فبراير اليمن 1 (للكاتب/صلاح الواسعي)
وأنا أراجع سياق أحداث فبراير, أستوقفني حدث "إنحياز علي محسن الأحمر لصف الثوار", ولوهلة شعرت وكأنني وجدت طرف خيط لفهم إدراما إنهيار الدولة.!
بمقارنة موقف الجيش اليمني بموقف الجيش في كلاً من تونس ومصر والحياد الإيجابي لمؤسسة الجيش لصالح السيادة وحماية الدولة في مصر وتونس أدركت فداحة إنحياز الفرقة الأولى مدرع وعدد من الألوية العسكرية لصالح الثوار في أحداث فبراير, وكيف مثل إنحياز محسن أول الخطوات في متوالية إنهيار الدولة, لأن بقاء الدولة ثابتة مرهون بمدى إلتزام الجيش بمهامه الدستورية وعدم إنخراطه بأي حراك شعبي ضد الأنظمة الحاكمة.
إن إنضمام "محسن" لصف الثوار مثل خروجاً صارخاً على نصوص الدستور ومهام الجيش وأحدث شرخاً كبيراً داخل مؤسسة السيادة اليمنية, فهو أنحياز ماساً بوظيفة المؤسسة العسكرية, ولا أدري كيف أحتفل به الثوار يومئذ.
كان على الثوار والنخبة اليمنية ومحسن أن يدركوا أن "الثورة لا تقارع الدولة وإنما تقارع النظام." وأن الموقف السليم للجيش هو عدم الإنحياز والحفاظ على سيادة البلد وبقاء أعمدة الدولة من الإنهيار.
