آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-01:56م

ملفات وتحقيقات


كيف سيتقبل الناس في عدن رمضان هذا العام؟

الثلاثاء - 18 يونيو 2013 - 03:36 م بتوقيت عدن

كيف سيتقبل الناس  في عدن رمضان هذا العام؟
رغم كل حالة البؤس التي باتت تعاني منها عدن الا ان الناس مصرة على ان تعيش وتفرح

عدن((عدن الغد))خاص:

 كتب /محمد القاضي

بخطى حثيثة يجر محمد سمير وهو احد أبناء مديرية المنصورة بعدن قدميه صوب مركز تجاري جديد في المدينة أعلن عن تخفيضات في الأسعار وبالقرب من مركز الحجاز التجاري يلقي الرجل نظر شاملة على ماحوله .

المئات من المواطنين بينهم نساء وأطفال يتزاحمون حول بوابة خيمة ضخمة وضعت في المكان وتضم محتويات واحتياجات عدة لشهر رمضان .

يشكل شهر رمضان احد ابرز القضايا التي تشكل محور اهتمامات الناس في عدن وتظل لأسابيع قبله تبحث عن حلول لهذه المعضلة  وحتى يأتي رمضان ويضع بكل ثقله ومشاكله على عاتق الناس .

يرى محمد سمير ان الناس في عدن بات وصول شهر رمضان يشكل اكبر هاجس لها وقبل شهور من وصوله  ويؤكد ان الوضع المالي الصعب لكافة الأسر في عدن يشكل العائق الأكبر أمام حصولها على متطلبات شهر رمضان .

ويضيف بالقول :" املك حاليا 20 ألف ريال هي ثلث مرتبي وانا هنا لأجل شراء احتياجات شهر رمضان  ولكنني أقف حائرا ما الذي استطيع شراءه  الأسعار غالية جدا وكل شي صعب لكن رغم كل هذه الصعوبات إلا إننا سنحاول ان نتقبل الأمر وان نشتري ماتيسر.

 

الوضع الاقتصادي المعضلة الأكبر

تمثل التحديات الاقتصادية للناس في عدن ومحافظات جنوبية عدة الهم الأكبر حيث ان اغلب الناس في الجنوب يتقاضون رواتب حكومية أو عسكرية وهي في الغالب لاتتجاوز الـ 40 ألف ريال يمني أي مايعادل 200 $ دولار أمريكي .

وعلى الجانب الأخر لا يتمكن كثيرون من توفير هذه المبالغ وقد يلجئون إلى الاستدانة من أقارب لهم لأجل تغطية مصاريف شهر  رمضان .

أم احمد وهي امرأة في العقد الخامس من عمرها التقتها "عدن الغد" وسط سوق الشيخ عثمان بعدن وهي تقوم بشراء حاجيات رمضان تقول لـ"عدن الغد" :" نحن قدر الإمكان ان نعيش وان نجاهد لأجل العيش رغم الظروف الصعبة.

تفتح محفظة بنية اللون كانت بحوزتها وتظهر خالية الوفاض إلا من بضع مئات الريالات وتضيف قائلة :" خرجت من البيت اليوم ولدي 23 ألف ريال ولم أتمكن إلا من شراء بعض حاجيات رمضان  والباقي الله يعلم كيف ممكن نسوي به .

تقول أم احمد أنها تعيش بمنزل هي وزوجها وأولادها الستة وجميعهم عاطلون عن العمل والجميع يستند في حياته إلى مرتب تقاعدي خاص بزوجها هو مصدر دخلهم الوحيد .

ورغم كل شيء إلا ان أم احمد وأبنائها وزوجها يعيشون على ماتجود به الحكومة من مرتب تقاعد شهري .

تقول أنها وأسرتها تعودوا على هذه الحياة منذ سنوات مضت .

 

تخفيضات تخفيضات

أدت الأزمة الاقتصادية تعاني منها اليمن منذ عقود مؤخرا إلى ظهور عدد من المراكز التجارية التي ترفع شعار تخفيضات بهدف جذب أنظار وحضور الآلاف من أهالي المدن وبينها مدينة عدن التي شهدت رواجا لهذه المراكز التجارية .

ورغم ان هذه المراكز التجارية لاتقدم في الغالب بضائع جيدة وحسنة إلا أنها تجذب حضور شريحة ضخمة من الناس والأهالي الزائرين .

 

يرجح كثيرون ان تكون انقطاعات التيار الكهربائي في هذه المدينة هذا العام اعنف واقسي مما سبق الأمر الذي يعني ان الصيام سيكون صعب للغاية لدى كثيرين في عدن .

في الغالب تعلن هذه المراكز عن تخفيضات ضخمة لكن الزائر لكل هذه المراكز التجارية سيجد أنها تحوي بضائع تجارية رديئة للغاية .

يقول محمد سلمان وهذا ليس اسمه الحقيقي ويعمل في احد المراكز التجارية لـ"عدن الغد" ان الكثير من هذه المراكز التي ظهرت مؤخرا تبيع في الغالب بضائع تجارية مغشوشة ولاتخضع لأي رقابة من قبل أيا من أجهزة السلطات .

ويضيف بالقول :" انا اعمل بأحد هذه المراكز في عدن واعترف إنني أشاهد الكثير من المنتجات التي يتم استيرادها هي منتجات رديئة لكن التجار يقومون بشرائها بمبالغ رخيصة ويبيعونها هنا بأسعار رخيصة جدا السلطات تغض الطرف كون ان هذا يحل مشاكل الناس والناس لاتتردد في الشراء أيضا .

 

الكهرباء ياعيني على الكهرباء

بالقرب من مركز تسوق في مدينة كريتر التقت "عدن الغد" بشخص في العقد الرابع من عمره عرف نفسه بـ "محمد سليمان القاضي" من أهالي حي الخساف بكريتر  يحمل بين يديه سراج كهربائي صغير يعمل بالشحن .

سألنه ماهذا :" قال هذا ميل كهربائي ينشحن نشتريه لرمضان على الأقل نفطر على سراح مايقعش حمى و ظلمة.

يمثل انقطاع التيار الكهربائي في عدن هذا العام احد أهم التحديات التي تواجه سكان هذه المدينة التي ظلت لسنوات طويلة تعاني الأمرين بسبب الكهرباء .

 

يرجح كثيرون ان تكون انقطاعات التيار الكهربائي في هذه المدينة هذا العام اعنف واقسي مما سبق الأمر الذي يعني ان الصيام سيكون صعب للغاية لدى كثيرين في عدن .

 

 

مسئولون في إدارة الكهرباء في عدن قالوا في تصريحات لـ"عدن الغد" ان قضايا الكهرباء واشكاليتها ستظل قائمة طوال شهر رمضان الأمر الذي يعني ان الناس ستعاني الأمرين هذا العام وأكثر من أي عام مضى حيث ستتواصل انقطاعات التيار الكهربائي ومعها ستكون درجة الحرارة مرتفعة .

 حلو حلو حتى ولو تعبنا انقطاع الكهرباء خلينا نخرج للحافة نسلم على الناس وندردش شوية المهم الناس الناس وقلوب الناس 

منه العوض وعليه العوض

يقول القاضي انه فكر أكثر من مرة بشراء مولد كهرباء لكنه لم يتمكن من ذلك مطلقا والسبب في ذلك هو قيمته المرتفعة لايقل سعر اصغر مولد كهرباء يعمل بالبترول أو الديزل عن 50 ألف ريال يمني أي مايعال 250 $ أمريكي .

يضيف القاضي بالقول :" حتى لو قدر الواحد مننا يشتري المولد الكهربائي من وين حق البترول ولا الديزل تكلفة اليوم الواحد ماتقلش عن 1000 في اقل الحالات يعني 30الف مرتب شخص وشوية والناس حالتها حالة ، هذا إذا عاده ماعطلش وإذا عطل يشتي له علاج ونكد وعذاب .. خلينا بهذا التريك لما ربك يفرجها .

 

عايشين عايشين

 

رغم كل الصعوبات التي تعكر مزاج الناس في عدن وتعطل سير حياتها إلا ان الناس ستعيش أيامها وسيمر رمضان بكل أيامه أيا كانت ومهما يكن فان الناس ستعيش أيامها .

 

تؤكد ذلك أم احمد وتقول وهي تنصرف في طريقها إلى منزلها :" العيد ورمضان أيام العافية أهم شيء العافية والستر من الله وربك كريم يستر على عباده نقص الأكل ولا زاد مايفرق معنا قدنا متعودين إحنا أهل عدن على المتاعب من يوم عرفنا أنفسنا وحتى اليوم لكن ربك كريم .

 

يحمل  محمد سمير عدد من الأغراض على كتفه ويهم بالخروج من مجمع الحجاز التجاري وعلى محياه ترتسم بسمة صغيرة ويقول :"  ماشية ياعم المهم البركة والآلفة والناس تتراحم مانشتيش غير هذا بكرة رمضان بيجي ومعه باتجي الصحون من كل بيت نعممممممممممممة وربي نعمة المهم ربنا مايغير قلوب الناس في عدن ويخليها تتراحم وتتحاب .

يرفع "محمد سليمان القاضي" السراج الكهربائي الذي اشتراه عاليا ويضحك بشدة ويقول :" ايش درانا يمكن ربنا راحمنا بانقطاع الكهرباء خلينا برمضان نخرج ونشوف الناس حوالينا وجيراننا ايش فعلوا وايش عملوا ايش أخبارهم  حلو حلو حتى ولو تعبنا انقطاع الكهرباء خلينا نخرج للحافة نسلم على الناس وندردش شوية المهم الناس الناس وقلوب الناس .