آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-06:47م

صفحات من تاريخ عدن


مشكلة الكهرباء بلا حلول.. عدن على موعد مع صيف كارثي وساخن

الثلاثاء - 16 فبراير 2021 - 10:43 ص بتوقيت عدن

مشكلة الكهرباء بلا حلول.. عدن على موعد مع صيف كارثي وساخن

(عدن الغد)خاص:

تقرير/عبداللطيف سالمين:

يعيش أهالي مدينة عدن كل عام فصل الشتاء وأعينهم تترقب وضع حلول جذرية وحقيقية لمشكلة الكهرباء المزمنة، قبل حلول فصل الصيف المعروف بشدة الحر، وفي الأيام الأخيرة تكرر خروج منظومة الكهرباء بشكل كلي عن المدينة مع قرب قدوم الصيف وهو ما جعل المواطنين في خوف وترقب وتسائل، كيف سيكون وضع كهرباء عدن في الصيف القادم والذي بدأت ملامحه تتشكل رويدا منذرة بصيف كارثي قد تعيشه المدينة والتي بحسب اقوال المواطنين تتلخص مشكلتها الأساسية، بشكل رئيسي في عدم اكتراث المسؤولين واستهتارهم باحتياجات الناس الضرورية كخدمة الكهرباء.

يفقد المواطنين في عدن الأمل يوما وراء يوم من قدرة الجهات المعنية على معالجة مشكلة انقطاع الكهرباء في المدينة، ومع كل ذلك اليأس يأمل اهالي المدينة ان تجد اصواتهم آذان صاغية وقلوب رحيمة تهتم وتتابع وتحرص على تجنيبهم عيش صيف حار وحارق.

- بلغ الحياء حد الصمت

بدأ فصل الصيف يلوح في الأفق وتتضح ملامحه رويدا على أجواء مدينة عدن، هذا العام، وكان الجميع يأملون تغير كثير من المسائل المؤرقة والتي عانوا منها طوال السنوات الماضية وبالأخص مسألة انقطاع التيار الكهربائي، لكن الأمنية يبدو أنها باتت في عداد المستحيل مع ما نشهده من تردي أوضاع الكهرباء في التي توشك أن تستقبل الصيف في حالة يرثى لها بسبب انقطاع الكهرباء أثناء ساعات النهار أو الليل على حد سواء.

وقال أبناء مدينة عدن،إنه بلغ بهم الحياء حد الصمت من كثر الشكاوي والمناشدات جرَّاء استمرار انقطاع الكهرباء في الوقت الذي فقد ذلك الشعور لدى الحكومة نفسها.

ويؤكد المواطنون أن غياب الجهات الرسمية عن المشهد زاد من صعوبته في ظل معاناة العدنيين من أزمات عدة مثل الفقر، والبطالة، وارتفاع الأسعار، لتأتي أزمة الكهرباء وتضاعف من معاناتهم.

ولفتوا إلى انهم أصبحوا يستحون من كثر المناشدات بينما الحكومة اليمنية ووزارة الكهرباء تقابل ذلك بصمت مريب وعدم استشعار بالمسؤولية.

- نصف يوم بلا كهرباء

وبعد خروجها عن الخدمة يوم أمس، عادت منظومة الكهرباء للعمل بنصف القدرة حيث تبلغ ساعات الإنطفاء ثلاث مقابل ثلاث تعود فيها للعمل، وفي السياق أكد مصدر فني في كهرباء عدن أن خلل فني تسبب بخروج المنظومة، موضحا ان الفرق الفنية باشرت إصلاح العطب باشراف مباشر من مدير عام كهرباء عدن مجيب الشعبي، واعادة المنظومة تدريجيا إلى الخدمة.

وأعرب المصدر عن استياءه من كل من لا يقدر جهود قيادة المؤسسة والكادر والموظفين ،الذين يعملون في ادنى مستوى المتاح من الاحتياجات بشكل عام الفنية والادارية والنقل ،وتخلف وقدم في شبكات التوصيل التي صارت مثل الشبكة العنكبوتية بسبب الربط العشوائي وسرقة التيار الكهربائية ،فيما المحطات متهالكة يفترض تحال للتقاعد.

وكشف المصدر إن من يزور هذا الموقع الخدماتي،يصاب بالفاجعة والذهول ،أوضاع صعبة يعملون فيها الطواقم ،في ظل إنعدام الاحتياجات الفنية ،والضغط في استخدام الخدمة الطلب يفوق العرض.

وشدد المصدر إن مؤسسة الكهرباء بحاجة لخطة حقيقة يعاد من خلالها ترتيب الكادر الوظيفي المؤهل لتحمل المسؤولية في جميع الدوائر والأقسام ،وتوفير سيارات شاصات لكل مديرية تكون لديها احتياجها الخاص لأي طوارئ أو خدمات للمستهلكين ،حيث اليوم تعمل سيارة مناوبة واحدة ل٣مديريات وهي التواهي والمعلا وصيرة.

وطالب بتوفير الاحتياجات الفنية كاملة حيث صارت كل محطة التوزيعات في الأحياء عند حدوث تلف الفيوز يقومون عمال المناوبة في طوارئ الكهرباء  بعملية ربط سلك بسبب إنعدام الفيوزات لديهم ،فمتى يحصل مثل هذا العمل العشوائي والتخبط .

واختتم بالإشارة إلى إن الصيف قادم ،ويحمل معه من  المعاناة الكثير ،فيصعب للحلول الترقيعية أن تعطي نجاح.

ولهذا يجب عمل إجتماعات عاجلة ومزمنة بالاحتياجات وفصل كل مديرية بطاقم مناوب وسيارة  حتى يتم المعالجة سريعا ،والبدء بتنفيذ تحمل المسؤوليات لأصحاب المؤهلات والخدمة وحسن وتفعيل الجوانب الايرادية وضبط العمل الاداري والمالي.

ماذا كشفت زيارة المحافظ لمؤسسة الكهرباء؟

زار محافظ محافظة عدن أحمد حامد لملس، مؤسسة الكهرباء مطلع الأسبوع، للاطلاع على سير عمل المؤسسة، وأعرب عن استياءه لغياب نواب المدير العام، مشددا على اتخاذ الإجراءات الرادعة بحق المتغيبين لفرض الانضباط الوظيفي.

وكشفت الزيارة الأخ عن حجم التخلف الكبير الذي تعيشه المؤسسات الخدماتية في عدن.

وناقش المحافظ  مع مدير عام كهرباء عدن مجيب الشعبي، الاستعدادات لفصل الصيف القادم واحتياجات المؤسسة من قطع الغيار والفلترات والزيوت.

وقدم الشعبي صورة مفصلة عن الوضع الفني لكهرباء عدن خاصة في فصل الصيف القادم، مستعرضا جملة من الحلول التي من شأنها تقليص العجز في التوليد.

محطة الحسوة وكوادرها رقم صعب

وفي السياق علق الإعلامي محمد الباخشي على زيارة المحافظ ووضع مؤسسة الكهرباء في عدن مشيرا الى إن واقع تحسين الخدمات لن يتأتى بهذة الطريقة ،بالزيارة السريعة والتوقيفات في ظل عمل تلك القيادات على مدار اليوم ويواجهون المواطنين الذين يفتقرون المسؤولية وآداب الحديث بالشتم والوعيد ،ومع ذلك يتم إمتصاص غضبهم والعمل في أحلك الظروف.

ويرى الباخشي أن محطة الحسوة وكوادرها رقم صعب فهي عمود التوليد ولايمكن الإستغناء عنها وهي المنقذ الدائم للشبكة بإمكانياتها المتاحة.

وأضاف الباخشي: لا أبالغ عندما أقول بأنها أضمن من محطة الرئيس التي لم تسلم من وضع العراقيل أمامها وتأخير إدخالها مع إنها تحت مسؤولية شركة بترومسيلة العالمية بإمكانياتها التي ليس لها حدود ومع هذا نخشى أن تنحني ولاتفي بما هو مأمول منها خاصة وأنه يدور حديث على إن شركة بترومسيلة لم توفر بعض المعدات المساعدة ويقال مفاتيح للربط بالشبكة وبالتالي ستدخل على حساب إخراج المولد الصيني لإستخدام مفتاحه مؤقتا لفترة عام أو أكثر لحين توفير مفتاح.

وتساءل الباخشي:  هل يعقل عجز بترومسيلة أو أنها ظاهرة متأصلة بضرورة إخراج توليد حكومي قديم كلما دعت الضرورة لدخول توليد جديد وهذا يعني سيطرة شركات الطاقة المشتراه ومنع الإستغناء عنها.

وأشار الباخشي الى أن هناك من يريد تجسيد صورة في أذهان المواطن أن اطفاء الكهرباء في فترة العجز هو عمل تخريبي وأن عمال ومسئولين المحطات ومناوبين التشغيل في المحطات والتحكم هم خلف هذا ويحاول تجسيد العملية أنها مؤامرة وللاسف انه يتم ذلك التشويه عبر اشخاص ينتمون وموظفين في الكهرباء وحق يراد به باطل.

وأختتم: لا يخلو مرفق حكومي في المدينة من الفساد ولكن هناك ايادي تحاول بكل جهد ان توجه الرأي العام في الشارع الجنوبي حتى تغطي فشل وعجز الجهات المسؤولة في توفير الكهرباء من خلال بناء محطات ودعم إعادة تأهيل المولدات.