آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-03:38م

ملفات وتحقيقات


سوق المناهج الدراسية السوداء في عدن.. فساد خطير وصمت أخطر واستغاثة مجتمعية الى معالي الوزير بالتدخل العاجل والسريع

الثلاثاء - 02 مارس 2021 - 08:34 م بتوقيت عدن

سوق المناهج الدراسية السوداء في عدن.. فساد خطير وصمت أخطر واستغاثة مجتمعية الى معالي الوزير بالتدخل العاجل والسريع

عدن (عدن الغد) كتب / عدنان حجر :

 قبل اسبوع كنت في طريقي بعد المغرب الى سوق الطري في الشيخ عثمان بمحافظة عدن لشراع قات.. وفي الطريق التقيت بصديق عزيز من ابناء عدن الأصليين جدا سالته : الى اين؟... فرد الى الشيخ عثمان.. قلت له : اكيد تشتري قات.. فرد عليه : لا والله رايح اشتري لابني منهج القران الكريم صف سادس ... قلت له وليش من السوق،، ليش المدرسة ماصرفوا له.. قال لي لا.. قلت له معقول يحدث هذا في عدن.. قال لي قدك باتجي معي وتشوف بنفسك.

 اشتريت قات بسرعة وتحركت مع صديقي واذ به يجيبنا الى الجانب الخلفي لسوق القات،، وهناك وجدت باعة المناهج ينتشرون على رصيف الشارع ويفترشون بالكتب الدراسية على الارض وفوق عديد من الماسات.

 سوق سوداء على اشدها والمناهج الدراسية معظمها جديدة لانج وفي مختلف المراحل الدراسية وباسعار باهظة جداجدا.

 معلوم ان الدولة تصرف ملايين الدولارات ومليارات الريالات في طباعة وجاهزية هذه المناهج وايصالها وتسليمها للمتعلمين والمتعلمات مجانا او بمبالغ رمزية المنهج الواحد الذي قد يصل الى سبعة كتب او احدى عشرا كتابا متوفر بالكامل ،، المنهج الواحد لايساوى مايدفعه الطالب رسميا قيمة نصف كتاب من الكتب التي تباع في السوق السوداء اقلها 500 ريال واعلاها1000 ريال للكتاب الواحد.

 تربويون واولياء امور ومسؤولون يعتبرون الحديث حول هذه القضية حساس وممنوع الكلام حوله بسبب الظروف السياسية الراهنة.

 حقيقة هذه القضية فعلا حساسة جدا وعرضها من قبلنا ليس من باب المناكفة ولا من قبيل الخصومة او العداء السياسي لهذا الطرف او ذاك.. لذلك فاننا هنا سنتحدث عنها من باب المصلحة العامة ومصلحة المتعلمين والمتعلمات وهوالامر الذي سيصب في مصلحة استقرار العملية التربوية والتعليمية.

 سنتحدث عنها بشيء من الاختصار والتركيز وعلى اساس رساله عاجلة وفي غاية الاهمية موجهة الى من يهمهم الامر لوضع الحلول والمعالجات واتخاذ القرارات الحاسمة بما من شانه رد الاعتبار للدولة ولوزارة التربية والتعليم،، وبغية استقرار العملية التعليمية ووصول المناهج الدراسية الى المتعلمين والمتعلمات كاملة.. من مصادرها الفعلية مخازن الوزارة وليس من السوق السوداء.

 قمنا باستطلاع حول هذه القضية مع عدد من القيادات التربوية والمعلمين واولياء الامور وخرجنا بالحصيلة التالية :

1/ المطابع لم تقم بطباعة المناهج كاملة لهذا العام، فشكل ذلك مشكلة منذبداية العام الدراسي واضطراريا تم الاعتماد على الكتب التي بحوزة الطلاب المعادة تالفة وبعضها صالحة من العام الدراسي السابق ممن يغادرون  من فصل الى اخر او يتخرجون من الثانوية.

2/ مخازن المناهج المدرسية المركزية بعدن لم تستلم حصتها من المطابع كاملة وبما يتناسب مع احتياج كل مديرية وكل مدرسة... الامرالذي شكل مشكلة وعجزا كبيرا في الكتاب المدرسي.

3/ كثير من امناء المخازن في المدارس ومكاتب التربية في مديريات المحافظة الى جانب كثير من عمال وموظفي المطابع يقومون ببيع المناهج على المدارس الخاصة وعلى وسطاء وتجار السوق السوداء.

4/ بعض المدارس تقوم بتدوير الكتب التالفة والمستخدمة على الطلاب ولا تاخذ حصتها من المخازن تهربا من دفع اسهاماتها المالية السنوية ممايشكل فائضا في المخازن يتم تسريبه بيعا الى تجار السوق السوداء.

5/ المدارس وخاصة الاساسية لم توفر الكتب الدراسية للتلاميذ، ممايضطر اولياء الامور الى شراءها من السوق السوداء ..

6/ مايثير الاستغراب ويؤكد فساد تربوي في قضية اختفاء الكتاب المدرسي في المدارس ان الكتب التي تباع في السوق السوداء كتب جديدة جدا وخاصة في سوق الشيخ عثمان في عدن.

7/ تربويون واولياء امور يتساءلون؟. هل وزير التربية والتعليم لا علم له بهذا الفساد؟

8/ اولياء امور وتربيون ومهتمون يطالبون وزارة التربية ووزير الوزارة بوضع حد لهذه السوق السوداء التي يتضرر منها بدرجة اولى المتعلمين والمتعلمات والوزارة ايضا التي تنفق ملايين الدولارات في طباعة هذه الكتب دون جدوى.

 كلمة أخيرة.

مطلوب من الاخ وزير التربية والتعليم في عدن بالتدخل العاجل بوضع حد لهذا الفساد التربوي المتعلق بباع الكتب المدرسية وحرمان المتعلمين والمتعلمات منها،، وكذا وضع آلية توزيع وتسليم من المطابع الى المخازن الى المدارس وتعزيز هذه الالية بلجنة متابعة ورقابة تحول دون وصول هذه الكتب الى السوق السوداء ومعاقبة ومحاسبة كل من يثبت تورطه في هذا الفساد الذي يعتبر خطيرا كونه يطال اهم مؤسسة في مؤسسات الدولة ويتسبب في اعاقة سير العملية التعليمية بنجاح.