آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-02:20م

ملفات وتحقيقات


تقرير يتابع التحركات الدولية وخاصة الامريكية لوقف الحرب في اليمن

الثلاثاء - 23 فبراير 2021 - 05:56 م بتوقيت عدن

تقرير يتابع التحركات الدولية وخاصة الامريكية لوقف الحرب في اليمن

(عدن الغد) خاص :

 تقرير يتناول جهود المنظمات الإنسانية في إيجاد حلول لمواجهة المجاعة باليمن..

 

هل يمكن اعتبار قلق الأمم المتحدة من حدوث مجاعة في اليمن واقعياً؟

لماذا يعتبر البعض الحديث عن المجاعة مجرد توجه لدى المنظمات للحصول على الأموال؟

 

هل يمكن القول إن عدم صرف المرتبات وتردي قيمة العملة وغلاء المعيشة

أسباب قد تؤدي إلى المجاعة؟



لماذا عجزت الحكومة عن التعامل مع الملف الاقتصادي؟


كيف يمكن للحكومة والتحالف والمنظمات الإنسانية تفادي المجاعة في اليمن؟


اليمن.. شبح المجاعة

دعا مارك لوكوك منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم
المتحدة امس الاول، في كلمة لمجلس الامن الدولي، إلى جمع نحو أربعة
مليارات دولار في عام 2021 لتمويل العمليات الإنسانية، محذرا من أن
"اليمن يتجه سريعا نحو أسوأ مجاعة يشهدها العالم في عقود".

وقال لوكوك إن حوالي 16 مليون نسمة في اليمن يعانون من الجوع وإن خمسة
ملايين منهم "على بعد خطوة واحدة من المجاعة".

وأضاف أن حوالي 400 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون سوء التغذية الحاد.
وحذر من أن "هؤلاء الأطفال في أسابيعهم وأشهرهم الأخيرة". وقال "إنهم
سيتضورون جوعا حتى الموت".

وقالت صحيفة الشرق الاوسط إن الرئيس الأميركي جو بايدن اعلن  في 4 فبراير
(شباط) 2021، الموقف الأميركي الجديد بشأن اليمن، الذي سيركز على حل
دبلوماسي للصراع وتخفيف معاناة الشعب اليمني. وتمثل مبادرة بايدن هذه
أفضل فرصة حتى الآن لإنهاء الحرب.

وقالت الصحيفة ان الكرة الآن في ملعب الأطراف اليمنية. ويقع على عاتق
الحكومة اليمنية، وكذلك الحوثيين والمجلس الانتقالي الجنوبي وحلفائهم
وشركائهم، قرار انتهاز هذه الفرصة، وعلى حلفائهم الإقليميين دفع الجميع
لفعل الشيء الصحيح.

وتابعت: يترنَّح اليمن على حافة الهاوية. فقد أدَّت ست سنوات من الصراع
إلى مقتل آلاف المدنيين وتدمير الاقتصاد والقطاع العام. هناك اثنان من كل
ثلاثة يمنيين بحاجة إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة.



الجوع والصراع.. دائرة لا تنتهي

وقال مارك لوكوك: لكن المشكلة الأكثر إلحاحاً في اليمن اليوم هي المجاعة.
قد يموت نصف مليون طفل دون سن الخامسة من الجوع في الأسابيع المقبلة إذا
لم يحصلوا على علاج عاجل. خمسة ملايين شخص آخرون على بعد خطوة واحدة من
المجاعة.

واضاف: لعبت دول الخليج العربي دوراً مهماً في توفير التمويل للعملية
الإنسانية في اليمن.

في السنوات الأخيرة، كانت المملكة العربية السعودية وعلى الدوام واحدة من
أكبر الجهات المانحة، في حين قدمت الإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت
مساهمات كبيرة.

كان هذا الكرم حاسماً في تجنب المجاعة وإنقاذ ملايين الأرواح هناك قبل
عامين. حان الوقت للقيام بذلك مرة أخرى. الوضع الآن أسوأ.

وتابع: كما أظهرت المملكة العربية السعودية نفسها رائدة عالمياً في تبني
نهج مبتكر للمساعدات الإنسانية. وكانت في الطليعة من خلال تقديم الأموال
كمنح فردية لوكالات الأمم المتحدة دون شروط. ففي عامي 2018 و2019، تلقت
وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة أعلى مستويات قياسية من التمويل،
ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى هذه المساهمات السخية.

والمح الى ان العام الماضي اثبت أنه أكثر صعوبة. استمرت الحرب في اليمن،
وانتشر الوباء، وكان على وكالات الإغاثة التصدي لتدخل الأطراف المتحاربة.

مضيفا: انخفض تمويل المساعدات بشكل كبير، خصوصاً من دول الخليج العربي
المجاورة. ففي العام الماضي، تلقت عمليات وبرامج الإغاثة التابعة للأمم
المتحدة ما يقل قليلاً عن ملياري دولار. وهذا أكثر بقليل من نصف ما حصلنا
عليه في العام السابق ونصف ما احتجناه. فقد اضطر برنامج الغذاء العالمي،
على سبيل المثال، إلى خفض المساعدات الغذائية من 13.5 مليون شخص شهرياً
إلى 9 ملايين.

الأطفال يعانون، يُقتلون، أو يُشوهون كل يوم في اليمن بسبب النزاع. هذه
ليست اللحظة المناسبة للابتعاد أو التخلي عنهم. لا يوجد طفل يستحق أن
يموت من الجوع. إنَّ حرمان طفل جائع من الطعام هو أمر قاسٍ.

وقال لوكوك: لا شك في أنَّ المساعدات المالية تساعد في إنقاذ الأرواح. في
حين أنَّ الغذاء وحده لا يستطيع حل المشاكل التي تخلق احتياجات إنسانية
في المقام الأول، إلا أنه يزيد من احتمالات السلام. إذا تركت من دون
رادع، فسوف يدور الجوع والصراع في دائرة لا تنتهي.

أولئك الذين يمتلكون السلطة في المنطقة يأخذون مسؤولياتهم على محمل الجد
للمساعدة في إنهاء الحرب في اليمن.

في 1 مارس (آذار) 2021، تعقد الأمم المتحدة مؤتمر تعهدات المانحين رفيع
المستوى لعملية الإغاثة في اليمن لهذا العام.

لا يمكننا الحفاظ على الوضع التمويلي الراهن. إن مزيداً من الأموال
لعملية الإغاثة هو الطريقة الأسرع والأكثر فاعلية لمنع حدوث مجاعة واسعة
النطاق.

أحث جميع دول الخليج إلى العودة إلى مستويات التمويل لعامي 2018 و2019.
فقلة التمويل ستكون كارثيَّة على آفاق السلام في البلاد. الفقر والجوع
يغذيان الحرب. نأمل أن يقدم كل من لديه اهتمام باليمن وسائل المساعدة
لتجنب المجاعة الجماعية والمساعدة في تقريب السلام.

هذه هي اللحظة المناسبة للتدخل إذا أردنا حماية اليمن من كارثة إنسانية غير مسبوقة.



المجاعة تهدد أطفال اليمن

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حذر في وقت سابق من خطر
مواجهة اليمن أسوأ مجاعة عرفها العالم منذ عقود، محذّرا من "خسارة ملايين
الأرواح ما لم يتم القيام بتحرّك فوري".

وأشار أنطونيو غوتيريس  إلى أن اليمن يواجه "حاليا الخطر الوشيك لحدوث
أسوأ مجاعة عرفها العالم منذ عقود". وحذّر غوتيريس من "خسارة ملايين
الأرواح ما لم يتم القيام بتحرّك فوري".

وتابع غوتيريس: "أطالب الجميع بتجنّب اتّخاذ أي إجراءات من شأنها أن
تفاقم الوضع المتردي أساسا"، مضيفا: "أدعو جميع الأطراف التي لديها نفوذ
لمعالجة هذه المسائل بشكل عاجل لتجنّب وقوع كارثة. وإلا فسنواجه خطر حدوث
مأساة لا تقتصر على خسارة أرواح بشكل وشيك فحسب، بل تحمل تداعيات سيتردد
صداها إلى ما لا نهاية في المستقبل".

وفي معرض حديثه عن الأسباب التي تزيد من خطر تعرّض اليمن إلى مجاعة، أشار
الأمين العام للأمم المتحدة إلى "الخفض الكبير" للتمويل لعمليات الإغاثة
التي تنسقها الأمم المتحدة هذا العام مقارنة بالعامين 2018 و2019، إضافة
إلى عدم استقرار قيمة الريال اليمني والعقبات التي يواجهها العاملون في
مجال الإغاثة ميدانيا.

ومن الواضح ان المجاعة في اليمن تهدد خمسة ملايين طفل بالموت بحسب الامم
المتحدة التي طالبت برفع درجات التمويل لمنظماتها الانسانية العاملة في
اليمن كما والبحث المشترك عن حلول ناجعة لتفادي خطر المجاعة الوشيك.



المجاعة.. حقيقة أم عذر للتمويل؟

ويتهم كثير من المراقبين الأمم المتحدة بتضخيم خطر المجاعة في اليمن
للحصول على التمويل من دول الخليج والدول المانحة، ويقولون إن المنظمات
التابعة للأمم المتحدة بددت الكثير من الأموال التي حصلت عليها من مانحين
في الرواتب والنثريات التي تصرفها على عامليها في اليمن ولم تخصص سوى
مبالغ بسيطة للإغاثة والأعمال الإنسانية فيما يرى آخرون ان المجاعة في
اليمن باتت امرا واقعيا من خلال غلاء المعيشة في البلاد وعدم صرف
المرتبات وهبوط اسعار العملة اليمنية مقابل النقد الاجنبي وارتفاع اسعار
السلع الغذائية والاستهلاكية، وكل هذه عوامل تنذر بمخاطر كبيرة على حياة
اليمنيين وقد تؤدي في المجمل الى حدوث المجاعة التي تحذر منها المنظمات
الانسانية الدولية في ظل عجز الحكومة اليمنية عن القيام بواجبها لإصلاح
المنظومة الاقتصادية وفي مقدمتها تحقيق الاستقرار للعملة اليمنية وضبط
اسعار السلع الغذائية في الاسواق المحلية وفرض رقابة على التجار الموردين
والبائعين وصرف المرتبات بصورة منتظمة، وما لم يحدث ذلك فإنه على الحكومة
إعلان فشلها وعلى الشعب انتظار كوارث قادمة بحدوث المجاعة وما بعد
المجاعة.