آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-09:31ص

حوارات


علي ناصر محمد في حوار مطول مع (عدن الغد): المرجعية الأصيلة للقرار هو الشعب في الجنوب

الأحد - 28 أبريل 2013 - 02:27 م بتوقيت عدن

علي ناصر محمد في حوار مطول مع (عدن الغد): المرجعية الأصيلة للقرار هو الشعب في الجنوب
الرئيس علي ناصر محمد مشاركا في فعاليات المؤتمر الوطني الاول لابناء الجنوب في العاصمة المصرية القاهرة في الـ 22 نوفمبر 2011 -عدن الغد

القاهرة (( عدن الغد )) خاص :

يعد الرئيس "علي ناصر محمد" احد ابرز القيادات الجنوبية التي حكمت الجنوب قبل العام 1990 وللرجل الكثير من البصمات على التاريخ السياسي للجنوب وحتى لايزال الرجل احد اهم صناع التحولات والمتغيرات السياسية .

في حوار مطول التقت صحيفة "عدن الغد" الرئيس علي ناصر محمد  وناقشته حول الكثير من القضايا السياسية المطروحة اليوم وبما يخص الجنوب وقضيته ونضال ابنائه.

وكان مايلي هو حصيلة حوارنا من الرئيس ناصر :

                 

اجرى الحوار الزميلة (سمية صالح وبران)

س: ماهو رأي الرئيس علي ناصر في وحدة 22 مايو 1990م التي وقع عليها الحزب الاشتراكي على عجل وهرولة بعد كل هذه السنوات من تلك الاتفاقية ؟

من المعروف أن الوحدة اليمنية كانت حلماً في الجنوب والشمال، وقد تغنينا بها منذ الاستقلال ورفعناها شعاراً يومياً ومقدماً على كثير من الطموحات الأخرى بل وعلى حسابها غالباً، ولكننا بالتأكيد لم نكن نحلم بالوحدة التي تخلق في نفق لتدخل الشعب في نفق مظلم استمر منذ 1990م وحتى اليوم، بل حلماً يخرج في النور ويحقق مطامح الشعب في الجنوب والشمال في بناء دولة كبيرة مدنية وديمقراطية كبيرة يعتزون بها ويضاهون بها الأمم، ولكن ما حدث كان توقيعاً عجولاً ومهرولاً كما أشرت تم بين كل من علي عبد الله صالح وعلي سالم البيض، وبقيادتهما انتقلت الوحدة إلى من اتفاق إلى أزمة ثم حرب ظالمة وخاسرة آلت إلى حقبة من الضم والإلحاق والإقصاء والقتل والقمع والتنكيل إلى أن خرجت الجماهير الغاضبة مفاجئة لعلي عبد الله صالح وسابقة لعلي سالم البيض لتقول كلمتها عبر الحراك الجنوبي السلمي في 7/7/2007م ، ولايزال هذا الحراك يجترح نضاله السلمي ليستعيد حقوقه ويعيد الاعتبار له وللوطن وعليه فإن الكلمة الفصل اليوم للشعب وحده وهو صاحب القرار .

 

س: سيدي الرئيس في الأعراف القانونية يقولون أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، ولكن في الجنوب البريء متهم حتى تثبت براءته، ماذا يقول الرئيس علي ناصر محمد حول تلك المقولة ؟

بطبيعة الحال عندما تختل المعايير تسود المفاهيم الخاطئة والمعكوسة وتصبح أمراً واقعاً بفرض القوة والهيمنة ، ومن جانبي فقد سارعت بعد حرب 1994م مباشرة للقول وعبر حوار صحفي وعدد من الرسائل الموجهة إلى الرئيس السابق علي عبد الله صالح وقلت له فيها "أن المنتصر في هذه الحرب مهزوم وأن الانتصار العسكري لايعني الانتصار السياسي ولا أحد ينتصر على شعبه فيمارس العقوبات عليه بل أنه هناك فرصة مواتية لفرض العدالة ودولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية ومعالجة آثار الحرب وترميم النفوس وإعادة الحقوق"، ولو تم ذلك في حينه واتجهت الإرادة السياسية نحو تثبيت الوحدة بالعدالة وليس بالدم والظلم، لكنا أمام واقع مختلف ولكن الذي حدث كان المكابرة والعمل على عكس النصح تماماً وترك الحبل على الغارب للقتلة والمفسدين والمخربين وتكريس ثقافة الكراهية، وفي ظل هذه الأجواء أصبح المواطن البريء متهم حتى تثبت براءته كما ذكرت.

 

س: الحديث عن الماضي في هذه المرحلة لا يجدي نفعاً ولن يفيد ولن يغير من الواقع شيء ومن الواجب أن ننظر إلى المستقبل وأن يتم التجاوز عن الماضي بكل عيوبه ومساوئه وأن ننظر للمستقبل بنظرة ثاقبة مع البدء بصفحة جديدة لنتدارك ما يمكن تداركه ونستفيد من الإيجابيات فيما يخص تحديات القضية الجنوبية لتحقيق طموح الشعب الجنوبي في الحرية والاستقلال بعد أن أعلن الشعب الجنوبي تصالحه وتسامحه مع الكل ما رأي سيادة الرئيس علي ناصر محمد ؟

لاشك بأن الماضي جزء من التاريخ الذي لا يمحى، وهو بمثابة إرث يحمل السلبي والإيجابي، وإعادته كما لو كان كائناً محنطاً لنبث فيه الحياة أمراً مستحيلاً ليس عندنا فقط بل في كل مكان حول العالم على أن هذا الماضي يمكن استخلاص الدروس منه بما ينفع الحاضر ويؤسس لمستقبل أفضل، وقد كانت تجربة التصالح والتسامح واحدة من أهم المحطات التي أكدت ذلك بل وأثمرت أول ثورة شعبية سلمية في المنطقة قبل مايسمى اليوم ثورات الربيع العربي، لا بل إن الحراك الجنوبي حافظ على كثير من سماته وخصوصياته وتفوق على هذه الثورات التي يرى كثيرون أنها لم تأت بالمأمول وبعضهم يشعر بالإحباط إزائها، فيما الحراك يقدم مليونيات مستمرة مستعدة للتضحية والصمود حتى تحقيق الأهداف في الحرية والانعتاق والعدالة والكرامة واستعادة الحقوق.

اليوم تقدم التطورات التي حدثت في صنعاء تحديات جديدة، وعلى الحراك مواجهتها بحكمة وهذا لن يتأتى إلا بتعزيز مسيرة التصالح والتسامح الرائدة على مستوى الشعب والقيادات وبالتالي الوصول إلى مرجعية قيادية ونظرية حتى وإن اختلفت الاجتهادات حيال المعالجات فالحالة المحلية والإقليمية والدولية توفر فرصة للحل، وعلينا التعاطي معها بإيجابية لا بتكرار الأخطاء وأن تكون المرجعية الأصلية هي لشعبنا في تقرير مصيره .

 

س: يقولون أن الاختلاف بين العلماء رحمة، ونحن نقول أن الاختلاف بين السياسيين رحمة لأجل شعوبهم ولكن علينا أن لانجعلها صدمة من خلال المواقف والآراء المتزمتة وان لا ننظر للمستقبل بنظرة الازدراء لبعضنا البعض المصاحب لفقدان الثقة وأن لا نعلق كل المساوئ على شماعات الماضي لتسهم في تأخير حل القضية الجنوبية وأن لانحمل من سبقنا في الماضي أخطاء الحاضر وضياع المستقبل وشعب الجنوب يرى فيكم بارقة أمل لمساعدته في الخروج من شباك وحدة ولدت ميتة .. ماذا يقول الرئيس علي ناصر محمد ؟

لا نريد استحضار الماضي، ولكننا بلاشك نرفض تكرار أخطائه، وهو أمر غير مقبول منطقياً ولاشك أيضاً أن الاختلاف في الرأي والتنوع رحمة ولكنه يصبح صدمة عندما يتمترس بالتطرف أو العنف، ومن المؤسف أن الذي يدفع الثمن هو الشعب، ومن هنا ندعو إلى استشعار المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة التاريخية الحرجة وأن نغلب المصلحة العامة على الخاصة وأن نسهم في إيجاد الحلول لرفع المعاناة عن شعبنا لا أن نثقل كاهله بالخلافات التي ستكرر بعض السيناريوهات القديمة التي تنتهي غالباً بضحية واحدة معهودة هو الشعب والوطن .

 

س: سيدي الرئيس الآلاف المؤلفة تخرج في شوارع الجنوب ناهيك عن مليونيات عدن وحضرموت لتوجه رسالتها للمجتمع الدولي بأنه شعب يتوق للحرية والاستقلال ولكن بحت الأصوات التي تنادي بالاستقلال وليس لها من مجيب ويقال أن السبب في كبت الأصوات هو القيادة التاريخية التي لا تريد أن تفقه مايطلبه شعب الجنوب وأنها لا تسعى إلا إلى إحداث المناكفات مع بعضها البعض وكما يقال أن الآخر يريد أن ينتقم من الآخر مما أدى إلى إهمالهم لقضية الشعب والتي هي قضية أرض وهوية ماهو تعليقكم على ذلك ؟

من المعروف أن هناك تعدداً في الخيارات وفي القيادات أو الزعامات على مستوى الحراك الجنوبي وكان ولايزال يمكن لهذا الأمر أن يكون مفيداً للقضية العادلة فيما لو حدث نوع من التوافق الجنوبي الجنوبي عبر مؤتمر شامل لطالما دعونا إليه ولم نتوقف عن ذلك خاصة أن مفهوم الوصاية على الشعب بات أمراً مرفوضاً ، ومن جانبنا ننأى بأنفسنا عن أيه مناكفات وقد تجاوزنا الماضي بالتصالح والتسامح ولا نبحث عن دور مستقبلي وهذا أمر أعلنته كثيراً بل ودعوت لوضع فئة الشباب حصاناً للعربة لا عربة للحصان ، ويمكن لدورنا الحالي أن يكون أهمية في تقريب وجهات النظر ووضع القطار على السكة الصحيحة قبل أن يدخل الشعب في نفق مظلم آخر مجهول .

 

س: المجتمع الدولي لا يسمع صوت الحناجر ولا يؤمن إلا بالواقع الموجود وأصوات الرصاص يرعب المجتمع الدولي طالما وأن الجنوب يقع في موقع استراتيجي عالمي مهم .. ما رأي الرئيس لو أعلن الشعب في الجنوب الكفاح المسلح لأجل التحرير والاستقلال ؟

الحراك الجنوبي أسمع العالم كله ومن غير الصحيح القول بأن صوته غير مسموع ، وقد لمست ذلك في كل الاجتماعات واللقاءات التي تمت بيننا وبين أطراف دولية ومسؤولين في الخارج ، وفي مقابلات سابقة أكدت بأن قوة الحراك تكمن في وحدته وسلميته وعليه فإننا بحاجة لتعزيز هذا التوحد في الحامل السياسي للقضية الجنوبية وأما الجانب السلمي فقد شددت مراراً بأن من يدعو لحرف الحراك إلى مربع العنف ومايسمى الكفاح المسلح يؤسس لضرب الحراك في مقتل وسيدخل شعبنا فيما لا يحمد عقباه وكان إيجابياً التوافق الذي حدث في اجتماع دبي حيث أكد المجتمعون في البيان على نبذ العنف ولا نريد أن تحدث أية ارتداده في هذا المضمار لأن الذي سيخسر هو الشعب وليس المغامرون والمقامرون ، ونحن نقدر الدور الايجابي للسفير جمال بنعمر وجهوده لايصال صوت الشعب والقضية الجنوبية إلى مجلس الامن الدولي بموضوعية وامانة.

 

س : الشعب في الجنوب خرج بمليونياته يطلب الاستقلال ويعني ذلك استفتاء واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ولكن هناك من القيادات من لايزال يصر على استمرار الوحدة وإعادة الروح إليها وتصحيح مسارها وهناك من يطلب الفيدرالية وغيرهم يطلب الحكم الواسع الصلاحيات وكثير من الآراء المختلفة والمتباينة في حين أن شعب الجنوب قرر مصيره بالاستقلال والسيد الرئيس علي ناصر من دعاة تصحيح مسار الوحدة فهل لازال الرئيس علي ناصر محمد على موقفه ورأيه السابق من دعاة الوحدة المغدورة ؟

أجدها مناسبة لأذكر الجميع وهذه فرصة فالذكرى تنفع المؤمنين ، و ليفهم بعض الذين يتلاعبون بالألفاظ في بعض التسريبات الإعلامية التي يقصد منها تضليل الرأي العام بأن علي ناصر محمد هو أول من وقع على اتفاقية للوحدة سنة   1972 ، وكانت قرارات القيادة آنذاك معبرة عن الأهداف المعلنة وعن طموح الجماهير ، ولكني لم أكن طرفاً في وحدة 22 مايو 90م التي وقع عليها علي عبد الله صالح وعلي البيض بل كنت لما يربو عن خمس سنوات مع مصالحة وطنية في الجنوب تؤسس لوحدة حقيقية ومدروسة وليس مع وحدة نفق يتفق عليها بخمس دقائق ، وبالتالي فإن كل تدخلاتي السياسية والإعلامية كانت من واجب الحرص على الوطن وتحمل المسؤولية والمشاركة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه بالرغم من أني دفعت ثمن ذلك الاتفاق بخروجي من صنعاء كشرط لتنفيذها .. وأيضاً لم أكن جزءا من إعلان الانفصال إبان الحرب وهذا شيء معروف وتاريخ ، كما أني لم أكن من دعاة إصلاح مسار الوحدة كما ذكرت ، وهنا أقصد إصلاح مسار الوحدة كتيار سياسي وليس كتوجه ، فقد حددت موقفي من حرب 94م مباشرة وقبل أن يأخذ مسار الوحدة شكل تيار سياسي عندما طالبت بمعالجة آثار الحرب بسرعة وإرساء مواطنة متساوية وعدالة اجتماعية وعدم الزهو بالنصر العسكري فالمنتصر مهزوم في هذه الحرب ، وهنا أشيد بتيار إصلاح مسار الوحدة الذي ظهر مبكراً وكان المناضل د. محمد حيدرة مسدوس على قمته وهو اليوم يطالب بالاستقلال حسبما نقرأه من نقاطه المنشورة ، أما أطروحة "إصلاح مسار الوحدة" التي كان ينادي بها كل من الأخوة محمد حيدره مسدوس وحسن احمد باعوم وصلاح الشنفرة وعبد الرحمن الوالي وغيرهم في حينه فقد تجاوزها الزمن فكلما تأخرت الحلول سقطت بعض الخيارات وتخلقت أخرى بديلا عنها، وهذا ما يفسر ارتفاع سقف المطالب في الجنوب، ونحن اليوم نقف في مرحلة جديدة وظروف مختلفة ولكل قدرته على وضع خياراته المناسبة للمرحلة دون فرضها على أحد.

 

س : كثير من علماء السلطة اليمنية يفتون بتكفير كل صوت ينادي بالاستقلال وكثيرا ما تشعل تلك الفتاوي نار الفتنة بين الشعبين في الشمال والجنوب وآخرها فتوى الشيخ الإمام والتي هي امتداد مفتوح ومفضوح لفتاوى الديلمي والزنداني سنة 94م ، ماذا يقول السيد الرئيس حول تلك الفتاوى؟

هذه الفتاوى مرفوضة جملةً وتفصيلاً ، وهي تعبر عن فشل وإحباط من يصدرها أو يقف وراءها لأنه يقحم الدين في غير محله، ويدخل بصورة مباشرة وفجة في المحظور وإذكاء الفتن وإعلان الحروب، فيما تستدعي المرحلة محاسبة من أصدر ويصدر أية فتوى دينية لغرض سياسي وينال من عقيدة الشعب، وهو أمر متناقض مع الدعوة للحوار وهنا نطالب بوضع حد لمثل هذه الفتاوى عبر قرار جمهوري يجرم هذه العملية التي تنذر بما لايحمد عقباه .

 

س: إن لم يخني تقديري أنه في أواخر السبعينات تقريبا قرأت وسمعت أحد خطابات الرئيس علي ناصر محمد  في احتفالية عيد القوات المسلحة حين قال أنه مع الوحدة التي ستطور وترفع قيمة المنجزات في الجنوب وانه سيرفضها إن هي عمدت إلى إفساد منجزات الشعب الجنوبي ، وهاهي وحدة اليوم صارت بمثابة فيد وغنيمة لقبائل الشمال بل كما قال المرحوم عبد الله بن حسين الأحمر : عودة الفرع إلى الأصل ، ماهو رأي السيد الرئيس علي ناصر محمد ؟

لم أعمد في أية مرحلة لإنكار تاريخي السياسي بل يجب أن أعتز به وبما تحققت من منجزات في الجنوب في تلك الحقبة، ومثل هذا الخطاب الذي تشيرين إليه يتسق مع خطابنا في تلك المرحلة وينسجم تماماً مع مواقفنا إزاء وحدة 1990م وماتلاها من حرب، وكذلك من التصالح والتسامح والحراك الجنوبي وحتى اليوم ، بل يعبر عن استشعار للمخاطر التي قد تطرأ على الوحدة، ومن هنا كنت مع أن تتحقق الوحدة على مراحل وأسهمت في تأسيس المجلس اليمني الأعلى ليكون مدخلاً لتقريب وجهات النظر وردم الفجوات المتباينة بين ما هو في الشمال وما لدينا في الجنوب على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولو كانت تلك التجربة قد استمرت وفق رؤية استراتيجية لما سمعت عن عودة الفرع للأصل ... ولما كنا على موعد مع الفيد والغنيمة ... ولما اضطر شعبنا لتقديم قوافل من الشهداء والتضحيات في نضاله التحرري المستمر حتى اليوم.

 

س: السيد الرئيس علي ناصر محمد دعنا نتحدث عن المشهد الإعلامي مشهد يتنافس فيه تجار الإعلام على البيع والشراء فيه ، تباع الضمائر وتشترى الأقلام وتسقط الأخلاق فحين يسقط الشهداء والألاف من الجرحى وآلة القمع تطارد الشرفاء في الجنوب مع ممارسة ألعاب الغش والتزوير وكل شيء أصبح فيه مباح لترويج بضاعة الاحتلال الفاسدة والتي توهم المجتمع الدولي بأن الشعب في الجنوب بخير وحين يسقط حمار في مستنقع نرى الإعلام يتفجر من كل مكان ، ماذا يقول السيد الرئيس لذلك الإعلام مع العلم أن سلطة الإعلام تمتلكها أباطرة الدول الراعية للفساد والإفساد لأجل مصالحها ؟

بات الإعلام رأس حربة في مختلف الأحداث حتى وصل ببعضهم القول بأن كل مايحدث ليس في اليمن بل في كل مكان، حرب إعلامية بامتياز وكل طرف له أجندته، ولا يوجد إعلام غير موجه حتى في الدول المتحضرة والديمقراطية، وأعتقد أن شعبنا الجنوبي الذي قدم تضحيات جسام واع لحجم التحديات ولن ينالوا منه ومن حقوقه مهما كانت الوسائل ومن يقف وراءها، وفي الوقت ذاته ندعو كل منتسبي مهنة المتاعب أن يشعروا بمتاعب المواطنين وأن لا يلعبوا بجروحهم، وأن يكونوا بقوموا بدورهم الريادي بما يمليه ضميرهم الإنساني وشرف المهنة، وهناك مقولة : "اذا كذبت فلن يصدقك احد ... واذا شتمت فلن يحترمك احد".

 

س: في صنعاء يعقد مؤتمر للحوار الوطني (اليمني) وهذا الحوار يهدف إلى حل كل الملفات الخالقة للأزمة في اليمن وعلى رأسها حل القضية الجنوبية وبالطريقة اليمنية في حين تم تفريخ بعض الشخصيات من أبناء الجنوب للحديث في المؤتمر باسم شعب الجنوب ، ماهي الرسالة التي يريد أن يوجهها السيد الرئيس لمن نصبوا أنفسهم أوصياء على الجنوب ويتحدثون باسم شعبه في ذلك المؤتمر ؟

موقفنا من الحوار كمبدأ واضح ومعروف وسبق أن فصلناه، فلا سبيل لحل أي أزمة وحتى في الحروب سوى الحوار، ولكننا أوضحنا في كل لقاءاتنا رؤيتنا للحوار وأساليب التهيئة له والشروط الإجرائية لنجاحه كما عبرنا عن مخاوفنا من فشل الحوار لأنه سيشكل أزمة مضافة ستزيد الأمور تعقيداً.

ومن المعروف أن الانقسام لم تعد تخطئه عين في إطار الحراك الجنوبي، والتعدد في مكوناته وفصائله، ومن يشارك الآن في الحوار مضى إليه وفق رؤيته التي يتبناها وموقفه غير ملزم لمن رفض أو تحفظ على المشاركة، وأما ما أشرت إليه من وصاية فلا مكان للوصاية، وقد أشرت إلى هذا في جواب لسؤال سابق ، وعلى الجميع جنوبيين وغير جنوبيين أن يدركوا أن المرجعية الأصيلة للقرار هو الشعب في الجنوب وتعزيز هذه الفكرة داخل وخارج مؤتمر الحوار أمر مطلوب.

 

س: من المسموع أنه سيعقد هنا في القاهرة مؤتمر يضم فيه كل القيادات وبعض الشخصيات الجنوبية للاتفاق والخروج برؤية موحدة وبرنامج وميثاق موحد يسهم في التعجيل بحل القضية الجنوبية ، هل بالإمكان أن نسمع من السيد الرئيس علي ناصر محمد موجزاً عن هذا المؤتمر ورؤيته حوله ؟

هناك مساعي مستمرة في هذا الاتجاه، وعقد مثل هذا المؤتمر الذي تم الاتفاق على حروفه الأولى كما يقال أو عليه بصورة مبدئية دون الخوض في تفاصيله في لقائنا بدبي، وقد تركنا الأمر للسيد السفير جمال بنعمر لتحديد موعد ومكان المؤتمر بوصفه الجهة الراعية أممياً لتلك اللقاءات التي تمت سابقاً والتي ستتم في وقت لاحق، وبموازاة ذلك نسعى إلى تقريب وجهات النظر لإقناع الجميع في المشاركة وخاصة من لم يشاركوا في ماسبق من لقاءات للخروج بأكثر الرؤى وضوحاً وأكثر اللقاءات اتساعاً على أن ذلك المؤتمر لم يحسم أمره حتى الآن بصورة نهائية ونتمنى أن يسهم الجميع باتجاه إنجاحه.

 

س: كلمة أخيرة .. نريد أن نسمع من السيد الرئيس كلمة موجهة إلى شعب الجنوب في هذه المرحلة والتي دعني أسميها بمرحلة المخاض العسير للقضية الجنوبية ؟

لقد قلتي كلمة أخيرة .. ودعيني أستعيرها منك لأقول لشعبنا العظيم في الجنوب بأننا ننحني أمام تضحياتكم ونتواضع أمام صبركم وصمودكم ونستشعر ألماً وكمداً معاناتكم الطويلة حيث تدفعون ثمن أخطاء لم تقترفوها .. وأننا نبذل ما بوسعنا لنرفع هذه المعاناة باجتهاداتنا الفانية أمام حراككم المجتهد وأن الكلمة الأخيرة لكم .... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.