آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-12:03ص

اليمن في الصحافة


اليمن: الجنوبيون بين التصالح والتوتر الزاحف

الجمعة - 14 يناير 2011 - 10:28 ص بتوقيت عدن

اليمن: الجنوبيون بين التصالح والتوتر الزاحف
مشاركون بمهرجان للحراك الجنوبي امس الخميس بلودر - عدن الغد

المستقبل اللبنانية

تظاهر الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي أمس في عدد من المناطق الجنوبية من اليمن إحياء لذكرى أول مهرجان للتصالح والتسامح عقد العام 2006 بين الجنوبيين الذين فرقتهم أحداث الثالث عشر من كانون الثاني (يناير) من العام 1986 في عدن، في ظل توتر عام يسود هذه المناطق وبخاصة محافظات لحج وأبين والضالع حيث وقعت خلال الأيام الأخيرة اشتباكات بين قوات الجيش وأنصار الحراك أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا بين قتيل وجريح، في وقت أعلن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم أنه سيرد على مطالب المعارضة بشأن التعديلات الدستورية التي قدمها الحزب إلى مجلس النواب وترفضها المعارضة، وسط أنباء عن احتمال تأجيل الانتخابات التشريعية المقبلة.


وكان الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي تظاهروا في كل من الحبيلين في محافظة لحج والضالع ولودر في محافظة أبين إحياء لذكرى التصالح والتسامح رغم فرض قوات الجيش على محيط المدينة إجراءات أمنية مشددة حيث رفع المشاركون في هذه التظاهرات الشعارات التي حملت عبارات تمجد مبدأ التصالح والتسامح وتدعو أبناء الجنوب إلى ترسيخ قيمه ومبادئه السامية بينهم، وأخرى تندد بالحصار الذي تفرضه القوات العسكرية على مدن ردفان وقطع الاتصالات ومنع دخول المواد التموينية والبترولية والدوائية إلى مديريات ردفان منذ السبت الفائت، كما ردد المتظاهرون هتافات تطالب بالانفصال عن دولة الوحدة والتصدي لقوات الجيش.


وطالب القيادي في الحراك وسفير اليمن السابق لدى موريتانيا قاسم عسكر جبران العسكريين الجنوبيين في الجيش برفض أوامر قمع الاحتجاجات السلمية في الجنوب، كما دعا أبناء ردفان الى التصدي لقوات الجيش والدفاع عن "أرضهم وكرامتهم" على ما قال، كما دعا عسكر المنظمات الدولية والإنسانية إلى النظر في كل ما تمارسه السلطات في الجنوب "من قتل وتشريد وتدمير للمنازل وضرب القرى المأهولة بالسكان والزج بالمئات من أبناء الجنوب في المعتقلات".


وقال عسكر الذي كان يلقي كلمته في ظل حضور العديد من قادة الحراك الجنوبي بينهم ناصر الخبجي إن السلطة تحاول بث روح الفرقة والخلاف بين أبناء الجنوب ليسهل لها ضرب الحراك الجنوبي وقمع أبناء الجنوب.


وفي مهرجان لودر في محافظة أبين، ألقى رئيس الوزراء السابق حيدر أبوبكر العطاس كلمة في المهرجان عبر الهاتف أكد فيها ضرورة وحدة الصف بين عناصر الحراك، كما طالب بفك الارتباط بين الشمال والجنوب.


وكان العطاس طالب وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي زارت اليمن أخيراً بالنظر في الأوضاع في الجنوب، مشيراً في رسالة وجهها إلى كلينتون مع مجموعة من القيادات الجنوبية الى أن "معالجة المعضلة الخطيرة القائمة وما تحمله من تحديات وتهديدات كثيرة يتطلب في الأساس تمثيلاً ومشاركة من كلا الطرفين المعنيين بهذه القضية، وهما الجنوب والشمال، كما أنه يتطلب مشاركة شاملة وجادة ومباشرة من قبل الأطراف الإقليمية والدولية وفي مقدمها الولايات المتحدة".


وأشار إلى أن "كافة الوقائع تشير إلى أن التعديلات الدستورية وكذلك الانتخابات البرلمانية المقررة في نيسان (أبريل) المقبل تم وضعها لتلبي ولتحقق هدفاً واحداً ألا وهو تمكين الرئيس علي عبد الله صالح من الاستمرار في سيطرته على المشهد السياسي ومن أجل دوام استئثاره الشخصي بالسلطة، وإننا نؤمن بأن مثل هذه الترتيبات لن تؤدي إلا إلى تعميق الأزمة القائمة وبما ينذر بعواقب خطيرة".


وقال إن "شعب الجنوب على قناعة تامة بأن الانتخابات البرلمانية المقبلة لا تمثل شيئاً بالنسبة اليه ولا لتطلعاته، بل إنها ستعمق الوضع الذي يعانيه ويرفضه بقوة، كما أن شعب الجنوب يدرك أن نظام صنعاء يهدف الى استغلال هذه الانتخابات من أجل الإدّعاء ولتزييف مشروعية هي غير قائمة في الأصل من أجل استمرار احتلاله الجنوب، لذلك فإن شعب الجنوب يعارض ويرفض هذه المخططات الشريرة التي تتجاهل مطالبه المشروعة وحقه في تقرير المصير".


واعتبر أن "اعتراف نظام الرئيس علي عبد الله صالح بالقضية الجنوبية وقبوله بإجراء مفاوضات سياسية فورية مع قادة الحراك السلمي الجنوبي تحت رعاية إقليمية ودولية سيكون خطوة أساسية لا بد من تحقيقها أولاً حتى يمكن الاتجاه لمعالجة المسائل الخطيرة الأخرى".


إلى ذلك، قالت مصادر رسمية إن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم يعكف في الوقت الحاضر على إعداد رسالة رد على الرسالة التي تلقاها من أحزاب اللقاء المشترك المعارض بشأن الرؤية المقدمة من المؤتمر حول التعديلات الدستورية وإجراء الانتخابات النيابية العامة في نيسان (أبريل) المقبل.


وقالت المصادر إن المؤتمر الشعبي حريص كل الحرص على التمسك بالاستحقاقات الدستورية ويجدد الدعوة لكافة القوى الوطنية ومن بينها أحزاب اللقاء المشترك للمشاركة في مناقشة مشروع التعديلات الدستورية وإبداء آرائها بشأنها والانخراط في الخطوات والاستعدادات الجارية لإجراء الانتخابات العامة في موعدها، ويؤكد في الوقت نفسه تمسكه بالحوار الوطني قبل الانتخابات وبعدها.

صنعاء- من صادق عبدو