آخر تحديث :الثلاثاء-16 أبريل 2024-02:25م

ملفات وتحقيقات


تفاقم مشكلة انقطاع التيار الكهربائي في عدن وتشاؤم بشأن قدرة الحكومة على إيجاد حلول

السبت - 15 أغسطس 2020 - 10:01 ص بتوقيت عدن

تفاقم مشكلة انقطاع التيار الكهربائي في عدن وتشاؤم بشأن قدرة الحكومة على إيجاد حلول

(عدن الغد)خاص:

تقرير/عبداللطيف سالمين:

باتت مشكلة انقطاع الكهرباء المتكرر في عدن تؤرق السكان الذين يعانون بالفعل من أوضاع اقتصادية متردية، فهي لا تنفك عن تتفاقم يوما تلو الآخر، وأضحت شريعة واسعة من الشعب على قناعة بسير الأمور من سيئ إلى أسوأ وبعجز الدولة عن حل هذه المشكلة، فمع انقطاع الكهرباء لأكثر من 18 يوميا يلجأ المواطن في عدن إلى الحلول البديلة الخاصة من أجل توفير الطاقة اللازمة لتشغيل الأجهزة الكهربائية في البيوت وهو ما يحمله عبئا اقتصاديا زائدا ومضاعف.

ومرة اخرى ككل عام يعاني المواطنون في عدن من الانقطاعات المتواصلة للكهرباء ،وفي مطلع الأسبوع الماضي تصاعدت أزمة انقطاع التيار الكهربائي حيث ارتفعت ساعات إنقطاع التيار عن مناطق وأحياء مدينة عدن إلى سبع ساعات متواصلة يعود بعدها التيار الكهربائي ويستمر لساعة ونص فقط، ثم تعود دورة الانقطاع الطويلة من جديد وعادت في نهاية الأسبوع لتستقر ساعات الانطفاء عند أربع ساعات ونصف او خمس مع الحفاظ على معدل الساعات التي تشتغل بها الكهرباء بما لا يصل الى الساعتين احيانا وغالبا ما بين ساعة أو ساعة ونصف فقط.

عادت خدمة المؤسسة العامة للكهرباء في تقديم خدماتها الرديئة للمواطنين في المدينة وكثرت الانطفاءات الى حد لم تبلغه منذ أشهر وصلت فيه غياب الخدمة إلى أكثر من 18 ساعه في اليومين الاخيرين وتصل إلى أكثر من ذلك في بعض المديريات ناهيك عن تضرر بعض المناطق لايام جراء أعطال فنية أو انفجار في محولات التوزيع بسبب رداءتها.

حالة من الشكوك والتذمر بين المواطنين

عدن الغد رصدت حالة من التذمر والشكوك بين المواطنين في عدن من جراء زيادة ساعات الإنطفاء،حيث ساد استياءٌ شعبيٌ واسعٌ في عدن.

وكشفت مصادر في شركة مصافي عدن أن الفحوصات التي عملت لكمية المازوت التي وصلت مساء أمس بعد تفريغها رديئة جداً ولا تطابق المواصفات والشروط المطلوبة.

وأكدت المصادر أن الكمية التي تقدر 13500 طن متري من مادة المازوت لن تقبل وبذلك لن يتم ضخ أي كمية لعودة عمل محطة الحسوة.

ويتخوف المواطنون من أن تزيد ساعات الانطفاء عن أربع ساعات ونصف وان يتم حرقهم من الساعة والنصف الي تشتغل بها الكهرباء بينهما  في الأيام القادمة.

وفي السياق أفادت مصادر خاصة في مؤسسة الكهرباء  في عدن أن اسباب زيادة الانقطاعات في التيار الكهربائي الذي تشهده مديريات عدن يأتي بسبب قرب نفاذ الوقود عن عموم محطات الكهرباء .

وكشف المصدر ارتفاع الأحمال، وبشكل لا يتناسب مع حجم التوليد الكهربائي المتواضع ، خاصة في ظل خروج بعض المحطات عن الخدمة. ولفت الى ان الأحمال تجاوزت 450 ميجا في مدينة عدن، وهي مرشحة للتزايد، ما أدى إلى ارتفاع ساعات انقطاع التيار الكهربائي”.

وأرجع المصدر سبب ارتفاع الأحمال إلى “استمرار مؤسسة كهرباء عدن، في مناطقها الثلاث، في توصيل الكهرباء إلى المدن والمباني الجديدة، ناهيك عن الربط العشوائي، ما عمل على ارتفاع الأحمال بشكل كبير، وزاد ذلك من مشكل الكهرباء في المدينة”

ومن جهتهم كشفت مصادر فنية وعمالية في كهرباء عدن لـ ان غياب أعمال الصيانة الدورية اللازمة للمحطات الحكومية لتوليد الكهرباء، بسبب الإهمال وعدم توفر قطع الغيار،تسبب، طوال السنوات الماضية، إلى خروج كثير من مولدات وغلايات توليد الكهرباء عن الخدمة تماما.

وفي السياق شكا مواطنون لعدن الغد في احاديث متفرقة، من تفاقم انقطاع التيار في بعض المناطق التي تشهد أعطال فنية سببها التوسع العمراني العشوائي وسرقة التيار من الشبكة. 

وقالوا أن شبكة الكهرباء تمر بظروف استثنائية متمثلة بوجود عجز في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والاستهلاك المفرط . 

واضافوا ان بعض أحياء عدن تعاني من الربط العشوائي لأسلاك الكهرباء، ما يؤدي إلى انقطاع التيار بين الحين والآخر، كما أن منظومة الكهرباء في المدينة تعاني من نقص حاد بمحولات الكهرباء ونسبة الضرر بالشبكة تجاوزت الـ 50% من الربط العشوائي وبحاجة إلى تحسين وتوسيع لتناسب التوسع العمراني. 

أهمية ترشيد استهلاك الكهرباء  

تعاني بعض مديريات عدن من كثافة سكانية هائلة وهو ما يعني ان استهلاك المواطنين لحاجتهم من الكهرباء يفوق المقدار الذي تحتمله الخدمة في وضعها الطبيعي عوضا عن وضعها المتردي والذي بالكاد يغطي منازل المواطنين من الطاقة.

وتبلغ المساحة الجغرافية لمدينة عدن  نحو 760 كليومترا مربعا تغطيها ثلاث مناطق فقط، وإجمالي عدد سكانها تجاوز المليون نسمة وهناك مناطق مساحتها الجغرافية كبيرة ومترامية الأطراف كالمنطقة الثالثة والمنطقة الثانية وتعاني من عملية الوصول لمواقع الخلل وتأخر معالجته بسبب شحة الإمكانيات .

وساهم التوسع العمراني وبالأخص العشوائي في السنوات الماضية من زيادة معدل الاستهلاك والطلب الكبير على الكهرباء, مقارنة بثمانينات وتسعينات القرن الماضي إذ كانت مشاكل الكهرباء بسيطة بعكس الواقع اليوم . 

وطالب الأهالي بضرورة المساعدة في الحفاظ على شبكة نقل الكهرباء وترشيد استهلاكها ، من خلال اطفاء الأجهزة والمصابيح غير الضرورية، وعدم تشغيل كل أجهزة التبريد الموجودة في المنازل والاكتفاء بأقل ما يمكن منها.

بحيث يكون الاستهلاك في استخدام الكهرباء حاجة ضرورية وذلك بحسب الصالح العام خاصة في ظل الاوضاع الاستثنائية التي تعاني منها المدينة والمرحلة الحرجة التي تقضي لزوما بتكاتف المواطنين فيما بينهم ونشر الوعي باهمية ما يمثلة ترشيد الاستهلاك في الكهرباء في الحد من تضرر الخدمة وهو ما يعود بالمنفعة بالدرجة الاولى للمواطنين انفسهم قبل مؤسسة الكهرباء. 

ولا يعني هنا ان لا يستخدم المواطن ما يحتاجه بل بالقدر المطلوب وعدم ترك الاجهزة التي لا يحتاج لها في حيز التشغيل مثل بعض الممارسات التي يقوم بها الاهالي من خلال تشغيل كل اضواء المنزل التكيف والمراوح رغم مكوثهم في مكان واحد. 

تفاقم اليأس

يتفاقم يأس المواطنين في عدن والأوساط الاقتصادية يوما بعد يوم من قدرة السلطات على معالجة مشكلة انقطاع الكهرباء حتى مع كل التغيرات السياسية في المنطقة.

ولدى شريحة واسعة من الشعب قناعة بأن الأمور تسير نحو الأسوأ ومع فصل الصيف يواجه المواطنون صيفا لاهبا أججته الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي وغليان الأسعار.

ويرى مراقبون ان “الشعب في عدن يفكر الآن بالكهرباء.. مع اقتراب الدولار الوصول لحاجز 800 ريال يمني مقابل الدولار الواحد فقط، إنه سعر مرتفع، العالم يتقدم ويتطور ونحن نعود إلى الشمعة”.

ويتهم البعض المسؤولين السياسيين بتدمير البلاد من خلال الفساد المستشري في مفاصل الدولة، والذي جعلهم يبتعدون عن تنفيذ وعودهم للناس.

وتفاقم الخلافات السياسية التشاؤم بشأن الإسراع في حل أزمة انقطاع الكهرباء المزمنة، وسط معاناة المواطنين العالقين بين تقصير السلطات وابتزاز مافيا المولدات التي تحتكر القطاع مستغلة فشل الشركة الحكومية في إنهاء المشكلة بشكل جذري.

تتفاوت الروايات والأقاويل وتبقى الأزمة واحدة والاجابة عن كل الاسئلة ستكون في الايام القادمة، هل ستعود الكهرباء لتعمل غالبية ساعات اليوم، وان عادت يظل لسان حال الجميع نتمنى ان تنتهي هذه الانقطاعات المزعجة وتعود الكهرباء في عدن إلى كامل صحتها دون قلق او خوف او انطفاء.