون في رابعة لـ’القدس العربي’: لن نغادر الا جثثا وسنقوم بحملة اغتيالات

الجمعة - 05 يوليه 2013 - 12:20 م بتوقيت عدن

معتصمون في رابعة لـ’القدس العربي’: لن نغادر الا جثثا وسنقوم بحملة اغتيالات

القدس العربي

 ادى المستشار عدلي محمود منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا القسم الدستورية رئيسا لمصر خلال الفترة الانتقالية، والقى خطابا قصيرا اكد فيه انه يستجيب لتكليف من ‘الشعب السيد القائد’ وتعهد باجراء انتخابات رئاسية وتشريعية نزيهة لا تقصي احدا، ودعا الاخوان الى المشاركة فيها.
وتوقعت مصادر مطلعة ان يصدر الرئيس الجديد اعلانا دستوريا خلال يومين لملء الفراغ الحالي بعد دستور 2012 الى حين تشكيل لجنة خبراء لتعديله، حسبما ورد في خريطة المستقبل التي توصلت اليها القوى السياسية واعلنها الفريق اول عبد الفتاح السيسي مساء الاربعاء.
وقوبل اداء الرئيس منصور للقسم بارتياح كبير، خاصة تأكيده على ضرورة المصالحة الوطنية وانتهاء زمن تقديس الحكام في مصر. وجاء تولي منصور للرئاسة غداة الاحتفالات الشعبية غير المسبوقة في تاريخ مصر التي فجرها الاعلان عن عزل الرئيس السابق محمد مرسي، والتي استمرت حتى فجر الخميس.
ونزل ملايين المصريين الى الشوارع تلقائيا يرقصون ويغنون ويهتفون ضد مرسي وجماعة الاخوان، ويعلنون تأييدهم للفريق اول السيسي، بينما يحملون صوره بمجرد انتهائه من تلاوة البيان الذي حضره رموز وطنية ودينية وممثلون عن حركة تمرد التي استنكرت تسمية ما حدث بالانقلاب العسكري، مؤكدة انه انقلاب شعبي استجابت له القوات المسلحة التي قامت بدورها في الحفاظ على الامن القومي حسب الدستور.
وقالت وزارة الصحة ان هجمات شنها انصار مرسي على مراكز للشرطة ومعارضيه في اربع محافظات ادت لمقتل 11 شخصا بينهم ضابط برتبة نقيب.
واصدر قاضي تحقيق مذكرات ضبط واحضار لعدد كبير من قيادات الاخوان بينهم الرئيس المخلوع محمد مرسي وعصام العريان ومحمد البلتاجي وصبحي صالح للتحقيق معهم بتهمة اهانة القضاء والشرطة. وبناء على قرار من النيابة القت الشرطة القبض على المرشد العام للجماعة في قرية الاندلسية السياحية الفخمة في الساحل الشمالي بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين امام مكتب الارشاد قبل عدة ايام. كما امرت بتوقيف خيرت الشاطر بالتهمة نفسه الا انه كان مازال هاربا حتى مساء امس.
واكدت مصادر لـ’القدس العربي’ ان مرسي ما زال موجودا في مقر الحرس الجمهوري تحت الاقامة الجبرية، وانه سيمثل للتحقيق امام النيابة الاثنين المقبل في عدد من القضايا الاخرى بينها هروبه من سجن وادي النطرون،حسبما طلبت محكمة جنح الاسماعيلية التي اصدرت حكما اكد انه كان هرب بمساعدة من عناصر تابعين لحركة حماس تسللوا عبر الانفاق بعد اندلاع ثورة يناير2011.
وقال مصدر عسكري ان مرسي موجود تحت التحفظ وليس الاعتقال، وان هذا الاجراء قانوني نظرا لصدور قرار من النيابة العامة بمنعه من السفر وضبطه واحضاره للتحقيق معه. 
وعلمت ‘القدس العربي’ ان القوات المسلحة حصلت على ادلة بشأن طلبات سرية ارسلها مرسي خلال الاثنين الماضي الى الولايات المتحدة ودول اوروبية للتدخل عسكريا في مصر للحفاظ على رئاسته، وانها قد تشكل جزءا من ادلة لمحاكمته بتهمة الخيانة العظمى وتهديد الامن القومي. ويفسر هذا قيام الجيش باحتجاز الدكتور عصام الحداد مستشار العلاقات الخارجية في الرئاسة مع مرسي في مقر الحرس الجمهوري.
وادت الانباء بوقف الولايات االمتحدة مساعداتها لمصر الى زيادة الغضب الشعبي ضد واشنطن والاخوان، واعتبر كثيرون ان القرار يؤكد اتهامهم بالعمالة، وطالبوا بطرد السفيرة الامريكية من القاهرة.
وبينما كانت القاهرة تشتعل بالاحتفالات مساء الاربعاء، زارت ‘القدس العربي’ ساحة رابعة العدوية التي حولها انصار مرسي الى ما يشبه المعسكر، وقامت على حراسته العشرات منهم مسلحين بالشوم (عصيان غليظة) بينما ارتدوا خوذات معدنية غليظة.
وبينما تجمع عدة مئات منهم امام منصة كانت تنادي بسقوط السيسي وشيخ الازهر والبابا تواضروس والدكتور محمد البرادعي، خلد الباقون للنوم او الراحة في الخيام التي نصبوها على جانبي الطريق.
وقال احد انصار مرسي ان عدد المعتصمين يبلغ مليون شخص، الا ان عددهم الواقعي كما عاينته ‘القدس العربي’ لا يمكن بأي حال ان يزيد عن خمسة الاف شخص، الا انه قد يزيد قليلا خلال النهار بسبب قدوم بعض المناصرين لمرسي، وعودتهم لمنازلهم في المساء.
واكد الموجودون انهم يصرون على البقاء في الاعتصام حتى عودة ما اسموها ‘الشرعية’ باستعادة مرسي للسلطة، وان كلفهم ذلك ارواحهم.
وبينما قال بعضهم ان تجمعهم سلمي وسيبقى سلميا، هدد اخرون في تصريحات لـ’القدس العربي’ مسجلة بالصوت والصورة، باغتيال شخصيات ورموز سياسية وعسكرية ودينية.
وزعموا ان مسلحين اسلاميين استولوا على مراكز للشرطة في الصعيد، وان الجيش الثاني الميداني اعلن انه ما زال يدين بالولاء لمرسي. ونفى قائد الجيش الثاني الميداني في وقت لاحق حدوث اي انشقاق في القوات المسلحة، واكد ان الجيش المصري كما بدا هو على قلب رجل واحد. وشدد على ان القوات المسلحة لا تعتزم القيام بأي دور سياسي ولن تشارك في الحكم، بأي حال من الاحوال خلال المرحلة المقبلة، وان الرئيس المدني الانتقالي والحكومة التي ستتكون من الكفاءات هم من سيديرون البلاد.
وباستثناء هجوم مسلح على مركز شرطة جنوب المنيا لم ترد انباء حول استيلاء اسلاميين على اي مراكز للشرطة في البلاد.
وبالقرب من ساحة رابعة تمركزت قوات للجيش وقامت بتفتيش السيارات المارة للتأكد من عدم تهريب اسلحة، الا ان ناشطين زعموا ان مسجد رابعة الموجود في وسط الساحة يحتوي على كمية كبيرة من الاسلحة، ولم يتسن التحقق من دقة هذه المزاعم.
وسادت اجواء من التفاؤل بين المصريين بعد نجاح ثورتهم، وهو ما انعكس ايجابيا في صعود كبير للبورصة، بينما توقع مراقبون ان تشهد المرحلة المقبلة ظهور اسرار ومفاجآت كبيرة تتعلق بحكم الاخوان، قبل سقوطهم المدوي والتاريخي هذا الاسبوع.