فــي ليــــلة عـــــيد!
(شعر/ خالد غيلان العلوي)
فــي لـيــلـــةِ عــيـــدٍ لا أكــــثرْ
أبــــحرتُ مـــع مـن قـد أبــحرْ
و ســلكــــتُ طـــريــقا ً شــرقيا ً
و طــــــــريقاً غـــربياً أخـــطرْ
و أتيـــــتُ بـــــلاداً أعــــرفـها
و بـــلاداً تعــــرفـــني أكــــثرْ
أبحـــرتُ إلى (حيـــفا) وحـدي
فوجدتُ القـــدس هي المخــفرْ
لــم ألـقَ بـــأرضي زيتـــــونا ً
لــم ألـقَ بـــواديها الأخضـــرْ
أكــلـــوا الأعشـــابَ بواديها
أعطــــوا الزيتــونة للعسكرْ
لا عشــــبٌ بـــهذا الوادي
بــــل حـــدٌ من خطٍ أحمرْ
في ليــــلةِ عيـــدٍ لا أكــثرْ
أبصرتُ مع من قد أبصرْ
أماً تبــــكي ابنا ً قد ماتَ
و تُعِــدُّ أخا ً آخرَ أصغرْ
و أبــــا ً يتـــهيأ للآتي
ليعود القدسُ لنا أنضرْ
طفــــلهم, لم يولد طفلا ً
لا لم يلهُ .. بل قد شمّرْ
طفــــلهم, لــم يولد طفلا ً
لم يلعبْ في العيدِ الأكبرْ
طــــفلٌ يتـــــهيأ للآتـي
ليعودَ القدسُ لنا أنضرْ
يـــرمي بحجارة سجيلٍ
لا يـــــرمي إلا قد كبّرْ
يهتــــفُ أطفالُ فلسطينَ
ليعود القدسُ لنا الأطهرْ
و العــــربُ الباقون كسالى
من هزّتهُ (النخوة) استنكرْ
من هـــزّتهُ (النخوة) يدعو
(لا تهـــــتموا إنــي عنترْ!
و لســــوف أريــكم ما أفعل
حين يشِبُّ حصاني الأبجَرْ)
في ليـــلةِ عيـــدٍ لا أكـــثرْ
أبصرتُ مع من قد أبصرْ
أمـــاً تبكي ابناً قد مات
و تعِدّ أخا ً آخر أصغرْ
و أبـــــا ً يتهيـــأ للآتي
ليعودَ القدسُ لنا أنضرْ
