آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-08:35ص

أدب وثقافة


من المعتقل الى الساحل (2)

الأربعاء - 21 أكتوبر 2020 - 07:00 م بتوقيت عدن

من المعتقل الى الساحل (2)

(عدن الغد) خاص:

من المعتقل الى الساحل 2( للكاتب/عبد السلام القيسي)

وعدتكم في مقالي الأول أنني سوف أكتب لكم بقية الحكاية ، حكاية معتقل،
وقد تخاطرت معه عبر المرآة التي لا تحجب القلوب وكتبت الأول بلسان الشيخ حامد الزرقة ، الذي لم أعرفه من قبل وعندما كتبت المقال كنت بعد لا أعرفه ولم أسمع قصته ، أبدا

أنا حامد الزرقة
عندما صاح الصالح : ثوروا في كل قرية،ومدينة ، ثرنا جميعنا بحجة، لم نتأخر ، كانت صيحته بالنسبة لنا معنى الخلاص الأسطوري ، قاتلنا ، أستعدنا حجة من بين شدقي الكهنوت ، لبينا دعوة الله والجمهورية بلسان صالح وكانت بنادقنا نعم المجيب ،

يخبرنا حامد الزرقة عن ملحمة لم تحدث أبدا،ملحمة آل الزرقة التي يجب علينا روايتها بأقدس ما رواه الانسان
ملحمة سوف تخلدها الأجيال بصدر العالم وبديباجة كل معركة، ملحمة زامنت ملحمة الشهيد صالح في صنعاء فمن صنعاء الى حجة كانت الروح الجمهورية المؤمنة بي وبك تتصدر المشهد البطولي منذ الأزل

لن أقص لكم ما حدث هناك
وكيف أرتقى العشرات من أسرته الى السماء كشهداء، سوف تحدثكم دموع زملائي التي تساقطت اليوم وهي تستمع بفخر وشموخ ولا تكاد تصدق ان هذا الزمن فيه أمثال هؤلاء ، زمن قلنا فيه أنه الأحط ولكن حامد ومن معه جملوه ، دموع رفاقي كانت قشعريرة العين ، تلك التي تنملت فيها يديه ، وأقصد حامد الزرقة، بمطار عدن

لا يكاد يصدق أنه في عدن
لم يفكر أنه خارج المعتقل وقد قال لسجانيه اثناء خروجه : اللقاء في الميدان بعظمة التبابعة ،بشموخ الزعيم صالح ، ولكن لحظته الملهمة بعد خروجه من الطائرة ، هبط من سلم الطائرة متثاقل الخطى ، ولكن وجد قبالته أحدهم ، أخبره ببساطة : سلام العميد طارق لك ، لقد تابع موضوعك شخصيا وأصر على الافراج عنك ، وقبلاتي هذه تسبقه اليك
نيابة عنه

أقشعر جسم الزرقة
عندما سمع تلك البداية الجليلة قال: احسست أن سواعدي تنملت ، لم أصدق ذلك ، العميد بخير ، والجمهورية بخير بل ولم ينس أحد ، لم يناسنا نحن الذين لم نقاتل معه في صنعاء بل كنا نقاتل بحجة ، ما هذا الرجل ، ما طينته؟ انها طينة العظماء عبر كل مرحلة، نعم ،

نعم ، بهؤلاء سوف ننتصر
بحامد الزرقة ، وبكل زرقة له لقب غير لقبه وبكل روح كانت أشد على السجان من قيود السجان ، وأحفظ للجمهورية من بعض الأحرار ، بهؤلاء الذين لا يتخلون عن القضية ، قضية وطنهم ، في أشد الظروف تعاسة ، بهم سوف ننتصر ، وننتصر ، وننتصر..

برجال ديسمبر سوف نسترد التاج
تاج الجمهورية الأولى بشريعة الثانية وشريعة الثانية بتفصيل الأولى، رجال ولي هنا كلمة حطموا رقم البطولة القياسي ، فليذهب غينيس الى الجحيم،وليذهب أخيليوس ، ليذهب المقدوني والإسبرطي الشجاع فلكل بلاد هنا اسبرطة، وثلاثمئة،وفداء .

ملاحظة : خسر حامد الزرقة أخاه الأكبر ، الشيخ أكرم ، وابنه الذي لم يتجاوز ثلاثة عشر سنة وبقي أخيه الأخر تحت الانقاض يقاوم الحوثي خمسة أيام ، بعد تفجيرهم المنزل ، وخمسة أو اكثر من قرابته ، العشرات
هذه كانت انتفاضته

هذه ليست كامل القصة عن بيت الزرقة
أوعدكم لكم قصة سوف تبكي كل احد بقدر ما تشمخ كل احد وستعرفون معنى التضحية ورجالات الجمهورية الثانية .