آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-06:23م

ملفات وتحقيقات


بعد أزمة كورونا : مدارس عدن بين التباعد الاجتماعي للطلاب وشكوى المعلمين من تضاعف الحصص

الجمعة - 16 أكتوبر 2020 - 01:52 م بتوقيت عدن

بعد أزمة كورونا : مدارس عدن بين التباعد الاجتماعي للطلاب وشكوى المعلمين من تضاعف الحصص

عدن ((عدن الغد)) خاص:

 

توقف العام الدراسي لأكثر من 8 أشهر ليس بالأمر السهل على قطاع التعليم عامة فهو توقف العملية التعليمية وشلل في عقول الطلاب خاصة إذا تزامنت مع حدوث وباء ساهم في إغلاق كل شيء منها المدارس.
محافظة عدن كان لها نصيب من هذا التوقف الذي استمر طويلا وبعد طول انتظار ومحاولات عدة من أجل عودة التعليم بعد اضراب المعلمين ومرض الكورونا فتحت المدارس وعادت الحياة للفصول الدراسية واستقبلت الطلاب في عموم المدارس الحكومية للمديريات.
ولكن برغم عودة التعليم خلقت مشاكل اخرى تزامنت مع اتخاذ التدابير الاحترازية للوقاية من الكرورنا التي اتخذت في المدارس منها التباعد الاجتماعي الذي قسم الفصول والطلاب وضاعف عدد الحصص للمعلمين وضاعف معها معانتهم واصبحوا يشكون من زيادة الحصص ومن المطالبة بحقوقهم وعلاواتهم السنوية على حدا سواء.

تقرير : دنيا حسين فرحان


*اجراءات احترازية في المدارس الحكومية للطلاب :

منذ الوهلة التي جاء قرار وزير التربية والتعليم عبدالله لملس بعودة فتح أبواب المدارس من جديد واستئناف الفصل الدراسي الذي توقف بسبب اضراب المعلمين والكورونا , وبدأت العديد من التساؤلات تطرح أولها من قبل التربويين في كيفية التعامل مع الكم الهائل من الطلاب داخل المدارس وكيف يتم تطبيق الإجراءات الوقائية لحمايتهم من المرض الذي فتك بأرواح كثيرة وما زال متواجد ولكن بنسبة أقل من قبل.
كانت فكرة تقسيم الفصل الدراسي بطلابه إلى فصلين وأن يحوي الصف نصف الطلاب هي الأنسب لتطبيق التباعد الاجتماعي وهو أحد الاجراءات الوقائية لفيروس كورونا واخبار الطلاب بالالتزام بلبس الكمامة في حال الخروج للاستراحة أو حصص البدنية أيضا الاهتمام بنظافة الفصول والمدرسة وتنبيه الطلاب بضرورة الاهتمام بالنظافة الشخصية وعمل كل الاجراءات الوقائية لتجنب الإصابة بفيروس كرورنا.
حاليا تتبع المدارس الحكومية كل هذه الخطوات وما زالت الدراسة مستمرة في انتظار موعد تحديد الاختبارات الفصلية والامتحانات لإنهاء الفصل الدراسي الأول الذي توقف بسبب الوباء والاضراب.

*ضغط دراسي لإنهاء المقرر وحصص مضاعفة للمعلمين:

بكل تأكيد أن أي توقف للمدارس والتعليم تحت أي ظرف يتلوه استئناف الدراسة ولكن بشكل مكثف من أجل انهاء المقرر الدراسي في وقت قياسي وهذا بالضبط ما حدث بعد التوقف بسبب الكورونا.
الإدارة المدرسية لكل المدارس الحكومية تعقد اجتماعات متواصلة مع الوكلاء والمعلمين لمناقشة كيفية انهاء الفصل في موعد محدد فبعد أن تم تقسيم الطلاب طلاب الصف الواحد إلى فصلين من اجل التخفيف من عدد الطلاب في الصف الواحد الذي كان يقترب من ال100 وحاليا النصف وكل ذلك من أجل اتباع الاجراءات الوقائية.
لكن هذا التقسيم خلق مشكلة أخرى للمعلمين وهي الضغط الكبير اثناء تقديم الحصص فهي أيضا تضاعفت فالمعلم الواحد الذي كانت لدية 4 حصص في الأسبوع بعد تقسيم الفصل أصبحت 8 والذي لدية 8 حصص أصبحت 16 فكيف سيكون حال المعلم الذي أصبح يبحث عن حقوقه وزاد همه بعد تكثيف الحصص الدراسية ولا يعرف كيف يتعامل معها فهو يعطي في كل حصة ويعيد الشرح ويكلف الطلاب بعدد من الواجبات وهذا يأخذ منه وقت وجهد جبار.
حاليا أصبح المعلمون في عموم المدارس الحكومية يشكون من هذه المشكلة التي لم تجد لها الإدارة المدرسية أي حل إلى الآن ولكن الخوف من عودة مطالب المعلمين وزيادة الضغط على وزارة التربية والتعليم لتحقيقها وإلا ستضاف مشكلة تضاعف الحصص إليها وسيزداد الوضع سوء وقد يعود الإضراب وتتوقف العملية التعليمية في حال لم توجد حلول.

*عودة مرتقبه للإضراب في ظل مخاوف توقف التعليم من جديد:

ما زال موضوع الإضراب قائم ولم ينتهي بعد ففي أي لحظة من الممكن أن تعود نقابة المعلمين الجنوبيين بمطالبها من جديد وتصدر قرارا في توقف التعليم بعد انتهاء الفصل الأول , وهناك مؤشرات بدأت تظهر للواجهة خاصة بعد تجميد موضوع حقوق المعلمين وعدم صدور أي قرار أو تعليمات بوضع حل لها أو موعد صرفها أو حتى وضع ملفهم ضمن الملفات المهمة التي تتطلب النظر فيها وانصافهم.
تصريحات نقابة المعلمين بإعطاء مهله للمحافظ والحكومة لنهاية الفصل الأول بأن يتم صرف مستحقاتهم وإلا سيتم عودة الإضراب مرة أخرى وبشكل أقوى بمعنى أن التعليم سيتوقف من جديد وستدخل عدن في معاناة أخرى في قطاع التعليم لا أحد يعرف متى ستنتهي.
مطالب المعملين من عودة مستحقاتهم المالية على مدى سنوات وعلاواتهم السنوية تظل في المقدمة وعودتهم للتعليم في المدارس ومواصلة السنة الدراسية يظل تحت هذه الشروط التي لن يتنازلوا عنها ولكن وضع التعليم اليوم مع الكورونا عمق من حجم المشكلة وضاعف معاناة المعلمين الذين أصبح الآن لهم مطالب جديدة منها تخفيف الحصص الدراسية ووضع حل للجهد المضاعف الذي يبدلوه كل يوم داخل الفصول الدراسية لإكمال المقرر الدراسي في موعده.

*ومع عودة المدارس والتعليم لعموم المدارس الحكومية في العاصمة عدن تظل مخاوف التوقف قائمة في أي لحظة إذا لم يتم الاستجابة لكل مطالب المعلمين وإذا لم توجد حلول لمعاناتهم ويظل الطلاب هم الضحية الكبرى في حال أغلقت المدارس من جديد وشهدنا فترة أطول للتوقف ولا أحد يعرف ما الذي ينتظر الطلاب وما هي ملامح مستقبلهم في ظل هذه الأوضاع الصعبة التي تشهدها البلاد والتي تنعكس على مختلف القطاعات منها القطاع الأهم التعليم.