آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-03:31ص

شكاوى الناس


تحقيق :غارة جوية يمنية تفقد لبنان عقلها ((صور))

الثلاثاء - 04 يونيو 2013 - 03:47 م بتوقيت عدن

تحقيق :غارة جوية يمنية تفقد لبنان عقلها ((صور))
الطفلة لبنان امام المنزل في قرية باتيس اخرجها اهلها من غرفتها بعد فك اسرها للتصوير

جعار((عدن الغد))خاص

قبل اكثر من عام وفي صباح يحمل علامات يوم من ايام "ابين الحرب" حيث كل الاسلحة البرية والبحرية والجوية تستخدم هناك وفي منطقة "باتيس شمال مدينة جعار" معقل مسلحي انصار الشريعة المرتبطة فكريا وتنظيميا بتنظيم القاعدة التي كانت تسيطر على مدن في ابين اهمها العاصمة زنجبار الى جانب مدينة جعار كبرى مدن المحافظة وضواحيها بما فيها باتيس التي شهدت الواقعة.

 في ذلك الصباح الذي شكلت ساعاته الاولى نقطة مفصلية "وتراجيدية" في حياة طفلة في السابعة من عمرها تدعى وبرمزية من سخرية القدر "لبنان" .

يقول والد الطفلة  اصبحت لبنان شاردة تماما وتعيش في عالم غير عالمنا وتتصرف بشكل غريب على الطبيعة البشرية ونحن نموت لأجلها في اليوم ملايين المرات.

كانت الطفلة لبنان تقف على سطح منزلها المبني على قرار منازل المنطقة بطريقة تقليدية تشع عوز وتواضع وتلبي حاجة السكان الاساسية وهي "الستر" وبينما كانت الطفلة واقفة شنت طائرة للجيش اليمني غارة على تجمع مفترض لعناصر من انصار الشريعة ولكن القنابل الملقاة اخطأت طريقها كالعادة لتنفجر بالقرب من المنزل الذي كانت الفتاة تقف على سطحه فرميت الفتاة بفعل الانفجار ووقعت على راسها فاقدة للوعي وفاقدة لأشيأ اخرى تتبعه الى الابد.

 

تم اسعاف لبنان الى المستشفى وعولجت من الاصابات ولكن هناك اصابات قال الاطباء انها ان لم تنقل الى الخارج ستلازمها الى اجل غير مسمى ان لم يكن مرافقة دائمة الى نهاية عمرها.

 

وتفاقمت مأساة الطفلة واسرتها وتفاقمت مأساة ابين وخطفت البسمة من شفاه الاسرة والوعي من عقل لبنان وخطف المسلحون عشرات الجنود من مشارف زنجبار في عملية شكلت صدمة للكل وصدمت اسرة الفتاة بفقدان لبنان الحقيقية وتبدلت الاحوال عند "لبنان" وابين.

 

يقول والد الطفلة ويدعى خضر راجح حسن  لـ"عدن الغد": "فقدت ابنتي منذ ذلك اليوم ولم تعد لبنان التي نعرفها كما كانت هناك الم نفسي نعاني منه بسببها كل ثانية وكل دقيقة وكل ساعة وكل يوم تبدلت ابنتي لم تعد على طبيعتها كانت طفلة هادئة ومضرب مثل في السكينة لدى كل سكان الحي الى ان كانت الغارة".

 

فقدت لبنان طبيعتها كما فقدت ابين الفن والجمال طبيعتها وتبدلت الاحوال وستمرت الاسرة في التعايش بألم بالغ مع طبيعة جديدة لطفلة لا تعي شيء وتفعل كل شيء وتؤذي نفسها وتأكل كل شيء ووزارة الدفاع لم تقدم اي شيء رغم التقارير الطبية واستمر سكان ابين في التعايش بألم ايضا مع احوال جديدة لمحافظهم ولم تقدم وزارة الدفاع اي شيء كذلك غير غارة تؤذي ولا تفيد.

 

ويواصل والد الطفلة سرد فصول حكاية ابنته المأساوية قائلا:" اصبحت لبنان شاردة تماما وتعيش في عالم غير عالمنا وتتصرف بشكل غريب على الطبيعة البشرية ونحن نموت لأجلها في اليوم ملايين المرات فقد بدأت تأتي بتصرفات مؤذية لنفسها فهي تأكل الصابون والزجاج وتهرب من البيت باتجاه الجبال وهو ما اجبرني على ربطها بالسلاسل وانا اتحطم وتتقيد نفسي من خوفي عليها" .

 

لم يلتفت احد من المسئولين والمختصين لحالة "لبنان" ودخلت الاسرة في عذاب التنقل بالطفلة من مشفى الى اخر دون نتائج مرضية او حتى مسكنة للوضع واستمر التجاهل الرسمي للبنان ولأبين واستمرت اعراض الاصابة تنخر في لبنان واستمرت علامات القهر تأكل من نفسيات ابناء ابين .

 

تفاقمت مأساة الطفلة واسرتها وتفاقمت مأساة ابين وخطفت البسمة من شفاه الاسرة والوعي من عقل لبنان

ويحكي خضر كيف تعب في محاولة ارجاع طفلته الى طبيعتها ويقول :"امضيت اشهر كاملة وانا اتنقل من مستشفى لأخر في عدن وجميع الاطباء ينصحوني بنقلها الى الخارج للعلاج وامتلك تقارير طبية تثبت ذلك  لكن انا الا استطيع تحمل نفقة السفر والعلاج فانا موظف بسيط اتقاضى راتب 29 الف ريال فقط في المجلس المحلي في جعار ولدي اسرة مكونة من 9 افراد."

 

 

تصرف وزارة الدفاع ملايين الريالات كبدلات سفر للقادة ومنح دراسية لابناء كبار قادة الوزارة وتعجز كما يبدو ان تعالج طفلة تسببت في فقدانها طبيعتها رغم ان هناك تقارير توصي بعلاجها في الخارج وتعطي أملا في امكانية عودة لبنان الهادئة كما كانت وهي امنية والدها كما يقول:"  لبنان تعاني من ألام شديدة في الرأس وبين الحين والاخر تصاب بالتشنج وتظل نصف ساعة وايديها وارجلها متشنجة ولم يتبقى لامها واخوانها سوى ذرف دموعهم عليها  الغارة التي انهت حياة ابنتي لم تحقق اي هدف لان المكان كان خاليا من القاعدة امنيتي في هذه الدنيا ان تعاد لبنان الى ما كانت عليه سابقا واتمنا ان اموت وانا قد شاهدت ابنتي بعيني وهي بصحتها الجيدة".

 

نجحت وزارة الدفاع في اخراج المسلحين من ابين وعادت المحافظة الى طبيعتها خطوة بخطوة ولكن الوزارة الى الان لم تساعد في عودة لبنان الى طبيعتها رغم المناشدات التي يقدمها والدها وهوكما قال مستمر في رفع المناشدات الى ولاة الامر لمساعدة ابنته في استرجاع طبيعتها التي افقدتها وزارة الدفاع اياها ويقول :اناشد رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ووزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر احمد ووزير الصحة والسكان التكفل بعلاج "لبنان" واعادتها الى الحياة كما كانت في السابق فهذا حقها وتعويضها حق ربانيا وانسانيا.

 تصرف وزارة الدفاع ملايين الريالات كبدلات سفر للقادة ومنح دراسية لابناء كبار قادة الوزارة وتعجز كما يبدو ان تعالج طفلة تسببت في فقدانها طبيعتها رغم ان هناك تقارير توصي بعلاجها في الخارج

والغريب في الامر ان تعويضات ابين التي ازكمت الانوف بقصص الفساد التي تضمها لم تشمل "لبنان" الخاسر الاكبر من كل ذلك العبث رغم سقوط قتلى فلبنان خرست ما يزينها كبشر وهو العقل فقد بدأت السلطة المحلية في ابين منذ ايام بصرف تعويضات للمتضررين من الحرب على الارهاب والقاعدة في مدن ابين خصوصا الذين تم تدمير منازلهم وشمل متنفذين وفاسدين ومقاولين لبطولة خليج 20 الا ان التعويض الذي يقدر بمليارات الريالات  لم يشمل الطفلة لبنان , ليبقى السؤال هل التعويضات خصصت لمن فقد شيء مادي ويحرم منه من فقد حياته او بتر عضوا من جسده .

 

فقدت ابين شيئا من طبيعتها وهي تناضل لاستعادته كمحافظة للجمال والخضرة والفن وطريقها مفتوح وفقدت لبنان كل شيء من طبيعتها ورغم نضال الاسرة لاستعادة ذلك فلازال طريقها مسدود الى ان يفتح الله على يد خير من ولاة الامر باب لعودة "لبنان

 

كتب / فواز منصر

تصوير/ وليد الضبعي - جعار - تحقيق خاص بصحيفة عدن الغد يمنع نشره باي وسيلة اعلامية اخرى