آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-09:35م

أخبار عدن


حكاية طبيب بيطري مع الرئيس سالمين

السبت - 08 أغسطس 2020 - 04:42 م بتوقيت عدن

حكاية طبيب بيطري مع الرئيس سالمين

عدن (عدن الغد) كتب خالد محمد شمسان

قصة اغرب من الخيال رواها لي طبيب بيطري كان يعمل في مزرعة ابقار الكود تقول الحكاية ٠٠٠

في عام ٧٥م تم استدعائنا إلى عدن بصوره عاجله من أجل استلام حوالي ٥٠٠ بقره من افضل انواع البقر قام سالمين بشرائها لصالح مزرعة ابقار الكود .. وقد ذهبت بصحبة الخبير البيطري تشسكي وبعض العمال لاستلام البقر والإشراف على نزولها في الميناء خاصة وان جميع البقر حوامل..

شاهدت لأول مره الرئيس سالمين كان معنا ينتظر وصول الباخرة منذ ساعتين دون ملل واخيرا وصلت الباخرة وقمنا بأنزال البقر وأخذها إلى جبل حديد من أجل تغذيتها وترحيلها إلى أبين سيرا على الاقدام وقد سرنا من الميناء إلى بوابة جبل حديد وكان سالمين بصحبتنا وعند وصولنا إلى البوابة لاحظنا إحدى البقرات توشك على الولادة فوقفنا انا والخبير تسشكي لتوليدها..

وقف الرئيس سالمين بجانبنا ينظر وقمنا بتوليد البقره وقد ولدت عجل بني فيه طبعه بيضاء جانبيه فوجئت بالخير الروسي يقول لي سنسمي هذا العجل سالمين فتبسمت وحرصت أن لا يراني الرئيس ولكنه راني فسألني : ماذا قال الروسي فارتبكت ولكنه أصر فأخبرته لقد سمى هذا العجل سالمين بك سيدي الرئيس بسبب الشعرات البيضاء ..

كنت قد خشيت ردة فعل الرئيس فقال وهو : يضحك إذن هو نسيبي سموه سالمين فسميناه سالمين وبعد غروب الشمس طلب مننا سالمين الانطلاق بالبقر صوب أبين سيرا نظرا لعدم توفر العدد الكافي من السيارات لنقلهم وسرنا وكانت المفاجئة أن الرئيس وجنوده ساروا معنا يهشون البقر وكنت اقول لنفسي سوف يسير الرئيس بضع خطوات ويعود ولكنه واصل المسير معنا إلى أبين وشاهدت الرئيس كيف طلب من جنوده ترك أسلحتهم بالسيارة الخاصة بالرئيس التي كانت لا تحمل غير السائق ..

وصلنا في اليوم التالي الى أبين بصحبة الرئيس سيرا على الاقدام ولم يغادرنا الا بعد أن اطمئن على وضع الأبقار بالحضائر وتغذيتها بعدها كان الرئيس يزونا ٣ ايام في الاسبوع للاطمئنان على البقر وكان يحرص على مداعبة العجل سالمين عند دخوله المزرعة ..

ومع الايام صار العجل سالمين يشعر بقدوم الرئيس قبل قدومه فنسمع صوته وازدياد حركته ولايعود إلى هدؤه الا بعد مداعبة الرئيس له فشاهدنا رحمة الرئيس وحبه المخلوقات بما فيها الحيوانات وطوال ٣ سنوات نشأت علاقه روحيه غريبه بين الرئيس والعجل التي قررت المزرعة عدم بيعه ..

في صباح ٢٢يونيو ١٩٧٨م لا حضنا حركه غريبه على العجل إذ أصبح عدواني وثائر لا يقبل أحد يقترب منه وبعدها بساعات شاهدنا تدهور حالة العجل ومرضه المفاجئ ولقد أجريت له كل الفحوصات وكانت سلبيه واضطررت لا إعطائه بعض المغذيات بعد امتناعه عن الاكل وكان جميع عمال المزرعة في حالة ذهول ومتجمعين حول العجل ولكن فجأة فارق العجل الحياه وذرفنا دموعنا عليه ولسان حالي يقول بماذا سأخبر الرئيس لقد مات العجل..

لكن ماهي الا ساعه تفاجئنا بنبأ اعدام الرئيس سالمين من المذياع فأدركت العلاقة الروحية بين الرئيس والعجل وكان درسا تعلمت عن قلب هذا الرجل العظيم.

فاستمر الطبيب بذرف دموعه كما أنني لم استطع منع عيني من ذرف الدموع وتركته على أمل اسمع منه قصة جديده عن زعيم لن يتكرر ابدا..!!