آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:38ص

أخبار وتقارير


عندما غاب القانون مات رضوان

السبت - 17 أكتوبر 2020 - 10:49 م بتوقيت عدن

عندما غاب القانون مات رضوان

عدن(عدن الغد)خاص:

كتب / أنور الصوفي

مات القانون في وطني فحمل رضوان روحه على كفيه، خرج يطلب الحياة في وطن غاب فيه القانون، فطاردته رصاصات الغدر، فأبى أن يموت، وحمل أحشاءه بين يديه، فيا له من شجاع فرط فيه الوطن، حمل رضوان أحشاءه بين يديه، وفي عينيه براءة الحياة، لم تحرك قوات الأمن أطقمها التي توقفها في الطريق لتقطع طريق المارة، لتقبض على قتلة رضوان، فحمل رضوان همه، وحزنه مع أحشائه، واستلقى على سرير الموت ليرمم الأطباء تلك الأحشاء التي اختلطت بتراب عدن.

رمم الأطباء تلك الأحشاء التي مزقتها رصاصات تخفت بين أزقة المعلا لتنتطر عودة أبي حرب من حربه في جبهة المخا، فأبت روح رضوان إلا ميادين الشرف، ولم ترض تلك الرصاصات الغادرة إلا  أن تنوش في تلك الأحشاء التي ذهبت للقتال في المخا دفاعاً عن الدين، والوطن، فسقط رضوان عبدالله مشعر (أبوحرب)  واقفاً ليحمل بين يديه سقوط القانون في مدينة توصف بأنها كانت مدينة النظام والقانون في يوم من الأيام، ويطلق عليها اليوم عاصمة الموت، والاختطاف.

لملم أبو حرب بقية حياته، وتوجه إلى المستشفى بابتسامته البريئة، وهناك قضى آخر أيامه وأمنيته أن يخرج لساعات ليقتص ممن أطلق عليه رصاصات الغدر، ولكن جرحه كان غائراً، وكلما تحرك من القهر، انسكبت بجواره تلك الأحشاء التي تحمل بداخلها الغيرة على هذا الدين، وعلى هذا الوطن الذي لم يكافئه حتى مكافأة نهاية الحياة، حضرنا لنأخذه لنلحقه بأخيه وابني عمه الذين ضحوا من أجل الدفاع عن الوطن، وعن عدن خاصة، ولكن فاتورة موته، وتمزيق أحشائه، كانت باهضة الثمن فقد بلغت 2500000 نعم هذه فاتورة موت من دافع عن هذا الوطن، وقدم أخاه وابني عمه، ونفسه ثمناً للدفاع عن هذا الوطن الذي غاب فيه الأمن.

مات أبو حرب، أو قتل، أو استشهد فكلها مصطلحات للموت، انتهت مسيرة شاب في مقتبل العمر، والسبب غياب القانون، فمازال القتلة يسرحون، ويمرحون، ومازال أبو حرب في الثلاجة ينتظر الدولة لعلها تتدخل لتعمل له تصريح الموت.

من سيمنح رضوان تصريح موته، ودفنه، لعله يرتاح في حياته البرزخية، مات رضوان مظلوماً، ووقفنا عاجزين عن دفع فاتورة نهاية خدمة رضوان في دفاعه عن الوطن، ياااااااه ما أقسى وطن يطلب ممن دافع عنه تسديد فاتورة نهاية حياته، ما أقسى وطن لا يحمي من حماه في الثغور، فعندما غاب القانون مات رضوان، فسجل أيها التاريخ شهيداً من شهداء هذه الأسرة الكريمة في بذل الأرواح من أجل الوطن.