آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:39م

ملفات وتحقيقات


الماء بعدن أزمة خطيرة ويلجأ المواطنون إلى شراء الوايتات .. فاين دور مؤسسة المياه ؟

الإثنين - 10 أغسطس 2020 - 01:06 م بتوقيت عدن

الماء بعدن أزمة خطيرة ويلجأ المواطنون إلى شراء الوايتات .. فاين دور مؤسسة المياه ؟

(عدن الغد)خاص:

في كل يوم تجد المواطنون يحملون دبب الماء ينقلونها من منازلهم إلى منازل أخرى في نفس الحارة أو الشارع بحثا عنه أو للمساجد من أجل الحصول عليه بعد أيام أو أشهر من انقطاعه وعدم وصوله , سيناريو المشهد يتكرر كل يوم في عدن وحتى الأطفال لا ينعمون بالراحة فهم أيضا ضحايا الماء الذي أصبح الوصول إليه ضربا من المستحيل .

حرم الماء المواطنين من العيش بسلام فأبسط مقومات الحياة والخدمة التي يفترض أن تتواجد في كل بيت أصبحت معدومة في النصف الأول وتصل بصعوبة في النصف الآخر من المنازل فشبكة المياه المتهالكة والبسط العشوائي على حقول المياه في بئر أحمد كانت أساس هذه الأزمة وبداية القصة التي لم تكتب لها نهاية حتى الآن.

هالي جميع المناطق بالعاصمة عدن تشتكي من الماء وعدم وصوله إلى المنازل ومعاناتهم في سبيل الحصول عليه كل يوم والغموض في توضيح الأسباب الحقيقة لانعدام الماء وعدم وصوله والذي ادخل المواطنين في دوامة المعاناة وحرب نفسية وخلافات بسبب الماء الذي أصبح العملة الصعبة بعدن...

تقرير/ دنيا حسين فرحان:

أساس المعاناة شبكة مياه قديمة :

يرجح العديد من المواطنين أن السبب الرئيسي لضعف المياه أو عدم وصولها للمنازل وبالذات المناطق المرتفعة أن شبكة المياه مضى عليها سنين طويلة واصبحت متهالكة بحاجة الى اعادة تأهيلها م جديد وامدادها بمعدات ومستلزمات جديدة لتضخ المياه بسهولة.
من الملاحظ أن طفح المجاري هو أكبر دليل على وجود مشكله كبيرة في شبكة المياه فكل يوم تفيض في أماكن مختلف وتتوقف حركة السير للمواطنين والسيارات دون وجود أي حلول نهائيا لهذه الأزمة.

هناك بعض المواطنين يسكون في أماكن مرتفعة ولا تصل اليهم المياه اطلاقا ربما بسبب بعد المسافة من مجرى الماء الرئيسي لكن تكون الغرابة في أن تكون مجموعة من المنازل في أماكن متقاربة وليست مرتفعة لكن لا تصلها المياه وكل يوم نجد مظاهر أطفال وشباب بل نساء يحلمون مستلزمات لتعبئة الماء من منازل الجيران أو المساجد أو أماكن بعيده على مرئا الجميع لتستمر معاناتهم هذه كمسلسل يومي لم تكتب نهايته.

غلب المواطنين يناشدون بتجديد شبكات المياه والقيام بمشاريع من قبل السلطات المحلية والحكومة لمعالجة مشاكل وصول المياه لأنها أصبحت أزمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

وما زاد الطين بله هو الركزات التي يقوم بها بعض المواطنين من أجل الحصول على الماء وهم يدركون انها قد تحرم منازل كثيرة منه بل ويقومون ببيعه على المواطنين ولا ننسى العشوائيات التي زادت من تهالك شبكة المياه والتي دون أن تكون هناك رقابة أو حساب لمن يقوم بذلك في ظل الفوضى التي تعيشها البلاد وغياب السلطة.

*الدينمات حلول لأزمة الماء أم تعميق لها:

عندما عصفت أزمة المياه بالمواطن البسيط ووجد نفسه في صراع عن توفير مطلبه الرئيسي له ولأسرته بشق الأنفس , قرر أن يجد حلا بديلا عله يخفف من معاناته فكانت الدينمات هي الخيار الذي وجده الكثيرون مناسبه لتفادي تفاقم الوضع وسهولة الحصول على الماء بعيدا عن الجهد والتعب.

ولكن المواطنون وجدوا أنفسهم أمام عائق آخر من وصول الماء فمن يمتلك الدينمه قد يصله الماء عندنا يفتح ولكن هناك منازل أخرى حرمت من الماء بسبب هذه الدينمات خاصة من يسكنون في منازل مرتفعة وحتى في الوقت الحالي أصبح المواطنون من يسكنون الأدوار الأرضية لا يصل إليهم الماء بسبب زيادة عدد المنازل التي تستخدم الدينمات في سبيل الحصول على الماء وقد يمتلك المنزل الواحد أكثر من دينمه وهذا ما يعمق المعاناة والمشكلة وقد تصبح وسيلة أخرى لأزمة الماء في عموم مديريات محافظة عدن.

حالة الفوضى هذه قد لا تقف عند هذا الحد فقد يقوم المواطنين بإغلاق الطرق وعرقلة حركة السير ويصبح التصعيد أكبر طالما وصل الحال إلى أن هناك نازل في نفس الحارة والخط يصلها الماء ومنازل لا يصلها دون حلول تذكر من قبل مؤسسة المياه أو حتى محاولات لإنقاذ الوضع الصعب الذي يعيشوه في الوقت الحالي.

البسط العشوائي على آبار وحقول الماء ببئر أحمد :

من الأشياء الكارثية التي حدثت خلال الفترة الماضية هي السكوت على ظاهرة البسط العشوائي لمجموعة من الأشخاص على آبار وحقول المياه وتأسيس منازل ومد عشوائي منها دون أن يتم ايقاف ذلك أو وضع حد له.
هذا الأمر عمق من معاناة وصول الماء إلى كثير من المناطق فلم يعد يصل الماء لأجزاء كبيرة من مديريات عدن والمواطنون يبحثون عنه بعد أن كان يصل يوميا والكل يشتكي غيابه لأكثر من أيام أو أشهر أو انقطع دون عودة وعند البحث عن الأسباب نجد أن البسط العشوائي على حقول الماء المغذية لكل المناطق هو أحد الأسباب الرئيسية لأزمة المياه الحاصلة في العاصمة عدن.

بوز الماء أصبحت البدائل وميزانية خاصة لتعبئتها يوميا:

كثير من المواطنون اليوم يعانون من عدم وصول الماء لمنازلهم وأصبحوا يبحثون على بدائل من أجل الحصول عليه وكان أولها بوز الماء الذي تشترى بمبلغ وقدره قد يصل لأكثر من 4000 ريال يمني لتعبئة الخزان ليوم واحد فقط , ولك أن تحسب كم عدد الأيام التي سيتم فيها تعبئة الماء في الشهر وكم هي الميزانية المخصصة له وهل سيتمكن كل المواطنين من شراء الماء يوميا أو تعبئة الخزان بالتأكيد لا ...

فالغلاء الفاحش المحيط بالمواطنين والأزمة الاقتصادية الخانقة وارتفاع الدولار وهبوط العملة والأزمات التي يعيشوها كل يوم والرواتب الغائبة أو الحقيرة مقارنة بالوضع لا يمكنها أن تجاري أزمة الماء وتمكنهم من الحصول عليه ومن الملاحظ أن هناك مجموعة كبيرة من المواطنين وصل بهم الحال الصعب لاستلاف دبب الماء من البقالات كدين أو حتى شحته من منازل مجاورة فهو لا يتمكن من شراءه ولا حتى يصل إليه ولا يعرف إلى متى سيظل على نفس الحال الصعب هذا وكل ذلك بسبب الماء.

هناك مواطنون لديهم أسر كبيرة وهناك من يقطنون منازل في الجبال أو مناطق مرتفعة لا يصلها الماء نهائيا وهي تحتاج إلية بمعدل يومي فيضطرون لشراء خزانات كبيرة وتعبئتها ببوز الماء يوميا وهذا ما يجعلهم يضيفون مصاريف لشراء الماء إلى جانب مصاريف الشهر من غذاء ومصروف للمنزل والأولاد وأي احتياجات أخرى.

المعاناة متى تنتهي ؟

في كل يوم نشاهد معاناة جديدة للمواطنين بسبب الماء وفي سبيل الحصول عليه وهناك من حرم منه ويصارع الغلاء وكل البدائل لتوفيره , ومع ازدياد معاناة المواطنين في مختلف مناطق عدن والمحافظات المجاورة التي تطالب بتحسين خدمة الماء وتوفيره كمطلب أساسي لحياتهم تبقى آمالهم معلقة باستجابة السلطات المعنية ومؤسسة المياه لهم والتدخل لتوفير الماء بشكل مستمر لهم وضمان الحصول عليه دون تعب أو مجهود كبير فيكفي غلاء الأسعار الذي حل عليهم والأزمات المتكررة والأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي تعصف بالبلاد وعدم قدرتهم على ملاحقتها ويتمنون أن يجدوا الانصاف في أقرب وقت.