آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-12:22م

ملفات وتحقيقات


تقرير دولي عن مصادر إسرائيلية يكشف تفاصيل سرية عما يحدث على أرض الجزيرة.. سقطرى.. ما خلف الستار

الخميس - 01 أكتوبر 2020 - 01:40 م بتوقيت عدن

تقرير دولي عن مصادر إسرائيلية يكشف تفاصيل سرية عما يحدث على أرض الجزيرة.. سقطرى..  ما خلف الستار

تقرير/ أحمد الديب*:

ما هو مستقبل جزيرة سقطرى بعد الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي؟

ما حقيقة إنشاء قواعد استخباراتية إسرائيلية بمشاركة إماراتية في سقطرى

التطبيع بين الإمارات وإسرائيل وأثره على اليمن

ما هو دور المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية مستقبلا في سقطرى؟

هل تشن إيران هجوما على إسرائيل من اليمن؟

 

احتلت اليمن خلال السنوات الأخيرة مكانًا في وسائل الإعلام ومراكز البحوث الإسرائيلية، وكجزء من اهتمامات مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، والمقاربات الإقليمية التي يقدمها، يترجم المركز بشكل دوري ومستمر أبرز التقارير والمقالات التحليلية.

وطغت الأحداث في جزيرة سقطرى، وأبعاد الاتفاق الإماراتي الاسرائيلي في المنطقة ومن بينها اليمن، على معظم التحليلات والتغطيات الإخبارية، من بينها بدء الإمارات وإسرائيل بإنشاء قواعد استخباراتية في سقطرى، بالإضافة إلى إمكانية تحويل المجلس الانتقالي الجنوبي إلى لاعب أساسي في الاتفاق.

كما تناولت التحليلات وجهة النظر الإسرائيلية للحرب في اليمن، واحتمالية شن جماعة الحوثيين المسلحة هجمات صاروخية على مرافق وسفن إسرائيلية، في ظل الدعم العسكري الإيراني المتطور للجماعة.

 

إسرائيل تعتزم إنشاء قواعد استخباراتية في جزيرة سقطرى بمشاركة إماراتية.

تناول موقع (نيتسف) الإسرائيلي ما قالته مصادر يمنية، إن وفدًا من ضباط الاستخبارات الإسرائيلية وصل مؤخرًا إلى جزيرة سقطرى برفقة ضباط من المخابرات الإماراتية، لفحص مواقع مختلفة لتأسيس قواعد استخباراتية.

وبحسب المصادر، فإن الضباط فحصوا منطقتي (مومي) و(قطنان) شرقي وغربي الجزيرة، والتي يوجد بهما سلاسل جبلية عالية تسمح بالتحكم في طرق الملاحة الدولية التي تمر عبر المنطقة، إذ تتميز المنطقتان طبوغرافيًا بسهولة جمع المعلومات الإليكترونية عن جنوب اليمن، والخليج العربي، وخليج عدن، ومضيق باب المندب، والقرن الأفريقي.

ويأتي ذلك عقب إعلان التطبيع بين إسرائيل والإمارات، ليُظهِر التعاون المتجدد بين البلدين ثمارًا استراتيجية في اليمن، من خلال إنشاء قواعد استخباراتية، بحسب الموقع.

في السياق، قال موقع (ساوث فرونت) الذي يهتم بالشؤون الاستخباراتية وتحليل المعلومات، إن الإمارات وإسرائيل تعتزمان إنشاء بنية تحتية استخباراتية في جزيرة سقطرى، مشيرًا إلى أن الإمارات سعت منذ سنوات إلى السيطرة على الجزيرة بسبب موقعها الاستراتيجي، وكان إنشاء بنية تحتية عسكرية خطوة منطقية في هذه الاستراتيجية.

كما تناول موقع (نيتسف) الإسرائيلي ما ذكرته مصادر أجنبية نقلًا عن مصدر إريتري عام 2016 بأن إسرائيل شرعت في بناء أكبر قاعدة استخباراتية في حوض البحر الأحمر والمنطقة الاستراتيجية المطلة على منطقة باب المندب، والغرض من هذه القاعدة مراقبة قوات دول التحالف الإسلامي بقيادة السعودية ونشاطها في اليمن.

وأكدت المصادر أن قواعد المراقبة الاستخباراتية الإسرائيلية جرى بناؤها على قمة جبل (أمباسويرا) التي تقع بالقرب من بلدة (صنعفي) جنوب العاصمة الإريترية (أسمرة)، ويبلغ ارتفاع هذه القمة أكثر من ثلاثة آلاف متر فوق مستوى سطح البحر.

ونقل الموقع عن أسامة الأشقر المتخصص في شؤون شرق أفريقيا قوله، إن هدف القاعدة مراقبة مضيق باب المندب، والتأكد من عدم تشكيل هذه المضائق خطرًا وتهديدًا للمصالح الإسرائيلية في جنوب البحر الأحمر، بالإضافة إلى تحليل الحركة البحرية والجوية.

 

الاستخبارات الإسرائيلية تتابع بفضول كبير الوضع في سقطرى

كتب إيهود يعاري المحلل الإسرائيلي المتخصص في الشؤون العربية مقالًا في موقع N12 حول الوضع في سقطرى، وقال: دعوني أدعوكم لرحلة إلى جزيرة سقطرى الرائعة التي لا يزورها الإسرائيليون.

وأضاف بأن الإمارات تقف خلف سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على الجزيرة، وطرد المحافظ رمزي محروس، كما أن الاستخبارات الإسرائيلية تتابع الوضع في سقطرى- لؤلؤة الطبيعة- بفضول كبير.

وذكر يعاري أن حاكم الإمارات محمد بن زايد يُفضل في هذه المواجهة الاعتماد على مساعدة المليشيات التي يجندها، كما يرى أن سقطرى تعد حلقة من سلسلة القواعد العسكرية التي يؤسسها في البحر الأحمر: قاعدة عسكرية في ميناء المكلا، وقاعدة في مدينة بربرة في صومالي لاند، وقاعدة عصب في إريتريا.

كما بدأت الإمارات في إقامة قاعدة جوية في جزيرة بريم بمضيق باب المندب، ولكنها أوقفت الأعمال بسبب الظروف الصعبة.

ومن المؤكد أن إسرائيل راضية عن هذا الجهد لمنع الهيمنة الإيرانية على طرق الشحن البحري المتجهة نحو ميناء إيلات.

 

هل سيتحول المجلس الانتقالي إلى لاعب أساسي بعد اتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي؟

شبه موقع ماكور ريشون الإسرائيلي اتفاق السلام الإسرائيلي الإماراتي برباط الزواج الذي لا يربط بين الزوجين فقط، بل يمتد إلى العائلتين، وقال إنه من المتوقع أن إسرائيل ستكتشف أبناء عمومة جددا.

وأشار الموقع إلى هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الساعي لإقامة دولة مستقلة في جنوب اليمن، بدعم من الإمارات.

وقال الموقع إنه منذ أصبح اتفاق السلام مع إسرائيل أمرًا واقعيًا شارك بن بريك بنصيبه وقام بدوره، وقال في تغريدة على موقع تويتر "إذا فتحت زيارة الجنوبيين لتل أبيب وتم قبلها توقيع خطة السلام بين الإمارات وإسرائيل سأقوم بزيارة اليهود الجنوبيين في بيوتهم وسأذهب معهم إلى القدس وسأصلي في المسجد الأقصى".

وأضاف الموقع أنه لم يرد أحد في إسرائيل ولا حتى في "رأس العين" (مستوطنة يسكن بها أغلب يهود اليمن في إسرائيل) على هذا المطلب، وما يزال بن بريك ينتظر ردًا على هذه الدعوة.

ويقول الموقع إن هناك سببا وجيها يدعو للاعتقاد بأن شيئًا ما يتم إعداده وراء الكواليس، إذ توجد بالفعل دلائل على أرض الواقع بأن الوضع في اليمن سيرافق العلاقات الإسرائيلية الإماراتية على المستوى الاستراتيجي. وبنهج جديد ستستفيد إسرائيل في ساحة البحر الأحمر، إذ ستتمكن من حماية سفن الشحن الإسرائيلية ومنع تهريب الأسلحة الإيرانية.

وأضاف بأن الحرب في اليمن لا يبدو أنها ستنتهي، لذا اتخذت اتفاقية السلام بين إسرائيل والإمارات منعطفًا خاصًا، حيث أفاد موقع الأخبار الفرنسي اليهودي (جي فوروم)، وموقع (ميدل إيست) بأن الإمارات وإسرائيل يخططان لإنشاء قاعدة تجسس في سقطرى.

وأشار إلى أن الإمكانات الاستخباراتية لهذه القواعد هائلة، وقد تصل إلى سواحل باكستان.

 

التطبيع بين الإمارات وإسرائيل وأثره على اليمن

من الواضح أن اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل لم يحدث بين عشية وضحاها؛ وبحسب صحيفة (هآرتس) فالعلاقات الدبلوماسية السرية بين إسرائيل والإمارات تمتد لأكثر من 20 عامًا ولكنها كانت تتطور ببطء.

وأدى التعاون الوثيق بين الإمارات وإسرائيل في المجالات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية والتجارية إلى الإعلان رسميًا في 13 أغسطس الماضي عن بدء تطبيع العلاقات بينهما بمباركة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 

مواجهة الحوثيين

تشهد اليمن عدة تحالفات إقليمية أثرت بشكل فعّال على مجريات الأحداث، فمن جهة تدعم إيران جماعة الحوثيين بالمال والسلاح وتعمل على تدريبهم لمواجهة الحكومة الشرعية المدعومة من السعودية، التي شكلت تحالفًا عسكريًا حتى لا تسمح بأن يكون لإيران موطئ قدم على حدودها الجنوبية وتهدد أمنها الاستراتيجي.

كما ترى الإمارات شأنها شأن أي نظام عربي موال لأمريكا أن إسرائيل تعد حليفا فعّالا وموثوقا وفريدا من نوعه وخاصة فيما يتعلق بالاستخبارات العملياتية، والتدريب ووحدات مكافحة الإرهاب، وتوفير أنظمة قتالية متطورة.

وذكر ديمتري شوبوتينسكي في موقع (ميدا) أن الإمارات إلى جانب إسرائيل- التي تعد أقوى قوة عسكرية في المنطقة- يمكنهما حاليًا زيادة الضغط على الحوثيين.

ولفت إلى أن حزب الله وحماس يطلقون الصواريخ على المدن الإسرائيلية، ويهددون بضرب تل أبيب وحيفا، وكذلك يطلق الحوثيون صواريخ نحو السعودية والإمارات، ويهددون بضرب المراكز التجارية العالمية في أبو ظبي ودبي؛ والخطوة التي تعد طبيعية وضرورية هي أن تواجه إسرائيل والدول العربية المعتدلة التهديدات المشتركة.

وأضاف شوبوتينسكي أن اليمن هي الأمل الرئيسي لإيران في استمرار حملتها الإقليمية. ولكن وفقًا لاتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات فإن التكنولوجيا الإسرائيلية والخبرة العسكرية والاستخباراتية قد تساعد في صد هجوم الحوثيين، وهي خطوة تؤدي إلى مزيد من عزلة وإذلال النظام الإيراني، ويعزز في الوقت ذاته من النظام القومي العلماني في دول الخليج.

 

دعم المجلس الانتقالي

وذكر رؤوف باكر وهو صحفي وباحث ذو خبرة في الشؤون الأوروبية والشرق الأوسط، في مقال له بمركز بيجن - السادات للدراسات الاستراتيجية أنه بناء على الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي سيكون من الضروري دعم القوى الناشئة مثل: المجلس الانتقالي الجنوبي والدول التي لها علاقات وثيقة مع أبو ظبي، حتى تكون مستقرة بما فيه الكفاية لحكم بلادها جيدًا وإقامة علاقات في نهاية الأمر مع إسرائيل.

وتناول المساعد الخاص لرئيس معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي أري هايشتاين في حسابه على موقع تويتر تغريدة لهاني بن بريك والتي أشار فيها إلى استعداده لزيارة إسرائيل، ورغبته في زيارة اليهود الجنوبيين، والصلاة في المسجد الأقصى.

وكان من الملفت للنظر أن علّق عليه شخص يدعى أوهاد- يعرف نفسه بأنه محلل يهودي إسرائيلي صهيوني- قائلًا: "نحن في إسرائيل نتطلع إلى إقامة علاقات جيدة من المحبة والتعايش مع الجنوب العربي كما كان عليه بين شعبينا على مر العصور. نحن شعب عاشق للسلام والحياة والحرية ونتمنى لكم الخير والسلام أيضًا".

 

هل تخطط إيران لشن هجوم على إسرائيل من اليمن؟

تساءل يوني بن مناحم الصحفي والمحلل الإسرائيلي في الشؤون العربية حول رد فعل إيران بعد سلسلة التفجيرات التي وقعت في منشأة (نطنز) النووية ومنشأة الصواريخ الباليستية في بارشين، وإمكانية رد عسكري انتقامي إيراني.

وقال بن مناحم يجب أن ننتبه إلى التصعيد اللفظي والعملي لإيران وحلفائها في الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أن إعداد الحوثيين بنك أهداف في إسرائيل يجب أن يكون مقلقًا للغاية.

وأشار إلى أن شخصيات سياسية بارزة في القدس ذكرت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كشف حقيقة وجود الصواريخ الدقيقة في اليمن؛ لتحذير إيران بأن إسرائيل تتابع جميع استعداداتها، وأن لديها معلومات استخباراتية حول استعداداتها لهذا الهجوم من كافة القطاعات ومن بينها اليمن.

قال بن مناحم إن إيران تنشغل حاليًا بالتخطيط لرد عسكري على تفجيرات منشآت (نطنز) و(بارشين)، كما لا تستبعد العناصر الأمنية في إسرائيل ردًا عسكريًا إيرانيًا من الأراضي اليمنية.

بينما تقدر العناصر الاستخباراتية في إسرائيل أن الهجوم الإيراني على إسرائيل قد يكون من سوريا أو العراق عن طريق المليشيات الموالية لها أو قوة القدس التابعة للحرس الثوري، كما يمكن مهاجمة الأهداف الإسرائيلية من الأراضي اليمنية، إذ تعد مدينة إيلات أقرب نقطة إسرائيلية من اليمن، ولكنها بعيدة جدًا حتى بالنسبة لصواريخ كروز الإيرانية.

ومع ذلك، يمكن لإيران أن تزود الحوثيين بصواريخ باليستية طويلة المدى أو مساعدتهم في تطويرها، واستخدامها لمهاجمة السفن الإسرائيلية التي تبحر في مضيق باب المندب إلى ميناء إيلات أو باستخدام صواريخ شاطئ البحر، أو الزوارق المفخخة.

وقال بن مناحم إن تصريحات أبو علي الحاكم رئيس استخبارات الحوثيين، بأنهم أعدوا بنك أهداف في إسرائيل، يدل على أنهم يمتلكون معلومات استخباراتية ومستعدون للقيام بعمليات تنفيذية، وهو تأكيد غير مباشر على امتلاكهم صواريخ طويلة المدى حصلوا عليها بالفعل من إيران.

 

* نقلا عن مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية