آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

ملفات وتحقيقات


العيسي من دائمة المؤتمر الشعبي إلى رئاسة الائتلاف الوطني الجنوبي.. محطات ومواقف

الخميس - 15 أكتوبر 2020 - 12:13 م بتوقيت عدن

العيسي من دائمة المؤتمر الشعبي إلى رئاسة الائتلاف الوطني الجنوبي.. محطات ومواقف

تقرير/ محمد حسين الدباء:

تقرير يرصد مشوار رئيس الائتلاف الوطني الجنوبي الشيخ أحمد صالح العيسي ومواقفه السياسية..

العيسي من دائمة المؤتمر الشعبي إلى رئاسة الائتلاف الوطني الجنوبي.. محطات ومواقف

رجل الأعمال.. ما الذي دفعه للعمل السياسي؟!

لماذا يصر على أن حل الأزمة اليمنية في الدولة الاتحادية؟

كيف أصبح ائتلافه من أبرز القوى السياسية في الساحة؟!

هل سيتحول الائتلاف إلى أهم صانعي السياسة في اليمن؟!

ما مستقبل الائتلاف الوطني الجنوبي تحت ظل العيسي؟

هل تفشل التدخلات الدولية تجربة الائتلاف الوطني؟!

هل يتعرض العيسي للاستهداف كونه من أكبر رؤوس الأموال اليمنية؟!

كيف ينظر لدور التحالف العربي في حرب اليمن؟

العيسي.. رجل بحجم وطن

 

الشيخ أحمد صالح العيسي رجل أعمال واقتصادي وسياسي، وشغل منصب الرئيس

التنفيذي لمجموعة العيسي للتجارة والاستثمار والتنمية، ومنصب نائب مدير

مكتب رئاسة الجمهورية للشؤون الاقتصادية، ورئيس الائتلاف الوطني الجنوبي.

 

ولد أحمد صالح العيسي في (يونيو 1967م) في محافظة عدن، عاد إلى مديرية

مكيراس محافظة أبين، ثم بعد عشرة أشهر غادر المحافظة صغيرا إلى محافظة

الحديدة، وهناك أكمل تعليمه وهو حاصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير

في إدارة الأعمال.

 

عمل العيسي منذ نعومة أظفاره في التجارة مع والده، حيث كان مشرفا على

محطة العمري بمحافظة الحديدة، التي تعود ملكيتها لوالده، قبل أن يؤسس

(شركة عبر البحار)، بين عامي 1997 و1998، وينافس في مجال النقل البحري

للمشتقات النفطية، ثم أسس مصنعا للبلاستيك والكرتون في محافظة الحديدة،

وساهم في العديد من شركات المساهمة، وصولاً إلى الحصول على حق التخزين في

منشأة رأس عيسى بمحافظة الحديدة.

 

أما أهم محطاته الرياضية فبدأت بعد انتخابه رئيسا للاتحاد اليمني لكرة

القدم، إثر فوزه بأغلبية ساحقة في الانتخابات التي جرت في 15 يونيو

2005م، وفي 23 أبريل 2014م أعادت الجمعية العمومية للاتحاد اليمني العام

لكرة القدم، انتخابه، رئيسا بالتزكية للاتحاد للمرة الثالثة على التوالي،

للفترة الانتخابية 2014 - 2018، في ظل خلو المنصب من أي مرشح آخر.

 

وبالنسبة لمشواره السياسي فيعد العيسي أحد أبرز القيادات في حزب المؤتمر

الشعبي العام، وهو عضو في اللجنة الدائمة للحزب، كما تقلد عدة مناصب

سياسية في فرع الحزب بمدينة الحديدة الساحلية، كما تم تعيينه نائب مدير

مكتب رئاسة الجمهورية للشؤون الاقتصادية في العام 2018، كما يرأس العيسي

الائتلاف الوطني الجنوبي الذي تم إشهاره في العاصمة المصرية القاهرة في

مايو 2018.

 

دوليا ترأس العيسي مؤتمر بروكسل (بلجيكا) للمصالحة والسلام، وحضر عضوا في

مؤتمر الرياض، ويدعم عددا من المنظمات الحقوقية التي تدافع عن

الديمقراطية وحقوق الإنسان في عدد من المحافظات اليمنية.

 

عُرف عن العيسي دعمه للأعمال الخيرية والمنظمات، وهو رئيس لعدد منها،

أبرزها مؤسسة (اليتيم) التنموية فرع الحديدة، مؤسسة العيسي للتنمية

والأعمال الإنسانية، منتدى عدن للتنمية وتعزيز قدرات الشباب، اتحاد

ائتلافات الإغاثة في إقليم تهامة.

 

رجل أعمال.. فما الذي دفعه للعمل السياسي؟!

في إحدى لقاءاته قال العيسي "وجدتني مجبرا لخوض معترك السياسة كواجب

وطني"، مضيفا "أنا رجل أعمال حدد موقفه الوطني مبكرا من الانقلاب على

الدولة وأعلن انحيازه للشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس

الجمهورية، ودفعت مقابل ذلك الموقف ضريبة باهظة مع أنه كان بإمكاني

الإمساك بالعصا من الوسط والحفاظ على مصالحي وتجارتي"، مشيرا إلى أن

موقعه كرجل أعمال واقتصادي لم يمنعه من إعلان موقفه السياسي والتضحية في

سبيله، مؤكدا أنه عندما يتعرض الوطن للخطر فما قيمة المال إن كان دافعا

للنكوص عن الانتصار للوطن".

 

ويرى محللون سياسيون أن "أبرز ما يميز تجربة العيسي السياسية وضوح موافقه

السياسية وثباتها منذ بدايات نشاطه السياسي"، مشيرين إلى أن أهمها في

موقفه الصادق في صف الرئيس الشرعي للبلاد، عبدربه منصور هادي، وحكومة

الشرعية ضد الحوثيين"، مضيفين أنه من المستحيل بمكان لرجل أعمال وتاجر

لديه شركات وممتلكات وامتيازات تقدر بمليارات الريالات واقعة تحت سلطة

الحوثيين، أن يقرر التضحية بكل ذلك في سبيل الوطن، غير أن العيسي فعلها،

فهو وحده من بين كل رجال الأعمال اليمنيين الذي أظهر مواقفه السياسية

بينما امسك الآخرون العصا من المنتصف بين الشرعية والحوثي ليحافظوا على

تجارتهم فقط دون أن ينظروا للوطن.

 

وأكد الكاتب د. عبده سعيد المغلس أن الشيخ أحمد صالح العيسي نموذج مشرف،

لأنه لم يتردد بإعلان موقفه السياسي بانحيازه للشرعية ومشروعها في بناء

دولة اتحادية من أقاليم ستة، مشيرا إلى أن مواقفه السياسية تجلت بمساندته

المقاومة الجنوبية حيث دعمها بماله خلال الحرب ضد الانقلابيين، وساهم

ويساهم في علاج جرحى الحرب، فهو يعطي بلا منّ، ودون ضجيج إعلامي.

 

لماذا يصر على أن الحل في دولة اتحادية؟

يعد الشيخ أحمد صالح العيسي، من الشخصيات التي خبرت الوضع اليمني

وتعقيداته عن كثب، ويحتفظ بعلاقات استثنائية مع مختلف القيادات المؤثرة

في اليمن، ويحظى باحترام الجميع لوضوح آرائه السياسية، منها ترحيبه

بانعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل ودعم مخرجاته التي وضعت حلولا لكافة

المشاكل السياسية والاقتصادية في اليمن من خلال (يمن اتحادي)، وإيمانه

بـ(الدولة الاتحادية) قاده إلى تشكيل الائتلاف الوطني الجنوبي.

 

وقال الشيخ أحمد العيسي بهذا الصدد: "اعتقد أن (يمن اتحادي) من 6 أقاليم

هو الحل الأنسب للحفاظ على وحدتنا، لأن الإقليمين (شمالي وجنوبي) أعتبرها

خطوة أولى نحو الانفصال، ونحن نرفض الانفصال تماما".

 

وأكد العيسي أن "اليمن الاتحادي ليست رؤية الائتلاف الوطني الجنوبي،

ولكنها أهم مخرجات الحوار الوطني الشامل، الذي استغرق نحو عام في النصف

الأول من العقد الحالي، من النقاشات المستفيضة والاجتماعات المعمقة

والمطولة التي شاركت فيها اغلب مكونات المجتمع اليمني وقواه السياسية

الفاعلة والمؤثرة، ولأن الائتلاف الوطني الجنوبي أسس عام 2018 فقد أقر

ضمن أدبياته ووثائق تأسيسه خيار اليمن الاتحادي".

 

ويرى محللون سياسيون أن "تأسيس الائتلاف الوطني الجنوبي جاء لدعم الدولة

الاتحادية التي ينادي بها العيسي ويرى فيها خلاص اليمن بشماله وجنوبه".

 

وأشاروا إلى أن نجاح الائتلاف الوطني الجنوبي بتأسيس فرع له في المحافظات

الجنوبية تكلل بالتأييد الشعبي والجماهيري الكبير من خلال حجم القاعدة

الجماهيرية العريضة التي تشارك في فعاليات الائتلاف الوطني الجنوبي، الذي

يتبنى المطالبة بسرعة حل القضية الجنوبية بعيدا عن الدعوات المناطقية

العقيمة، والمشاركة الفاعلة في بناء الدولة الاتحادية التي تتسع لكل

أبناء الشعب".

 

وأضافوا "أن العيسي تمكن من الدفع بالائتلاف الوطني الجنوبي قدما نحو

(دولة اتحادية) من خلال الثقة التي كسبها خلال مشواره السياسي والاقتصادي

والرياضي والخيري لتكسبه ثقة الجماهير والسياسيين في الداخل والخارج

وتأييدهم له".

 

كيف أصبح ائتلافه من أبرز القوى السياسية في الساحة؟!

في مايو 2018 تم إشهار الائتلاف الوطني الجنوبي في العاصمة المصرية

القاهرة، وفي 27 أبريل 2019 عقد دورته الأولى في قلب العاصمة اليمنية

المؤقتة عدن، لم يكن ذلك حدثا عاديا على الإطلاق، بل نصر كبير تحقق

للجنوب.

 

ويرى محللون سياسيون أن الائتلاف الوطني الجنوبي يؤمن بالمشاركة السلمية،

وينشد دولة مدنية عبر الحوار بعيدا العنف، كما يمن بالدولة الاتحادية،

ويدعم مشاركة كل المكونات والقوى السياسية بعيدا عن الإقصاء والتهميش،

ويرى أن الوطن للجميع، وهو ما أكسبه تأييد الشعب والقوى السياسية ليصبح

أبرز القوى السياسية في الساحة اليمنية.

 

وأضافوا أن الائتلاف الوطني الجنوبي يحمل في جنباته معظم التشكيلات

السياسية في الجنوب وقواعدها الشعبية، ويحوي قيادات تاريخية لها رصيدها

السياسي والثوري، متفوقا على الكيانات الأخرى التي طغى على تشكيلاتها

القيادية الجانب المناطقي.

 

وأكدوا أن الائتلاف الوطني الجنوبي سيتحول إلى مكون سياسي كبير يحظى

بشعبية كبيرة تؤهله ليكون من أهم صانعي السياسة في اليمن في القريب

العاجل، إذا ما تمسك بسياسة قبول الآخر بعيدا عن الإقصاء والتهميش.

 

مستقبل الائتلاف تحت ظل العيسي

أكد محللون سياسيون أن الائتلاف الوطني الجنوبي يسير بخطى ثابتة ومدروسة،

وشعبيته تزداد يوما بعد آخر، وذلك للرصيد الوطني والنضالي لقياداته،

مضيفين أن الشعبية الجارفة للائتلاف التي أظهرتها فعالياته تؤكد أن

مستقبله مشرق وستكون له الكلمة الأولى في قادم الأيام.

 

وأضافوا أن مستقبل الائتلاف السياسي مرتبط بشخص العيسي كونه يدعم هذا

الائتلاف من ماله الخاص، وهو ما أكسب الائتلاف الوطني الجنوبي صفة

الوطنية، ونأى به بعيدا عن دعم القوى الخارجية التي تدعم الكيانات

لأهدافها الاستراتيجية في اليمن، مشيرين إلى أن عزيمة أحمد العيسي

وطموحاته وتطلعاته السياسية ستكون الدرع الحصينة للائتلاف الوطني

الجنوبي، مشيرين إلى أن المكانة التي يحظى بها العيسي عند السياسيين

والنشطاء والجماهير ستكسب الائتلاف القوة والديمومة، مؤكدين أن علاقات

العيسي السياسية خارجيا جيدة وستصب في مصلحة مستقبل الائتلاف.

 

هل تفشل التدخلات الدولية تجربة الائتلاف الوطني؟!

بالمقابل، أكد مراقبون أن هنالك جهودا لإفشال تجربة الائتلاف الوطني

الجنوبي، رافقته منذ إعلان اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأول له في العاصمة

المصرية القاهرة مارس 2019، ليعقد دورته الأولى لاحقا في قلب العاصمة

اليمنية المؤقتة عدن في 27 أبريل 2019، كرد على تلك القوى التي تسعى

لإفشال الائتلاف الوطني.

 

وأضافوا أن الائتلاف الوطني استطاع سحب البساط في المشهد السياسي من تحت

أقدام بعض المكونات المدعومة خارجيا لتسعى تلك المكونات وداعميها إلى

إفشال تجربة الائتلاف بعد القبول الشعبي الكبير له.

 

وأشاروا إلى أن هناك تدخلات دولية تسعى لإفشال تجربة الائتلاف الوطني

الجنوبي وإزاحته عن المشهد السياسي، خاصة وأنه يضم أكثر من 12 حزبا

ومكونا سياسيا جنوبيا لها ثقلها الجماهيري، والذي سيخلط الحسابات

الخارجية التي تسعى لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في اليمن.

 

هل يتعرض للاستهداف كونه من أكبر رؤوس الأموال اليمنية؟!

أوضح اقتصاديون أن الآثار الاقتصادية جراء الحرب في اليمن لم تقتصر على

أسعار السلع وتدهور العملة، بل امتدت إلى نتائج عكسية تضر بمستقبل

الاقتصاد في البلد الذي يصنف من البلدان الفقيرة على مستوى العالم، وذلك

يتجسد في هجرة رؤوس الأموال والاستثمارات ورجال الأعمال اليمنيين إلى

الخارج.

 

وأشاروا إلى أنه أصبح من الملاحظ في الفترة الأخيرة الهجرة الجماعية

للمال من السوق اليمنية، بعد تعرض رجال الأعمال ومصالحهم التجارية

للأخطار بسبب الوضع غير المستقر وابتزازات بعضهم من قبل سلطة الأمر

الواقع، وكذا القوى الخارجية التي تهدف إلى إفراغ اليمن من أصحاب رؤوس

الأموال، لكي يتحكموا بالاقتصاد اليمني بحسب مصالحهم، متسائلين "هل هناك

مخطط للقضاء على رؤوس الأموال اليمنية؟!".

 

وأكدوا أن الحملة الشرسة التي تقودها قوى داخلية وخارجية ضد رجل الأعمال

الشيخ أحمد صالح العيسي، وتتهمه بالفساد تهدف للقضاء على رؤوس الأموال

اليمنية، وتهجيرها خارج الوطن لتستفيد منه تلك الدول التي تسعى للقضاء

على رؤوس الأموال اليمنية، مضيفين أنه بسبب تهجير رؤوس الأموال اليمنية

فإن رؤوس الأموال الخارجية مترددة ومحجمة عن الاستثمار في اليمن، مما

انعكس سلبا على الاقتصاد اليمني.

 

كيف ينظر العيسي لدور التحالف العربي؟

بين العيسي في أحد حواراته موقفه من دور التحالف العربي في اليمن بقوله:

"إن قيادة التحالف العربي ممثلة بالمملكة العربية السعودية تدرك جيدا

أهمية الملف اليمني، وتنطلق من منطلقات الإخاء، وواحدية القضية، والمصير

المشترك، والتحديات التي تستهدف الكل"، مضيفا، "ولا شك أن لديهم (في

التحالف) إلماما بكافة التفريعات، والتفاصيل، والزوايا، والتعقيدات،

ولديهم الاقتدار الكامل على تجاوز ما يمكن أن يعيق، أو يتحدى الإرادة،

والمشروع".

 

وأكد البيان الختامي للمؤتمر العام الأول للائتلاف الوطني الجنوبي: "أن

التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية مثل سدا منيعا في ايقاف

المشروع الانقلابي وأدى الى تراجعه ودحره، وبفضل الله باتت المحافظات

الجنوبية باستثناء بعض مناطق الأطراف محررة من غزو المليشيات الانقلابية،

وهو موقف سيبقى محفورا في ذاكرة وضمير شعبنا".